التأم في الرياض في مركز الملك فهد الثقافي لمدة ثلاثة أيام في أواخر شهر ذي الحجة 1430ه الموافق 14إلى16 ديسمبر 2009م لقاء الأدباء السعوديين الثالث .. وكانت جلسات تلك الأيام الثلاثة مزدحمة بقراءة ملخصات البحوث التي قدمها الباحثون .. ولست في هذه الوقفة أعنى بتقويم تلك المواد التي جاء بها أصحابها ، فذلك يتطلب قراءة النصوص كاملة التي أفضلت وزارة الثقافة والإعلام بطباعة تلك البحوث كاملة كل نص مستقلاً وأقبل المشاركون وحضور هذا الملتقى في أخذها ، وهذا الاهتمام يتيح للجمهور قراءتها في وقت مبكر قبل أن تقوم الوزارة بطباعة تلك البحوث مجتمعة في مجلدات.. وهذا الملتقى كان وراءه جهود أمضت أياماً وليالي وهي تعمل على التحضير وما يتطلب من ترتيبات وتنسيق وإعداد ، على استقبال ضيف الملتقى من داخل الوطن وأفراد من الخارج من مصر وتونس والمغرب ، وكذلك بعض الإخوة العرب الذين يعملون في جامعاتنا .. والملتقى كان ناجحاً لا سيما التنظيم الذي بث قبل وأثناء انعقاد الملتقى ، وكان الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية ورئيس المؤتمر والدكتور عبدالله الوشمي أبرز الذين في الساحة وفي الواجهة ليل نهار ، وهناك كذلك عاملون كثر من جهاز الوزارة شاركوا في الإعداد والعمل ، وفي المقدمة معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي افتتح المؤتمر نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. وحيث إن الملتقى سيكون بمشيئة الله ،فإن هذا الوطن العزيز الكريم يؤمه الحجاج والعُمّار وفيه مؤسسة للسياحة، سيتجدد كل عامين ، فإن مهد العرب والساحة العريضة للأدب بدءاً من العصر الجاهلي وعلى امتداد العصور الطوال لنحو ألف وسبعمائة سنة ، ليس كثيراً عليه أن يقيم كل عامين مؤتمرا بمفهوم المؤتمر العريض للأدباء العرب من الخليج إلى الدارالبيضاء ، يجتمع فيه المثقفون ويتباحثون في شؤون المعرفة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وبلادنا تخطو إلى الأمام في الاهتمام بالأدب والثقافة عبر مؤتمر فيه رموز كبار شأنهم الأدب والثقافة ، نحن بهذه الخطوة الرائدة في هذا الانفتاح على عالمنا العربي ثقافياً نحقق مكاسب في تلاقي مثقفينا وتحاورهم مع أعلام المعرفة ليفيد الذين يتطلعون إلى ملتقى عربي كبير يكون له شأن بعيد الصدى ، ويتاح لمثقفي الوطن العربي أن يتعرفوا على بلادنا وحراكها الثقافي وتطلعها إلى نهضة تكون موئل الريادة والارتقاء بالعمل الجاد الذي يجعل لنا مكانة في ميدان الساعين إلى الحياة الكريمة الحقة .. ولا نخشى من ألسنة الأدباء والمثقفين الذين يشاركون في مؤتمر كبير حفيل بالمعرفة القوية الجادة ، ليأتي إلى بلادنا مثقفو الوطن العربي لنستمع إليهم ونرد على آرائهم بالرأي الحق في كل ما يعنون به ، وبهذه الخطوة الرائدة الجيدة كما أتوقع ننفتح على عالمنا العربي عبر معرفة حقة جادة جامعة ، ذلك إن المعرفة كما قال أبو الطيب : وبيننا لو رعيتم ذاك معرفة إن المعارف في أهل النهى ذمم لنستمع إلى من ندعو ونحاورهم بالحجة والدليل في الشأن الذي يجنحون إليه ، وسنجني من وراء ذلك مكاسب معنوية كبيرة إذا تحقق ما أريد أن يكون ، إذ من الشجاعة أن نسمع رأي الآخر ونتحاور معه بالحجة، وهذا يدفع عنا تهمة الانطواء أو الانغلاق كما يقال في بعض البلاد العربية ، أقول : افتحوا الأبواب للتحاور ولنستمع إلى الآراء المخالفة ونرد عليها ، لأنا أصبحنا في زمن انفتاح العالم بعضه على بعض فلم يبق شئ خافياً ، ولن نندم إذا خطونا هذه الخطوة الانفتاحية الواسعة.. ولو أن سوق عكاظ تم لها استكمال أدواتها وشؤونها وكيان لها كبير ، لقلت إن مؤتمر الأدباء العرب يلتئم في هذه السوق القديمة تاريخياً والجديدة عصرياً في عهد أصبح العالم فيه قرية صغيرة كما يقال ! هذا ما أطمح أن يكون على أرض هذا الوطن الكبير الغالي ، بجانب تطلعات وأحلام لحياة كبرى تترى بالعمل والارتقاء ، ونحن بحول الله قادرون لنصل إلى مانصبوا إليه من ارتقاء وتطور حياتي ، والمعرفة الحقة هي الوسيلة الموصلة إلى ما نريد أن نحقق إذا عقدنا العزم والإرادة المفضية إلى تطلعات العصر الذي نحيا فيه ، ونريد أن نتجاوز الحدود فكرياً عبر سبل ووسائل القرن الحادي والعشرين الطموح والمتناقض الأهداف في آن ، عصر القوة والانجازات التي لا حدود لها!