آفة جديدة، تهدد الكرة السعودية، وتحد من انطلاقتها، خاصة على مستوى الدوري المحلي، وتتمثل في إفراط منح المدربين الإجازات للاعبين، رغم أن الموسم الآن يعد في قمته، وكل مدرب يحتاج لكل دقيقة، لرفع مستوى الأداء وتصحيح أخطاء اللاعبين التي كشفت عنها المباريات الماضية. ومما يزيد من مخاطر هذه الفوضى، أنه تتزامن مع فترة الميركاتو الشتوي، وهناك صفقات جديدة دخلت على كل الفرق، وأيضا هناك فرق أخرى تعاقدت مع أجهزة فنية جدية، ومن الأولى أن يحتاج المدرب لكل دقيقة لدمج العناصر الجديدة مع اللاعبين القدامى، كما أن زيادة الجرعات التدريبية تكون ضرورية أيضا بالنسبة للمدرب، حتى يعتاد اللاعبون على نهجه وأسلوبه. ويقدم الهولندي تين كات المدير الفني لفريق الاتحاد، نموذجاً، لعملية الإفراط في منح إجازات للاعبين ، لما سيكون لها من أثر سلبي على الفريق، خاصة أن الفريق الاتحادي يحتاج، لكل ثانية تدريبية، للاستفاقة، واستعادة المسار الصحيح، كما ان هناك أكثر من 4 لاعبين جدد دخلوا على الفريق، ويحتاجون للوقت والتدريب للانسجام مع البقية. تين كات منح اللاعبين إجازة عقب آخر مباراة للفريق، ثم منحهم بعدها 3 أيام أخرى، رغم ان الفريق تنتظره مباراة يوم السبت. المدينة التقت عددا من الخبراء والفنيين، واستطلعت رأيهم حول الموضوع. جميل: محدودة قال النجم الاتحادي احمد جميل ،إن إجازات اللاعبين لأبد أن تكون محدودة، وتعطى في حالات نادرة فقط، مثل: مرض اللاعب وحالة الوفاة لاسمح الله. فعندما يقوم اللاعب بأخذ راحة بعد كل فترة فمن الطبيعي مستواه الفني سيقل وسيؤثر على قوة الفريق داخل أرضية الملعب، فالمنطق يقول يوم راحة فقط بعد كل مباراة، ولكن الذي نشاهده نحن في دورينا غير ذلك تماما. وتابع ،ذات مرة كنت مع زميلي كماتشو وكان يحدثني عن الدوري الأسباني الذي كان يلعب فيه، حيث كانوا هناك يتدربون ثلاث تدريبات في اليوم، تدريب عند الساعة الخامسة صباحا وتدريب عند الساعة التاسعة صباحاً وتدريب أخير عند الساعة السادسة مساء، فأتمنى أن نصبح مثلهم ونكون على نفس احترافيتهم الكبيرة التي نفتقدها في رياضتنا. الخراشي: دور المراقبة فيما تحدث الكابتن محمد الخراشي عن التوقفات المبرمجة قائلاً «أنا أرى بأن جميع الإجازات الممنوحة للاعبين مبرمجة من قبل لايبدأ الموسم، وكثرة الإجازات التي نراها هي بسبب البطولات العديدة التي تشارك بها الأندية، وأيضا التوقفات التي تحدث في كل فترة سواء في مشاركات المنتخب السعودي أو بعض الأندية في البطولات الخارجية، ولا أتوقع بأن المدرب يضحي بسمعته وشخصيته من أجل أخذ يوم أو يومين إجازة، فالمدرب يشعر بالمسؤولية، ويوجد جهاز إداري يراقب كل ذلك». عبدالله غراب:هنا المشكلة قال المدرب عبد الله غراب ،في حال أن اللاعب جاهز بدنيا ولياقياً فلا توجد إشكالية بمنحه راحة عن التدريبات، لكن الإشكالية الكبيرة تكمن في حال عدم جاهزية اللاعب أو كان مستواه الفني في انحدار، فا هنا يجب على مدرب الفريق عدم إعطاء اللاعبين راحة وبذل جهد عال في التدريبات ليصبح اللاعب جاهز مئة بالمئة. د.مدني رحيمي: مشرف لا يفهم اعتبر المحلل الفني الدكتور مدني رحيمي ، ان أمر الإجازات المفرطة للاعبين يعود للجهاز الإداري ومشرف كرة القدم بالفريق، لا يصح أن تأتي بمشرف للفريق وهو ليس لديه أساسيات كرة القدم، فيجب على مشرف كرة القدم الحديث مع المدرب، وعدم إعطاء اللاعبين إجازات بدون سبب معقول. وأضاف دائما بعد كل فترة توقف نشاهد مستوى الفريق سيئا وينتج عنه نتيجة سيئة، وشاهدنا ذلك كثيرا مع نادي الاتحاد وخصوصاً مع المدرب السابق لويس سييرا، وذلك يعود للإجازات التي كانت يمنحها للاعبين بشكل متزايد. واكد ان المنطق يقول يوم واحد يكفي ويكون بعد المباراة، وأكثر من ذلك يعتبر عبثا، فمن الطبيعي إذا اللاعب تلقى إجازة أكثر من يوم فأنه سيذهب لخارج البلاد وسيؤثر عليه ذلك بشكل كبير من خلال المخزون اللياقي، مشيرا إلى انه في حال إصرار المدرب على الإجازة، فيجب على الإداري إعطاءه إجازة هو فقط، ويقوم مساعد المدرب باستنئاف التمارين مع الفريق.