أنا أب أحمل هموم أسرتي اليوم، وأتذكر أبي والطفولة، والعذر منك يا أبي إن كنت ذات يوم أزعجتك بطلباتي وطفولتي تلك التي لم تكن تعلم عنك وعن همومك وعن تعبك وعن عذاباتك وعن ألمك وعن الحزن الذي كنت تحمله ليل نهار لتصنع لي وإخوتي الفرح في زمن كان كل ما فيه أصعب من قدرتي على أن أكتبه هنا في كلمات للقارئ الكريم والذي عليه أن يعلم أن الأبوّة أكبر وأصعب من أن تكون كلمة، أكتب له وفوق صدري أكوام من هموم أحملها وكلي يتمنى أن يقدم لبناته وأبنائه بعض ما يفرحهم وفي قلبي النابض قلق وخوف وأمل والجمع بينهما هو الصعب الذي يشبه إلى حد ما المعادلات الرياضية المستحيلة الحلول. الأبوة يا سادتي هي ليست عقد زواج ينتهي بإنجاب بل هي مشاركة البقاء مع إنسانة كريمة وأمٍّ تضحي بحياتها من أجل بيتها وبناتها وأبنائها، حفظ الله أمي التي قدمت لأبي شبابها وهي تبتسم، أمي التي كتبت فوق جبهتها الصبر والأمل لتصنع لنا نجاحًا نعيشه اليوم بكل تفاصيله وفي ذاكرتي صور موقعة ومرسومة على صفحات أيامي وعلى سطورها حروف وأحصنة من هيل وقرنفل وكلمات مملوءة بالدعوات لرجل عظيم مات وفي صدره دموع الوداع وعلى وجهه ابتسامة الرحيل المر.. (خاتمة الهمزة).. اليوم يا أبي لا يشبه الأمس أبدًا وأملي في أن أكون مثلك أو أشبهك في صبرك الذي أجزم أنه لم يكن سهلاً.. رحمك الله يا سيدي وأسكنك فسيح جناته... وهي خاتمتي ودمتم.
