أوضح مدير عام مركز الأبحاث والدراسات الأثرية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الدكتور عبدالله بن علي الزهراني، أن الهيئة توسعت مؤخرًا في أعمال المسح والتنقيب ليأخذ في شكله منحنى أكثر شمولية ومنهجية؛ ليشمل أكثر من 44 بعثة دولية مشتركة ومحلية في مختلف أنحاء المملكة، لم تقف تنقيباتها على البر؛ بل وصلت إلى البحر الأحمر بأعماق تفوق 40 مترًا تحت السطح البحر، ما يؤكد وجود ما يزيد على 9 آلاف موقع أثري رئيس، إضافة إلى ما يقارب 100 ألف موقع أثري فرعي.. مشيرًا إلى أن أحد أبرز الاكتشافات الأثرية كان إثبات أن الهجرات البشرية الأولى من إفريقيا مرّت بالجزيرة العربية، إضافة إلى عدد من المكتشفات المهمة في عصور ما قبل التاريخ، والتي سوف تساهم في رسم مسارات الهجرات البشرية في الجزيرة، وإبراز الدلائل الأثرية على استيطان الإنسان على هذه الأرض منذ أكثر من مليون ومائة ألف سنة من الوقت الحاضر. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها مؤخرًا بمتحف الشارقة بدولة الإمارات، تناول فيها أبرز المكتشفات الأثرية الحديثة في المملكة، مبينًا أن عام 1975 شهد انطلاق برنامج المسح الأثري الشامل، وبدأ بمسح معظم مناطق المملكة، واليوم تشهد المملكة 21 مشروعًا دوليًا مشتركًا مع جامعات عالمية مختصة في شؤون الآثار والتنقيب من بينها بريطانيا، والولايات المتحدةالأمريكية، وإيطاليا، والنمسا، وبولندا، وفرنسا، وألمانيا، إضافة إلى 23 مشروع عمل مشترك بين الهيئة وجامعات محلية. وأوضح الزهراني أن المعطيات الأثرية الجديدة في "تيماء"؛ والأعمال الأثرية الحالية، أبرزت التسلسل الحضاري الذي يبدأ من العصور الحجرية الحديثة إلى الفترة الإسلامية المتأخرة، وفي "العلا" أبرزت التحقيقات الأثرية، المظاهر المعمارية والحضارية والاستهلاكية، أما في نجران فإن المسوحات الأثرية كشفت عن دلائل الحملة العسكرية التي قام بها أبرهة على الجزيرة العربية، ونتائج التنقيبات في موقع الأخدود الأثري. وختم الزهراني بالإشارة إلى أن الوعي المجتمعي بأهمية التراث الحضاري بات يسير في مساره الصحيح؛ من خلال تعاون الهيئة مع عدد من الشركاء على مستوى القطاعات الحكومية والقطاع الخاص.