تستضيف جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، اليوم السبت، حفل توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة، وسط آمال بأن تمهد الخطوة لنهاية حقبة سوداء من الحروب التي استمرت أكثر من نصف قرن من الزمان، لكن تحديات كبيرة تواجه العملية السلمية في مقدمتها غياب فصيلين رئيسيين هما الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، كما تدور مخاوف حيال تفاصيل التريبات الأمنية. وفي حين أبدى ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية جناح عقار تفاؤله بأن يحدث الاتفاق نقلة استراتيجية في إكمال مهام الفترة الانتقالية وثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الإنقاذ، قال الخبير الاستراتيجي إسماعيل مجذوب إن الطريقة التي تدار وتنفذ بها الترتيبات الأمنية هي التي ستحدد نجاح أو فشل مجمل العملية. وتبدي بعض القوى السودانية تخوفها من أن يعقد الاتفاق الجزئي المشهد السياسي والأمني في البلاد، وقال المكتب السياسي للحزب الشيوعي في بيان: إن اتفاقية جوبا للسلام، بصورتها الراهنة لن تحقق السلام المنشود، لأنها ليست اتفاقية شاملة أو نهائية كما تدعي أطرافها ومهدد لوحدة ومستقبل البلاد، وفقا لتعبير البيان. وتلخصت أبرز بنود الاتفاق في وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، كما نص الاتفاق على تمديد الفترة الانتقالية إلى 39 شهرًا ابتداء من تاريخ توقيع الاتفاق على أن تشارك الأطراف الموقعة في السلطة الانتقالية بثلاث مقاعد في مجلس السيادة ليرتفع عدد أعضاء المجلس إلى 14 عضوا، وسيحصل الموقعون أيضا على 5 مقاعد في مجلس الوزراء حيث يتوقع رفع عدد الحقائب الوزارية إلى 25 حقيبة، و75 مقعدا في المجلس التشريعي الذي يتوقع تشكيله من 300 عضو.