تجربة قد استصعبها الكثير وربما تكون قد أثرت سلباً على بعض العوائل، فالبعض يشعر بالضيق من مجرد المكوث في البيت، فهذا روتين لم يألفه.. والبعض يشعر بالاكتئاب لعدم تمكنه من الخروج ومقابلة أصدقائه فهذه حياة لم يعتد عليها.. والبعض الآخر يشعر بالتوتر لعدم مقدرته على ممارسة رياضته اليومية أو الذهاب للمسجد فهذه الأوضاع لم يكن يتوقعها.. ويختلف تحمل قدرة الأفراد، إلا أن هذه التجربة وبدون شك قد كان لها محاسن وفوائد على المستوى الفردي، العائلي والاجتماعي.. فبفضل الحجر المنزلي عوائل اُسست.. قيم نُفذت.. مبادئ وضعت.. ووعود أوفت.. وفي فترة الحجر المنزلي.. كم من أسرة التم شملها وعادت بعد أن كانت قد تاهت مع متطلبات الحياة ومشاغلها.. الحجر المنزلي.. كشف قناعات المزيفين وأجلى صدق القريبين.. أبعد الكذوبين وقرب الصادقين.. الحجر المنزلي.. أثبت أن العائلة وطن وأن الوطن أمن وأن الأمان احساس لا يقدر بثمن.. بفضل الحجر المنزلي.. كم من أب حنّ على ابنه وكم من أم اقتربت من ابنتها وكم من زوج عاد إلى بيته.. وكم من أبناء شعروا أخيرًا بحنان العائلة ودفئها.. بفضل الحجر المنزلي أصبحت العائلة أولًا واخيرًا.. فمسؤوليات العائلة أصبحت من الأولويات وراحتهم غدت من الواجبات وصحتهم باتت أولى الأهميات... فكم من أمور غير ذات جدوى حذفت وكم من التزامات ثانوية ألغيت وكم من مواعيد تافهة تأجلت.. الحجر المنزلي.. استراحة من الزمن، تفكر في قدرة الله وملكوته، وقفة مع النفس، رجعة للذات، عودة للأهل، مراجعة للماضي وإعادة تفكير للمستقبل. شكرا للوطن وشكراً للعائلة وشكرًا للحجر المنزلي.. وعسي أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً.