قام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بتحديد اثني عشر برنامجاً ذات أهمية إستراتيجية للمملكة من أجل تحقيق الأهداف التي تضمّنتها رؤية المملكة 2030، ومن بين تلك البرامج جاء «برنامج جودة الحياة 2020» والذي أطلقه المجلس خلال منتصف عام 2018م، وعكست خطة تنفيذ البرنامج رؤية حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) لتهيئة البيئة اللازمة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة، إضافة إلى دعم واستحداث خيارات جديدة تعزز المشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والأنماط الأخرى الملائمة والتي تسهم في تعزيز جودة الحياة، وخلق الوظائف، وتعزيز الفرص الاستثمارية وتنويع النشاط الاقتصادي. مفهوم (جودة الحياة) يقيس مستوى الرضا فيما يتعلق بالجوانب «الأكثر أهمية» في حياة الفرد، وتحديداً في إطار عدد من المؤشرات العالمية التي تعرف وتقيس جودة الحياة من عدة جوانب مثل مسح ميرسر لجودة الحياة ومؤشر السعادة العالمي، ومنذ إطلاق البرنامج فقد سعى إلى تطوير جزءين رئيسيين وهما تطوير نمط حياة الفرد من خلال وضع منظومة بيئية تدعم وتسهم في توفير خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطنين والمقيمين في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية، وتحسين جودة الحياة من خلال تطوير أنشطة ملائمة تسهم في تعزيز جودة حياة الأفراد والعائلات ورفع مستوى مدن المملكة لتتبوأ مكانة متقدمة بين أفضل المدن في العالم. بالرغم من قسوة جائحة كورونا وألمها على الجميع إلا أنها ساهمت بشكل كبير في تحسين العديد من الجوانب في حياتنا سواء في المنزل أو العمل، فالأوقات التي قضيناها في المنزل ساهمت في أن نتعرف على العديد من الجوانب الأسرية التي لم تكن واضحة للبعض أو لم تكن ظاهرة للبعض الآخر، كما ساهمت في تنظيم أوقات البعض وإعطاء اهتمام أكبر للأبناء والأسرة فأصبحت العلاقات والصلات أقوى من السابق، كما عملت على تحسين اهتمامنا بالجانب الصحي والتأكد من نظافة الأشياء وتعقيمها قبل استخدامها كما ساهمت في اختصار الوقت من خلال الاستفادة من التعاملات الإلكترونية بل إن البعض ومن خلال الوسائط الإلكترونية أصبح ينجز الكثير في وقت قصير، وجميع تلك الإجراءات ساهمت في رفع مستوى جودة الحياة وتطويرها من أجل أن نعيش مستقبلاً حياة أفضل. جائحة كورونا ساهمت في رفع مستوى الرضا لدى البعض عن بعض الخدمات، وذلك لأن العديد من تلك المعاملات أصبحت (بسبب جائحة كورونا) تنجز عن بُعد فتم توفير الوقت والجهد وأصبح نمط حياة الفرد أسهل وأبسط كما تعددت الأنشطة الملائمة التي تساهم في تعزيز جودة الحياة وخصوصاً مع أفراد الأسرة .