هل تشتعل جبهة جنوب لبنان ؟    روسيا: زيارة بلينكن للصين تهدف لتمزيق العلاقات بين موسكو وبكين    الأخضر السعودي 18 عاماً يخسر من مالي    الإبراهيم: تشجيع الابتكار وتطوير رأس المال البشري يسرعان النمو الاقتصادي    النفط يستقر فوق 88 دولاراً.. وأسهم أمريكا تتراجع    «الرابطة» تُدين استمرار الاحتلال ارتكاب جرائم الحرب في غزة    الإبراهيم: إستراتيجياتنا تحدث نقلة اقتصادية هيكلية    الراقي في اختبار مدرسة الوسطى.. الوحدة والفيحاء يواجهان الحزم والطائي    ميندي وهندي والنابت مهددون بالغياب عن الأهلي    إنشاء مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    أدوات الفكر في القرآن    4 نصائح طبية عند استعمال كريم الوقاية من الشمس    الملك يغادر المستشفى بعد استكمال فحوصات روتينية    بيع "لوحة الآنسة ليسر" للرسام كليمت بمبلغ 32 مليون يورو    الأوبرا قنطرة إبداع    في ذكرى انطلاقة الرؤية.. مسيرة طموحة لوطن عظيم    الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز يرعى حفل تخريج طلبة «كلية الأعمال» في جامعة الفيصل    اللهيبي تُطلق ملتقى «نافس وشركاء النجاح»    اللي فاهمين الشُّهرة غلط !    لا تستعجلوا على الأول الابتدائي    مساعد رئيس مجلس الشورى تلتقي بوفد من كبار مساعدي ومستشاري أعضاء الكونغرس الأمريكي    هلاليون هزموا الزعيم    مين السبب في الحب ؟!    مشاهدات مليارية !    أهلاً بالأربعين..    "5 ضوابط" جديدة بمحمية "الإمام تركي"    النفع الصوري    حياكة الذهب    سوناك وشولتس يتعهّدان دعم أوكرانيا "طالما استغرق الأمر" (تحديث)    إجراء أول عملية استبدال ركبة عبر «اليوم الواحد»    زراعة 2130 شجرةً في طريق الملك فهد بالخبراء    166 مليار ريال سوق الاتصالات والتقنية بالسعودية    مسبح يبتلع عروساً ليلة زفافها    "إكس" تطلق تطبيقاً للتلفاز الذكي    أسرة البخيتان تحتفل بزواج مهدي    انطلاق "التوجيه المهني" للخريجين والخريجات بالطائف    "أم التنانين" يزور نظامنا الشمسي    اكتشاف بكتيريا قاتلة بمحطة الفضاء الدولية    «سدايا» تطور مهارات قيادات 8 جهات حكومية    961 مليونا ً لمستفيدي «سكني»    أمير الشرقية: القيادة تولي العلم والتنمية البشرية رعاية خاصة    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    دورة تأهيلية ل138 مستفيداً ومستفيدةً من برنامج الإعداد للابتعاث    مقصد للرحالة والمؤرخين على مرِّ العصور.. سدوس.. علامة تاريخية في جزيرة العرب    رسالة فنية    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    الإسباني "خوسيلو" على رادار أندية الدوري السعودي    عيدية كرة القدم    تجهيز السعوديين للجنائز «مجاناً» يعجب معتمري دول العالم    جاسم أحمد الجاسم عضو اتحاد القدم السابق ل"البلاد": الهلال يغرد خارج السرب.. وحديث المجالس وضع" هجر" في مهب الريح    تحت رعاية الأمير عبد العزيز بن سعود.. قوات أمن المنشآت تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    بعضها يربك نتائج تحاليل الدم.. مختصون يحذرون من التناول العشوائي للمكملات والفيتامينات    تجاهلت عضة كلب فماتت بعد شهرين    قطاع القحمة الصحي يُنظّم فعالية "الأسبوع العالمي للتحصينات"    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    المجمع الفقهي الإسلامي يصدر قرارات وبيانات في عددٍ من القضايا والمستجدات في ختام دورته ال 23 clock-icon الثلاثاء 1445/10/14    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسرح الطفل.. ستارة مفتوحة على اجتهادات عشوائية
نشر في المدينة يوم 23 - 06 - 2010

أوضح عدد من المهتمين بمسرح الطفل أن ما يقدّم حاليًا من مسرحيات للطفل لا تعدو أن تكون اجتهادات عشوائية تفقر إلى الكثير من التنظيم والتجويد على كافة المستويات المتعلقة بالنص والديكور والتمثيل وغيرها من الجوانب الأخرى المتعلقة بهذا الجانب.. مشيرين إلى أن هذا النوع من المسرح يعد الأصعب بين كافة أنماط المسرح كونه يستهدف شريحة تحتاج مخاطبتها الإبداعية إلى وعي كبير مستبطن في النص المكتوب بمراعاة الفوارق العمرية وما تتطلبه كل مرحلة من خطاب يجمع بين المتعة والتشويق والتوجيه.. داعين إلى بذل مزيد من الجهود من أجل تطوير مسرح الطفل في المملكة حتى يكون بديلاً جاذبًا للطفل في ظل البدائل الكثيرة المتاحة أمامه والمحتشدة بغير قليل من الخطابات المتقاطعة مع النواحي التربوية والأخلاقية التي يجب أن يكون عليها الطفل.. خلط المفاهيم بداية يقول علي السعيد أحد المعنيين بالمسرح وقضاياه: معلوم أن أبرز أهداف مسرح الطفل وهي: إشراك الطفل في تجربة العمل الجماعي لتتولد لديه القدرة على التعاون والإبداع المشترك مع الآخرين والتقليل من هاجس الفردية والأنانية الذي يعيشه الطفل في بعض مراحله العمرية، وكذلك مساعدة الطفل في تكوين شخصيته؛ لأن المسرح يدفعه لاكتشاف نفسه والأشياء من حوله ويوضح له طبيعة علاقات مع العالم بالإضافة إلى الخبرة التي يكتسبها عن موضوع محدد، واكتشاف المواهب لدى الأطفال وإتاحة الفرصة لها لتقديم إبداعها وتنمية مواهبها، والمحافظة على اللغة العربية وتعميق إدراك وإحساس الطالب بها وجعلها وسيلته الأساسية في التعبير عن نفسه مما يوطد علاقته بأصالته وتراثه العميقين، والإسهام في تنمية قدرة الطفل على التواصل الحضاري مع الآخرين وذلك من خلال الحوار، والإسهام في تخلص الطفل من بعض الأمراض النفسية كأمراض النطق وعيوب الكلام والانطواء والخوف من المجابهة والعدوانية، وتهذيب الفعل والحركة المندفعة لدى الطفل كالمشي والجلوس والتعامل مع الأشياء بطريقة صحيحة، وتعميق علاقة الطفل بتراثه الحضاري والإنساني وقيمه الدينية الإسلامية. ويضيف السعيد: إن مسرح الطفل يختلف عن غيره من المسارح بأنه مسرح موجه لفئة خاصة تحكمها خصائص عمرية (نفسية واجتماعية وبدنية) يجب على القائمين عليه مراعاتها ومراعاته تقسيمات مراحل تلك الفئة بالإضافة إلى التكلفة العالية لإنتاج هذا النوع من المسرحيات حيث تتطلب ديكورًا في غالب الأحيان يكون مبهرًا وضخمًا تزدان به الألوان الصارخة والصريحة، بالإضافة إلى الملابس المبهرة والمعبرة في ذات الوقت، ناهيك عن تكلفة تسجيل الأغاني وتنفيذ الاستعراضات التي تأتي عادة مصاحبة للعرض المسرحي لإضفاء أجواء من البهجة والمرح والمتعة لدى الطفل سواء كان متلقيًا أو مشاركًا في العرض. وفيما يتعلق بأوجه القصور التي يعاني منها