في الوقت الذى تتسابق فيه عشرات الجهات الحكومية والخاصة في اقامة ايام للمهنة على مدار العام ، بداعى توظيف الخريجين ، يطالب المختصون ، بضرورة اخضاع هذه الفعاليات للرقابة بعد أن تحولت الى مايسمى «بروبجندا « أى دعاية مجانية للشركات بالدرجة الاولى على حساب الخريجين . وعلى الرغم من الاعلان عن عشرات الالاف من الوظائف بهذه الملتقيات ، الا ان المتوفر الحقيقى منها محدود للغاية ، كما ان المعروض في الاغلب الاعم لايتفق مع تخصصات الباحثين وبالتالى سرعان ما تتبخر لدى المتخرج أحلام الوظيفة ، ليبقى السؤال العريض بلا اجابة ، متى نرى الجدية والقناعة بمؤهلات وقدرات السعوديين في ظل الزيادة المستثمرة في اعداد الوافدين حاليا ، اذ تشير احصاءات وزارة العمل الى استقدام قرابة مليون وافد العام الماضى فقط . خريجون: ملفات المتقدمين مصيرها «مكب النفايات » اتفق خريجون على عدم فعالية ايام المهنة لمحدودية الوظائف وضعف الاهتمام بها مشيرين الى غالبية الطلبات تذهب الى مكب النفايات . يقول سليم فهد الشريف خريج هندسة كهربائية بجامعة الطائف ، إنه حضر عددا من الملتقيات التوظيفية في عدد من المناطق ، وقدّم سيرته الذاتية لما يقارب من 41 شركة خلال أشهر فقط، ولكن دون نتيجة حتى الآن. وأضاف:» رغم نصائح زملائي الذين تخرجوا قبلي ورووا لي تجاربهم الصعبة في تلك الملتقيات إلا أنني أصررت على حضور أحدها في جدة مؤخرا، وبالفعل تأكد لي أن معظم الشركات تبحث عن تسويق نفسها ، كما فوجىء بأن غالبية الوظائف المعروضة ليست مناسبة له». فيما ترى شذى وزان المتخرجة مؤخرا من جامعة الملك عبد العزيز بجدة تخصص صحافة ، أن هذه الملتقيات باتت اليوم ضعيفة الجدوى، مشيرة انه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تستطيع الحصول على وظيفة مناسبة لها،وتضيف:» سمعت من صديقاتي أنهن شاركن في ملتقيات سابقة ولم يجدن وظائف ملائمة لتخصصاتهن، وحتى أغلب اللاتي وجدن وظيفة كانت غير مناسبة لطموحاتهن من نواحٍ عدة». ويقول محسن عواجي: جئت من جازان الى جدة بحثا عن وظيفة وسبق لي ان حضرت على مدى العامين الماضيين اكثر من مناسبة للتوظيف في الكلية التقنية وفي جامعات جازان وجدة والملك عبد العزيز والتعليم الفني ووجدت انها نسخة مكررة لاتقدم للباحثين عن العمل اي فرص ، وشاهدنا الاف الملفات ترمي في مكب النفايات بعد انتهاء الفعالية والاغرب ان معظم القائمين على منصات الشركات المشاركة في ايام المهنة غير سعوديين . وأبدى حسين الشافعي متخرج من جامعة الملك عبد العزيز بجدة تخصص (خدمة اجتماعية) تعجبه من وجود مندوبين غير سعوديين لشركات مشاركة في ملتقيات التوظيف، ويضيف:» علامات التعجب حول تلك الملتقيات لا تتوقف عند ذلك الأمر، بل تمتد لترى أن بعض الوظائف المعروضة تتناسب مع حملة الثانوية العامة، لافتا إلى أن بعض الشركات حضرت لمجرد التسويق فقط» ويطرح محمد عبد العزيز الصاعدي خريج من جامعة الباحة تخصص (هندسة حاسب) عدة تساؤلات للقائمين على ايام المهنة يقول