* المملكة العربية السعودية، ومنذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى وحتى اليوم جعلت من مُسلَّمَاتها السياسية وقواعد علاقاتها مع غيرها البحث عن السِّلم والسَّلام، وهي وإن كانت تساهم بفعالية في خدمة القضايا الإسلامية في شتى المجالات، وفي الإصلاح بين أشقائها وأصدقائها، وفي دعم المحتاجين في مختلف بقاع الأرض إلا أنها تؤمن بسياسة النأي بنفسها عن التدخل في شؤون الآخرين. * كما أن من منطلقات المملكة ومبادئها سياسة ضبط النفس، وتطبيق فضيلة الحوار في أية خلافات قد تعترض طريقها؛ ولذا فهي وإن حافظت دائماً على حقوقها وحدودها إلا أنها لم تخضع يوماً للاستفزازات، والتي على رأسها وفي مقدمتها ما برحت تمارسه «إيران وميليشياتها والجماعات الإرهابية التي تدعمها»، التي تحاول زرع الفتنة هنا وهناك، وتعمل على تهديد المصالح السعودية بل وحتى الدولية، الذي بدأت به من منتصف الثمانينيات الميلادية وحتى يومنا هذا! * الغطرسة الإيرانية وسلوكياتها العدائية المستمرة التي كان من آخرها قيام ذراعها وسلاحها الحوثي قبل أيام بتخريب سفن سعودية في ميناء الفجيرة، واستهداف منشآت نفطية في محافظتي عفيف والدوادمي، التي تأتي استمراراً لماضيها الأسود منذ ثورتها الخمينية عام 1979م هي من سيجلب للمنطقة الفوضى والتصعيد نحو حرب كارثية؛ لأن ما تقوم به تهديدٌ مباشر للسِّلم العالمي، وتأزيم للأوضاع في محيط الخليج الذي يعتبر من أهم المناطق الحيوية في العالم. * وهذا ما أجبر الولاياتالمتحدةالأمريكية على استدعاء قواتها، وإعادة انتشارها لحماية مصالحها، وقبل ذلك للوقوف مع حلفائها الإستراتيجيين والتاريخيين في الخليج؛ فتلك الخطوات الأمريكية والخليجية تحمل أبلغ وأقوى الرسائل ل»ملالي طهران» حتى يعرفوا حجمهم، ولايتجاوزوا شيئاً من حدودهم، وليس الغرض من تلك التحركات البحث عن الحرب. * أخيراً المملكة كانت وستبقى تنشد السلام بين شعوب العالم، لكي يعيشوا في أمن وأمان بعيداً عن الحرب وويلاتها؛ لكن في الوقت نفسه من حقها أن تحمي أراضيها، وأن تحافظ على مصالحها وسلامة شعبها، وأن تبعده عن أية تداعيات قد تحدث جراء التوترات الإقليمية الحاضرة والمستقبلية، وأن تفيد في كل ذلك من تحالفاتها مع أصدقائها، بما فيهم أمريكا، التي مضى على التحالف والتعاون معها أكثر من خمسين عاماً، وما زال يزداد رسوخاً وقوة، فهل تفهم إيران الرسالة قبل فوات الأوان؟!.