مسرح الطفل وبالتحديد لدينا في المملكة يقول السعيد: هي كثيرة ومتنوعة ولعل أبرزها: ضعف وإهمال المسرح المدرسي سواء على مستوى التدريب لتأهيل الكوادر(المعلمين) المدربة لتنفيذه في المدارس، على مستوى تفعيله وتنفيذه في المدارس، بالإضافة إلى قلة الإنتاج المسرحي للطفل في مختلف مناطق المملكة من قبل الفرق سواء مسرح جمعيات الثقافة والفنون أو مسرح الطفل في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو الفرق الخاصة، بالإضافة إلى وجود خلط كبير في المفاهيم بين مسرح الطفل وبين ألعاب التسلية والمرح التي تمارسها بعض الفرق المتخصصة بهذا النوع من ثقافة الطفل وهي غالبًا ما تقدم في الملاهي وأماكن الترفيه العامة وفي مجمعات الأسواق التجارية، بجانب ضعف الدعم المادي المقدم لمسرح الطفل قياسًا بتكلفته العالية. غياب الوعي الدكتورة أمل شطّا المتخصصة في مسرح الطفل ترى أن هناك عدم وعي كافٍ بأهمية أدب الطفل ومسرح الطفل وبرامج الأطفال عامة، داعية إلى تتضافر الجهود من أجل ذلك ماضية إلى القول: الأطفال في الزمن الحاضر مستهدفون من برامج رخيصة تؤثر على مبادئهم وأخلاقهم وهوياتهم، فهم إذًا في حاجة إلى جهد أكبر، وإلى برامج على مستوى عال من الجودة والتقنية، وقد كان مسرح الطفل وما يزال أمنيتي التي أحلم بتحقيقها، وبالذات مسرح العرائس، قد قدمت منذ أكثر من عشرين عاما تمثيلية «الشاطر هشام» في التلفزيون السعودي بالدمى المتحركة، وغيرها من المسرحيات الأخرى. وهناك أنواع متعددة من مسرح العرائس، أو طريقة تجسيد الشخصيات في مسرح العرائس منها: العرائس القفازية، والعرائس التي تتحرك بالخيوط أو الأسلاك الرفيعة، والعرائس التي تتحرك بالعصا، وعرائس السينما، وعرائس خيال الظل. وتضيف شطا: مسرح الدمى أو العرائس المتحركة هو المسرح المفضل لدى الطفل في جميع أنحاء العالم، ويمثل حجر الزاوية بالنسبة لثقافة الطفل، ويمكن لنا أن نلخص فوائد مسرح الدمى بالنسبة للطفل في الآتي: يعتبر وسيلة ترفيهية ممتازة بالنسبة للأطفال، تساعدهم على المرح والاسترخاء الذهني، وهو وسيلة تربوية سهلة محببة مؤثرة، فتعلق الطفل وحبه وإعجابه بالدمية يجعله يتقبل المعلومات والنصائح والإرشادات منها بسهولة، ذلك إن قدمت إليه بطريقة سهلة محببة بعيدة عن الملل، ويوفر للطفل خبرات تعليمية ممتازة إلى جانب الترفيه، ولهذا يتم في كثير من بلدان العالم مسرحة المناهج في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، وتقديم العلوم والتاريخ والآداب من خلاله، وكذلك وسيلة تربوية جيدة للارتقاء بوعي الأطفال وعاداتهم وسلوكياتهم، ولهذا نجد أن له دور كبير في تنمية الثقافة الغذائية للصغار برياض الأطفال، ومسرح العرائس له دور كبير وتأثير مهم على زيادة انتباه الطفل ودرجة تركيزه على المادة المقدمة إليه في يسر وسهولة ومن ثم استيعابها، كما أن تجسيد المعلومات بواسطة الدمى تثبتها في ذهنه وتمكنه من الاحتفاظ بها حية في ذاكرته، ويعلم الطفل فن الاستماع والإصغاء الجيد، ووسيلة لتقريب المعلم والمدرسة إلى قلب الطفل، وزيادة قدرة الأطفال على فهم الأفكار المطروحة، والتمييز بين الخير والشر، ولتنمية قدراتهم على استعمال مفردات اللغة وإتقانها، وكذلك لزيادة