فيها :» لماذا لا يتم تحديد الفئة المستهدفة من الملتقيات الوظيفة،وكذلك حصر نشاطات محددة ومركزة بدلا مما هي عليه الآن من عشوائية . ويضيف:» كثير من الوظائف المعروضة لا تتناسب مع تخصصات المتخرجين ، ولايلمس المتقدمون جدية ملحوظة من الشركات لان التركيز على الدعاية وحتى تظهر داعمة للخريجين على غير الحقيقة . عميد شؤون الطلاب بجامعة جدة: أيام المهنة لاتركز على التوظيف فقط أوضح د. هشام بلخير عميد شؤون الطلاب بجامعة جدة ورئيس اللجنة المنظمة لملتقى التوظيف الأول والذي أقيم مؤخرا، أن الملتقيات الوظيفية لا تركز فقط على إيجاد فرص العمل للخريجين بل لها 4 أهداف شاملة من بينها تعريف الخريج على واقع سوق العمل وتنمية مهارات التواصل مع الشركات، ومهارات تقديم السيرة الذاتية، مؤكدا أن التوظيف قناعة لصاحب العمل أولا وأخيرا . وأضاف:» من المهم أن يحصل المتخرج على وظيفة من خلال تلك الملتقيات،لكن من المفيد أيضا أن يتعرف على واقع سوق العمل من خلال قاعة تضم عشرات الشركات ، . واوضح أن من أهداف الملتقيات أيضا تنوير الطالب وصناعة الوعي الفكري له بمجالات سوق العمل الحالي، مشيرا الى ان العمل ليس وظيفة فحسب، بل عمل حر أيضا، وقد عقدنا خلال الملتقى الاخير ورشتي عمل لبنك التنمية الاجتماعية وفرع وزارة العمل بالمنطقة عن العمل الحر ، لافتا إلى أن بعض الشخصيات النمطية للمتخرجين لا تتلاءم مع هذه النوعية من العمل وحول عدم ملائمة التخصصات مع الفرص الوظيفية المعروضة، قال بلخير:» الذي يحدد ذلك هوالصورة النمطية عند طالب التوظيف وتوقعاته ، ويجب أن تكون هناك مرونة من قبل المتخرج في المجالات الوظيفية، فبعضها تتطلب مهارات شخصية أكثر من الجانب الأكاديمي وهذا ما يجب أن يستوعبه المتخرج في بداياته الوظيفية». استشاري موارد بشرية: تفتقر للتخطيط وغياب التخصص انتقد استشاري الموارد البشرية الدكتور سمير حسين غالبية ملتقيات التوظيف بسبب افتقارها للتخطيط وعدم اسناد مسؤوليتها الى متخصصين وأوضح :»لو وجد المتخصصين في مجال الموارد البشرية لامكنهم تحديد الاحتياج الفعلي من الباحثين عن العمل ومواصفاتهم «،لافتا إلى ضرورة إيجاد نوع من التوجيه المسبق للوظائف قبل بدء الفعاليات،على أن يتم دراسة الوظائف المتاحة وكذلك دراسة الفئة الراغبة في التوظيف وحينها ستكون الفائدة أكبر». ودعا الجهات القائمة على الملتقيات للتنسيق مع الغرف التجارية وصندوق الموارد البشرية في تنفيذ تلك الفعاليات، بعد قرار وزارة العمل مؤخرا بقصر العمل في 12 نشاطا مختلفا على السعوديين». التوظيف وواقع سوق العمل * اطلاق برنامج دعم نمو توطين المنشآت * اعادة هيكلة برنامج نطاقات لزيادة فرص التوظيف * تطوير شامل لبرنامج صندوق الموارد البشرية في 2030 33 % نسبة البطالة النسائية 250 الف خريج يدخلون سوق العمل سنويا 7 % نسبة البطالة المستهدفة 9 % نسبة البطالة المستهدفة في 2020 اكثر من مليون خريج يبحثون عن عمل غالبية المبتعثين لم يحصلوا على وظائف مناسبة بعد العودة
