الصراصير يا أمانة العاصمة

في الشهر الماضي استنفرت أمانة العاصمة المقدسة جهودها لمكافحة الصراصير التي انتشرت في العديد من أحياء مكة المكرمة وشوارعها إضافة إلى داخل الحرم المكي مما أزعج المصلين والمعتمرين وكذلك أهالي وزوار العاصمة المقدسة، واعتقد الجميع بأن تلك الجهود التي بذلت من شأنها أن تساهم في القضاء على تلك الصراصير السوداء الغريبة التي أزعجت السكان ليس فقط بمظهرها بل ومن خلال الأصوات التي تصدر منها أيضاً وخصوصاً في الفترة المسائية.
يطلق على تلك الحشرة السوداء الجنادب أو ما يسمى صرار الليل ويقال بأنه من الحشرات المهاجرة، وبالرغم من توجيه عدد من الفرق المتخصصة في مكافحة الحشرات للقضاء على تلك الحشرة خصوصاً حول ساحات الحرم المكي إضافة إلى قيام أمانة العاصمة المقدسة بتوجيه فرق الإصحاح البيئي للعمل في مكافحة تلك الحشرة على مدار الساعة غير أنه لم يتم التخلص حتى الآن من تلك الحشرة أو القضاء عليها.
من شاهد مباراة الوحدة والاتحاد يوم الإثنين الماضي والمنقولة من مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع يجد بأن الجهود المبذولة منذ أكثر من شهر لمكافحة تلك الحشرة لم تُجدِ حتى الآن، إذ مازالت الحشرة تنتشر في مرافق المدينة وكانت منتشرة داخل الملعب وفي الساحات المحيطة به، وقد ظهرت بشكل واضح خلال البث التلفزيوني مما أثار استغراب العديد من المشاهدين وتساؤلهم عن جدوى الجهود التي تبذل منذ أكثر من شهر في سبيل القضاء على تلك الحشرة.
لابد من حلول عاجلة للمساهمة في القضاء على تلك الحشرة في العاصمة المقدسة خصوصاً وأن الجهود التي بذلت حتى الآن لم تنجح في تحقيق أهدافها، وبالرغم من أنه من المتعارف عليه بأن مثل تلك الحشرات تظهر خلال هذا الموسم غير أن أعدادها الكبيرة خلال هذا العام أثارت العديد من التساؤلات والاستفهامات المختلفة خصوصاً في ظل عدم القضاء عليها وانتشارها في مواقع مهمة كالحرم المكي والذي يرتاده الملايين من الحجاج والمعتمرين ممن قد ينقلون للآخرين ما يشاهدونه من مناظر لتلك الحشرة وأعدادها وكيفية انتشارها.
كلي ثقة بأن المسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة يبذلون جهوداً كبيرة في هذا المجال غير أن تلك الجهود يجب أن تعمل لتحقيق الأهداف المطلوبة وفي مقدمتها القضاء على تلك الحشرة والتي أزعجت المعتمرين وسكان وزوار مكة المكرمة.