نمو القدرات العقلية للطفل، ولتنمية حب المشاركة والتعاون والعمل الجماعي وذلك باشتراك الأطفال في تمثيل النص وأداء الأناشيد المصاحبة، وصنع العرائس والملابس والرسم والديكور ومن ثم تمثيل الأشخاص بتحريكها. وتختم أمل بقولها: النهضة بمسرح العرائس تحتاج إلى تكاتف الجهود، وتوفر الكثير من عناصر النجاح التي تدعم كل منها الأخرى وتثريها، ومن أهم تلك العناصر: النص الجيد الذي يتوفر فيه اللغة السليمة وعنصر المفاجأة والفكاهة والمرح، ويعتمد على الإيقاع السريع حتى لا يشعر الصغار بالممل ويفقدون الاهتمام والتركيز، وكتابة الأناشيد الفنية السهلة، ومن ثم تلحينها معتمدا على الإيقاع، والأداء الجيد للنص والأناشيد، مع تسجيل صوتي جيد واضح لها، وعمل الديكور والخلفيات والإضاءة والمؤثرات، والإخراج المتميز. فأتمنى أن يكون لدينا مسرح ثابت للعرائس المتحركة في كل منطقة، وأكثر من مسرح متنقل، فالمسارح المتنقلة يمكن تثبيتها على قاطرات، مما يسهل انتقال العرض بين الأحياء والمدن المختلفة، أو إلى شاطئ البحر والتجمعات السكانية، والمشاركة في الاحتفالات المختلفة. اجتهادات عشوائية الإعلامي علي السبيعي استهل حديثه بقوله: أننا مازلنا حتى الآن نقدم اجتهادات عشوائية وافتراضية في أحيان كثيرة والسؤال هل نحن فهمنا الطفل حقًا؟ وهل هناك أسس ومعايير نفسية وطبية واجتماعية وسلوكية نستطيع من خلالها أن نوافق بين النظرية والتطبيق؟، وحينما نريد أن نجيب عن هذين السؤالين لا بد أن نُشرّح هذه الأعمال التي نقدمها، وحينها سنرى أن العملية اجتهادات. وسؤال آخر يطرح هل تم الاستعانة بالخبراء أو ذوي الخبرة في التعامل مع الطفل إما خبرة دراسية، أو خبرة تراكمية؟، وبصراحة حتى لا نهضم ولا نضخم فإن ما قدم من أعمال للطفل حتى الآن هي اجتهادات فرضها الحال السابق، ولكن صعب أن يفرضها الحال القادم الذي يجب أن تؤطر العملية وتكون ضمن أسس منهجية حتى يكون التأثر والتأثير ذو منهجية ويتحقق الهدف المنشود بحيث تكون العملية ضمن الأسس والأصول والدراسة. ويتابع السبيعي قائلاً: ما يقدم من أعمال هي محط سخرية من الطفل والطفل قادر على اكتشاف هذه السخرية التي تكتب وتصور له، ويجب أن نقدم للطفل ما يريد هو لا ما نريد نحن. وهذا يجعلني أسأل من المخول بالكتابة للطفل؟ فنجد أن الذي يكتب هو إما مندفع لتأثر معين، أو وجدها لقمة سائغة مربحة مما يجعلني أعود وأؤكد مرة أخرى أننا بحاجة إلى كاتب متخصص فيما تطلبه هذه الناحية من دراسة وميول ورغبة. ونأتي إلى المنتج على الشاشة العريضة وما يقدم من خلالها حتى الآن فنجده مازال متأثر بمدرسة الستينيات وما قدم للطفل في تلك الفترة من دمى وحكايات ومباشرة في الطرح بشكل متكشف من قبل الطفل، وتغيب لعقله واستثارة نفسية لحواسه، والأهم هو وجود فجوة كبيرة بين طفل الألفين وأعمال الستينيات والسبعينيات، وطفل الجيل الجديد طفل الحاسب هذا بين خيارين إما أن يمرر بذكائه الفطري والزمني هذا العمل ويضحك عليه أكثر ممّا يضحك منه مثل بعض حركات الممثلين، أو يجعل الطفل هذه الأعمال ومشاهدته لها فترة استراحة وتأمل، ويجب أن يعلم الكاتب والمخرج والممثل أن أخطر مشاهد وأصعب متفرج هو الطفل. مسرح تربوي ويشير المسرحي سعد المسمي إلى أن مسرح الأطفال لم يبدأ بشكل فعلي إلا مع بداية القرن العشرين، حيث أسس أول مسرح للأطفال في موسكو (عام 1918) بإشراف بعض المعنيين بشؤون تربية الطفل، إلى جانب الملمين بأمور المسرح الأدبية والفنية. ولكن مسرح الأطفال لم يتطور بشكل كبير-كتابة وتمثيلاً- إلا بعد الحرب العالمية الثانية، وفي معظم البلدان المتقدمة، حتى أصبح جزءًا من الحركة الأدبية /المسرحية في العالم. أما في وطننا العربي فقد تأخر ظهور مسرح الأطفال كما هي الحال في أدب الأطفال بوجه عام، وذلك لصعوبة اختيار موضوعاته وقلة المجيدين فيه من جهة، وعدم الاهتمام الكافي بثقافة الطفل عامة وآدابه من جهة أخرى، ولذلك ظلت نسبة المسرحيات المكتوبة للأطفال حتى الآن، تتراوح ما بين (1-2٪) مما يكتب وينشر من أدب الأطفال، على مستوى الوطن العربي، وان اختلفت هذه النسبة من بلد عربي إلى بلد آخر. ويضيف المسمي: لكن على الرغم من هذه الأهمية التربوية الكبيرة لمسرح الأطفال فإنه ما يزال محدودًا إذا ما قيس بالقصة والشعر في أدب الأطفال، وذلك لأن كتابته تحتاج إلى مقدرة أدبية وفنية خاصة، كما أن تنفيذه- في حال ترجم على خشبة المسرح يحتاج إلى تقنية عالية من حيث الإعداد والتمثيل والإخراج. لقد اتجهت المجتمعات، المتقدمة منها والنامية، إلى الاهتمام بمسرح الأطفال في إطار تعاظم دور أدب الأطفال -بوجه عام- في تربية الناشئة، من خلال غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية والوطنية والإنسانية، وتنمية المهارات الفنية واللغوية، باعتبار المسرح فنًا محببًا إلى نفوس الأطفال، ووسيلة من الوسائل التربوية/ التثقيفية والتعليمية، الممتازة. فمسرح الأطفال الجيد، يمثّل تلك البهجة التي تملأ نفوس الأطفال بالمرح والنشاط، عند مشاهدتهم عرض المواقف الحياتية المختلفة، ولا سيما المواقف التي تأتي بصور درامية أو فكاهية، وهي تقدم للأطفال قيم المجتمع (الايجابية والسلبية) بأسلوب ممتع ومقنع معًا، وهنا تبرز قدرة كاتب المسرحية أولاً والممثلين والمخرجين ثانيًا، على تقديم النصوص الجيدة التي تتفاعل فيها النماذج الشخصية بطريقة مناسبة، تجسّد الحدث والغاية. فالمسرحية التي تعرض للأطفال تعدّ أسلوبًا ناجحًا لتهذيب النفوس وتربية الوجدان، وصقل العاطفة، وتثبيت المعارف والحقائق في عقول الأطفال. وتبقى الكتابة المسرحية للأطفال فنًا مستقلاً بذاته، متكاملاً بعناصره التي تستمد خصوصيتها من ميزات عالم الطفولة وخصائصها (النفسية والاجتماعية) والتي تحتم مراعاتها في أي عمل أدبي/ تربوي يوجه إلى الأطفال، وفي أية مرحلة عمرية، ويبقى مسرح الأطفال هو العمل الفني، الغني بالخيال الخصب والعاطفة المتأججة حيث تكمن أهميته في قدرته على تأدية دوره التثقيفي/ التربوي البنّاء. تلقائية التعبير ويتفق المسرحي علي حسين الزهراني مع من سبقه في تأخر مسرح الطفل، حيث يقول: إذا كان المسرح قد بدأ منذ خمسة وعشرين قرنًا فإن مسرح الطفل لم ينضج ولم
توضع له أسس وأصول إلا في مطلع القرن العشرين فقد صار جزءًا أساسيًا من حركة المسرح المعاصر وانتشر بصورة واسعة بعد الحرب العالمية الثانية ليسهم بإزالة الذكريات المؤلمة للحرب في نفوس الأطفال وحثهم فنيا وإنسانيا لتحمل مسؤوليات البناء والحياة الجديدة. ولقد ترافق ظهور مسرح الطفل مع وعي عالمي بأهمية إعداده للحياة والاعتناء بتربيته وتعليمه وتهيئة كل الظروف لإيجاد طفل متوازن قادر على مجابهة الحياة ويحمل أصالته نحو المستقبل، وظهرت آلاف الدراسات التي تبين خصائص الطفل ومراحل نموه وطرق تربيته وتوجيهه لإيجاد قنوات مناسبة للتواصل معه لإحداث الأثر المطلوب (كالمسرح، واللوحة والكتاب، والمدرسة..الخ) وبدأ المسرحيون المختصون بالطفل يتبنون تلك الدراسات مسترشدين بنتائجها في وضع الصيغة النهائية للعرض المدرسي وتعاملوا مع خصائص كل مرحلة عمريه من حياة الطفل بشكل منفصل لإشباع حاجته وسهولة الوصول إليه ولتوفير عملية تربوية تراكمية من تلك الخصائص: فالطفل من 6-8 سنوات: خيالي جامح، متعطش لمعرفة الأشياء الجديدة، ويرغب بقصص الخرافات والخيال والغرائب والأشباح والعمالقة وما شابه ذلك، ويقوم المسرحي مستغلا عها التوجه- بالبحث عن قيم اجتماعية نبيلة تقدم للطفل من خلالها ليسهل تقبله لها، والطفل من 9-12سنة: تسحره المغامرات التي تظهر البطولة والشجاعة كما أنه في هذه المرحلة يسعى دائما لمعرفة الأسرار العلمية التي تكمن خلف الظواهر ويحب القصص التي ينبري الموضوعات اندماجا وتفاعلاً كليًا وسريعا يسهل وصل القيم المقصودة إلى عقله وإدراكه ويستطيع المشتغل بالمسرح مسترشدا بمراحل نمو الطفل من 6-12 سنة تحقيق الكثير من الغايات وأهداف التعليم في المملكة من خلال المسرح مثل: تنمية المهارات الأساسية المختلفة وخاصة المهارات اللغوية والمهارات العددية والمهارات الحركية، وتزويده بالقدر المناسب من المعلومات بمختلف الموضوعات المناسبة لسنة والمتصلة بما يحيط به، وتشجيع نشاطه الابتكاري وتعهد ذوقه الجمالي وإتاحة الفرصة أمام حيويته للانطلاق الموجه وكذلك تنمية وتقدير العمل اليدوي لدية، وتوليد الرغبة لديه في الازدياد من العلم النافع والعمل الصالح وتدريبه على الاستفادة من أوقات فراغه. وكذلك فإن الطفل من 12- 17سنة: يسعى وراء القصص المثالية الممزوجة بفيض من العاطفة والتضحية مثل القصص العاطفية وحكايات من ضحوا بأنفسهم في سبيل فكرة نبيلة أو أخلاقية أو في سبيل الوطن ويكون ذلك بالتعرف على حياة شخصيات إسلامية أو تاريخية أو وطنية عرفت بالتضحية وبذل النفس من أجل قضيتها. ويختم الزهراني بقوله: إن الهدف من مسرح الطفل ليس خلق ممثلين محترفين ولا إقامة حفلات يشاهدها الجمهور من المشاهدين وإنما أن يعبر الطفل عن نفسه بتلقائية وصدق مما يساعد في بناء شخصيته وهذا هو جوهر مسرح الطفل، فليست كل قصة تصلح للطفل فقد تدمره ويتخذ سلوكا عدوانيا مغايرا لما درج عليه في مجتمعه ويعيش الطفل في حالة (توهان فكري وتشتت أخلاقي واجتماعي وثقافي..الخ) والحل عندي يكمن في الآتي: كثرة الدراسات للوصول إلى الطفل بطريقة سهلة، ويكون ذلك من خلال استقطاب النوادي الأدبية وغيرها الكتاب والأدباء وكل من له علاقة بأدب الطفل، والاهتمام أكثر بالطفل من خلال المسرحيات لتنطلق كوامن الإبداع لدية وتنمى واعتقد أن النوادي الأدبية معنية هي وجمعيات الثقافة بذلك، وتقديم مسابقات لأدب الطفل في جميع المجالات وترصد لها جوائز مادية ومعنوية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.