لم تعهد البشرية أن يسخر إنسان من نبي ورسول اختاره الرب سبحانه وتعالى ليبلغ رسالته للناس فكيف بمن اختاره الرب ليبلغ رسالته للثقلين كافة بشيرًا ونذيرًا إلا أن كان هذا الإنسان مجنونًا، بل حتى المجانين لم يتجرؤوا على الله ولا على أنبيائه ورسوله لذلك لا يمكن للأمم السامية أن تتعدى حدودها أو تتجرأ على أن ترتكب مثل هذا الأمر ومنها النصرانية واليهودية والإسلامية على رأسها وأقول على رأسها لأنه لم يصدر من مسلم قط ولن يصدر أن يتجرأ على موسى ولا على عيسى ولا على أنبياء الله ورسوله سواء عرفهم أم لم يعرفهم لأن هذا من صلب دينهم وكمال إيمانهم، ومن المصيبة حينما تتحفنا الصحف الغربية من نشر الرسوم المسيئة للرسول والتي تعتبر ليست صحيحة وليست حقيقية ومع ذلك يتداولونها ومن شأنها تؤجج العنصرية والطائفية في بلدانهم وخارجها وكأن بلدانهم بحاجة إلى أن تحتمل تلك ردات الفعل العنيفة والمحرجة دوليًا وكان آخرها ما جاء على لسان الرئيس الفرنسي من أنه يحترم الحريات ولن يسمح بالإعتداء عليها ومنها نشر الرسوم المسيئة التي يعتبرها من الحريات ولكنه في المقابل لم يحترم مشاعر ملايين المسلمين حول العالم حتى وإن لم يكونوا مسلمين سواء كانت تلك الحريات المزعومة تستهدف السود أو البيض أو الأديان الأخرى، وحقيقة أن مثل تلك الحريات الوقحة التي تمس كرامات ومشاعر الآخرين لا تولد إلا الكراهية والإضطرابات والمقاطعة مالم تتخذ الدولة التي ظهرت فيها تلك التصرفات كافة الإجراءات التي تمنع تكرار ذلك وتقوم بواجبها ومنع تداول الرسوم المسيئة وغيرها والحقيقة الأخرى أن الكثير من المسلمين وغيرهم امتنعوا عن شراء منتجات تلك الدول حتى بعد الاعتذار كردة فعل تعتبر حقًا لهم وأنا أحدهم لأن صاحب الحق ليس موجودًا بيننا فلا يحق لنا التنازل عن حقه إلا يوم نلقاه على الحوض وهو يردد هؤلاء إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني.