لا شك أن الصلاة واتباع الجنائز وحضور دفنها فيها مواعظ وفي ذلك أجر عظيم والكثير ممن يحضر دفن الجنائز يدرك الأخطاء التي تقع أو تحصل من بعضهم سواء أثناء إدخال الميت لحده والبناء عليه أو أثناء ما يهال عليه التراب بعد ذلك حتى وضع النصايل على طرفيه فحينما ينشغل من هم بداخل القبر في البناء على الجثة تسمع التوجيهات ممن هم جلوس على مشارف القبر فتسمع هذا وذاك يقول لمن داخل القبر خذ هذا وسد تلك الفتحة وعدل تلك اللبنة إلى آخره.. يا ناس.. اصبروا حتى تتيقنوا أن هؤلاء قد انتهوا بعد ذلك ابدوا ملاحظاتكم لهم، ولا شك أن من عني بهذا لو لم يعرف واجباته لما نزل بالقبر فلِمَ إسداء التعليمات والتوجيهات وكأن الآخر للتو يتعلم تلك المهنة دعوهم فهم أدرى بما يجب أن يفعلوه.. هذه واحدة.. والأخرى عند انهيال التراب في القبر كل يريد أن يشارك فهذا يحمل معولاً والآخر مسحاة والثالث كريكًا والرابع بيديه حرصًا على الاشتراك بالأجر جزاهم الله خيرًا ولكن في الغالب أن هذا التراب مملوء بالحجارة مما يصعب سحبه إلى القبر فلا تسمع إلا ضجيج ضرب الأحجار بالمعاول والفؤوس دون أن يحرك ساكنا فتبذل جهودًا مضنية من البعض من أجل الدفن مما يستغرق وقتًا طويلاً والأمانات ما قصرت فقد وفرت الكثير من مستلزمات المقبرة من حفر للقبور وتجهيز اللبنات وتوفير الخرسانة ومن الإضاءة والماء فللعاملين بها وللمسؤولين عن المقابر جزيل الشكر والتقدير وحريٌّ بهم أن يكملوا ما يلزم وهذا يتمثل بتوفير شيول صغير ليستخدم بالدفن حتى لا يبقى سوى تسنيم القبر وهذا يتم بالأيادى أرجو ألا تألو الأمانة جهدًا بتوفيره بسائقه ليريحوا الناس من العناء ويختصر عليهم الوقت. أما الأمر الثالث.. يخص التعزية فمن حيث التعزية فلا نزال غير منظمين فأحيانًا تجد أهل الميت موزعين هنا وهناك فيتشتت المعزون فيا حبذا لو اجتمعوا وفي مكان واحد ليحظوا بتعزية الجميع كما نرى هذا الوضع لدى البعض ومن الجنسيات الأخرى أيضًا.. رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين.