مدرج الذهب.. صنع العجب

أحلى من الإتي جمهوره.. هذا هو عنوان «المدينة» وهو الحدث الأبرز في مباراة الأمس.. صحيح أن روح لاعبي الاتحاد كانت في أروع صورها، وانضباطهم التكتيكي في أدق تطبيق، وأن الفرص التي حضرت استثمرت بإتقان، ولكن من صنع تلك الروح وحفز اللاعبين للانضباط والتسجيل؟!.. إنها تلك الجماهير العلامة الأبرز في منافسات الرياضة السعودية، فالاتحاد بكل ظروفه مع ذلك جماهيره تعتلي القمة أرقامًا وحضورًا وفاعلية وروعة أهازيج.. بالفعل إنه مدرج الذهب الذي يصنع المستحيل.
أما المباراة فقد نجح النمور في التعامل مع الكرات الثابتة، فسجل ثنائي الدفاع بدر النخلي وعدنان فلاتة، في الهدف الأول ركنية متقنة من عمار الذي برهن على إجادته تنفيذ الكرات الثابتة، أما الهدف الثاني فشعرت وأنا أتابع المباراة أن التكتيك الألماني حاضر بقوة، فالكرة حينما تكون عرضية خارج المنطقة تمرر ويستحيل أن تسجل، مررها العرياني وجهزها العكايشي وسجلها عدنان.
من قمة الإبداع الاتحادي يوم أمس وجدنا أن النمور يمررون لبعضهم داخل منطقة ال18 الشبابية، وهذه هي القوة الحقيقية، أما الهدف الثالث «فشمعها» كهربا ببراعة، وكان من الممكن أن تزيد الغلة من خلال الفرص المتتالية في الشوط الثاني، وللمرة الثانية على التوالي يؤكد عبدالعزيز العرياني حضوره المزعج لدفاعات الفرق المقابلة.
ما ميز أداء الاتحاد اللعب بوعي فني والتعامل الجيد مع مجريات اللقاء، وكان من الطبيعي أن ينتصر العميد واقتنع الشبابيون قبل غيرهم بخسارتهم المستحقة، في ظل الأفضلية الميدانية للاتحاد، واستحقت تلك الجماهير الغفيرة أن تحتفل بالتأهل والمضي قدمًا للأمام في موسم تحدي الصعاب.