في معظم الأحيان

معظم أعراض التذمّر والتشكّي والكآبة والإحباط واللوم، تكون نتيجة فقد الكينونة وخسارة قيمة الذات وضياع التقدير الشخصي، والشعور بالقهر النفسي، وتلك معضلة وجود في الأساس.
حين تتفكّر مليّا، فستندهش حين تعلم أن معظم الأمور ليست بتلك الأهمية كي تترك النوم لأجلها، فالحرية الحقيقية، هي امتلاك عدد وأوقات نومك.. وغير ذلك مجرّد شكليّات!.
كلّما كان الإنسان أكثر حرّية، كان أكثر سعادة، لذا، فإن معظم الناس ليسوا في الحقيقة سعداء!. يقول المؤرّخ (غوستاف لوبون): "الشيء الذي يهيمن على روح الجماهير، ليس الحاجة إلى الحرية، وإنما إلى العبودية".
معظم الإنجازات العظيمة للفكر، ومعظم روائع الحكم والفلسفة والتنوير، تأتي في صور إيحاء غير متوقّع، وإلهامٍ مؤقّت يأخذ بالألباب، وقريحةٍ تتحكّم في الوعي والأفكار، خلال عزلة عظيمة.
اختلاطك بالناس بشكل مُفرط، وارتباطك بهم في معظم الأوقات، يمكن أن يتركك تائهاً بشخصية مختلفة ونفسيةٍ مضطربة ومزاجٍ غير مستقر.. يا عزيزي، العُزلة احتياج، وليست رفاهية.
ستكتشفُ لاحقا، أن معظم من يهتمّون بك، لا يفعلون ذلك حرصاً ورعاية، إنما يحرّكهم الملل ويدفعهم الفضول، أو الفضيحة!.
لا داعي للحرص الشديد على توضيح وجهة نظرك للناس، فمعظم الناس لا يهتمُّون، وفي الغالب سيفهمونك خطأً على أي حال، ومعظمهم يقرّرون سلفاً أن يفهموا ما يشتهون، فلا تهتم.
معظم شقاء الإنسان، هو نتيجة عيشه لحظات الماضي، وخوفه من لحظات المستقبل، وإهماله العيش في لحظات الحاضر المهم في تشكيل مشاعره الآنية والمستقبلية، لذا يغلبُ عليه الأسى والندم والحزن والقلق والترقّب، أكثر من الارتياح والطمأنينة والسكون.
معظم الناس يتشدّقون بحب المثالية العالية، لكنهم لا يطبقونها إلا على غيرهم، أما هم فيطبّقون الواقعية الواطئة في أحوالهم ومصالحهم.
معظم ما لديك من مالٍ لا تحتاجه.. معظم ما لديك من وقتٍ ضائع.. معظم ما لديك من كلامٍ غير ضروري.. معظم من لديك من أصدقاءٍ، لا داعي لهم!.
معظم العلاقات الإنسانية تعود غريبة كما بدأت مهما توطّدت، فنحن كلّنا عابرون في حياة بعضنا، ومعظم العلاقات الشخصية التي تنتهي، لا تنتهي فجأة، بل تدريجيًا نتيجة الإهمال والملل.. الملل، آفة العلاقات.