واصل مركز «الحرب الفكرية» العالمي بوزارة الدفاع، تعرية فكر «الإخوان» و»الدواعش» و»القاعدة و»قناة الجزيرة»، وذلك في إطار دور المركز في مواجهة جذور التطرف والإرهاب، وترسيخ مفاهيم الدين الحق. وقال المركز: تعتقد جماعة الإخوان أنه يجب على كل مسلم الانضمام لجماعتهم باعتبارها الوريث الحصري للدين الحق؛ ولذا احتكروا أُخوّة الإسلام على تنظيمهم، واندهش عامة المسلمين من هذا المنهج «الإقصائي» بأبعاده «التكفيرية»، الذي عبَّرت عنه كتابات سيد قطب وأبي الحسن الندوي وغيرها المشار إليها، ولقي هذا التنظيم الإقصائي مواجهة في محيطه الإسلامي ولاسيما في انتقاد تسميته ثم في ثاني الحال تسلل تكتيكيًا على العاطفة الدينية بقالب آخر. وأضاف المركز بأنه مضى على ما يُسمىٰ بالوهابية أكثر من 300 عام وهي لا تعرف لوثة الإرهاب، وتشدُّدُ بعض المحسوبين عليها يجري في إطار ما سبقت الإشارة إليه فقط، وتنازع مصطلح «سلف الأمة = السلفية» عدد من الجماعات الإسلامية بلغت عَشْرًا، كما ادعاها بعض جماعة الإخوان؛ لكونها تعني الرجوع للمنهج الأصل، ولفيف داعشٍ والقاعدة والإخوان وغيرهم يدعي بأنه على هدي السلف؛ فالسلفية إذًا منهج وصفي لاغير، لكن تركيبها ك: اسمٍ عَلَمٍ مُحدَثٌ ودخيل. وفيما يلي أبرز النقاط التي أشار لها المركز: تعتمد رهانات داعش لتمرير فكرها على أساليب التدليس والتمويه.. فهي تراهن على مجرد تبني منهجها أكثر من رهانها على النظر لنطاقه الجغرافي الهش. قرَّرت داعش بعض كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرِهِ من العلماء.. واختارت منها مشتركاتٍ دينيةً ونشرتْ ذلك ورَوّجت له للتدليس والتمرير. لم تُقرّر داعش من تلك الكتب فقه السمع والطاعة وعدم الخروج على الولاة وشروط التكفير وموانعه وعلم المقاصد والترتيب بين المصالح والمفاسد. تلك الموضوعات الشرعية وغيرها كثير هي الفارق بين الاعتدال والتطرف.. لكنْ داعش تُزَوِّر في زعمها اتباع أئمة الإسلام بهدف التمويه والإغواء. قررتْ داعش ما هو أعظم وأجل من تلك الكتب وهو «كتاب الله تعالى».. فهل يتأتَّىٰ لمنصف أن يتهم القرآن الكريم؛ لأن داعشًا قرّرته؟. تراهن داعش على كتب العلماء الأكثر تأثيرًا واهتمامًا.. فيما يهمها بشكل خاص «العنصر النوعي» في المغرَّر بهم. قناة الجزيرة القطرية تَنْدَسُّ سمًا فتلدغ وتؤجّج وتُضْرِم فِتَنًا ثم تتسلل لِوَاذًا.. ولا تُؤتَىٰ ثقة الكريم، كما تُؤتَىٰ من لُؤْمِ مأمنه. وصفوا داعش بأنها بذرة أو نبتة سلفية فهل كانوا يعنون أنها على منهج «سلف الأمة» كما هو مدلول الوصف؟. ماذا تعني «السلفية» عند من وصفها بذلك؟ وما هي الكتب والفتاوى «السلفية» التي علَّمت داعشًا العملياتِ الانتحارية؟ ما هي الكتب والفتاوى السلفية، التي علمت داعشًا تكفيرَ الأمةِ الإسلامية والحُكْمَ عليها بالارتداد عن دينِها؟ هل كانت السلفية تُكفِّر نفسها؟ عندما كفّرت داعشٌ علماءَ السلفية؟.. نقول هذا على التجوُّز في استخدام مصطلح السلفية حيث سبق التحفظ عليه. هل كانت السلفية تنعَىٰ على نفسها عندما أنكرتْ شرعيةَ دولتِها الوطنية؟.. ولماذا كان علماء السلفية مع هذه الشرعية بنصوصٍ تُمثّل ثوابتَ لهم. هل كانت كتب وفتاوى السلفية تسمح بالقتال دون إذن ولي الأمر؟ ولاسيما في مواطن الفتنة؟ أم أنها حذرت من ذلك ووصفت فاعليه بالخوارج. إذًا مَن الذي تَزَعَّم لوثةَ الإرهاب؟ يقول أيمن الظواهري: إن سيد قطب هو الذي وضع دستور الجهاديين في كتابه الديناميت:»معالم في الطريق». ويقول: «إن فكر سيد قطب كان شرارة البدء في إشعال الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، التي مازالت فصولها الدامية تتجدد». لكنْ ما الباعثُ على الارتجال والتَّقَوُّل بأنّ داعشًا بذرةٌ أو نبتةٌ سلفية على التجوُّز كما قلنا في استخدام المصطلح؟ الباعث إما قلة البضاعة في تلك الجدليات والانسياق مع «تزوير الخصومة الطائفية» التي كفّر «غُلاتها» خيار الأمة وعاشوا وَهْم الخلاص المهدوي. مشايعة إسقاطات دولة الحضانة الإخوانية، حيث حفلت بهذه المجازفة الساذجة لتنفي عن منظومتها الإخوانية فكر دولة الخلافة والتكفير والرِّدّة. تغطيةً لاعترافات عددٍ من الإرهابيين بأن الخطب والأشرطة الجهادية الحماسية عزلتهم عن العلماء «السلفيين» وساقتهم للخيال «الإخواني». يدل لما سبق «وبوضوح تام» تكفير داعش والقاعدة للمملكة العربية السعودية «حكامًا وعلماء» واستهدافهما لأمنها، وتصدي علماء المملكة لضلالهما. والسؤال هل غُسلت أدمغة أولئك الإرهابيين وتم دفعهم لتلك الجريمة البشعة عن طريق فتاوى السلفية أم هي النظريات الإخوانية المشار إليها نصًا. لم يعرف تاريخ السلفية الاغتيالات ولا العمليات الانتحارية ولا إجازة الغدر والخيانة بل شنعت عليها وجعلتها ضمن الجرائم الفوقية «الإرهابية». شذوذُ بعض الآراء والأفكار معزول ولا يُحسَبُ إلا على نفسه فلا يُحمَل على غيره.. وهو يَحصُل في كل منظومةٍ دينيةٍ أو سياسيةٍ أو اجتماعيةٍ. العبرة في «المنظومة» برأيها الرسمي والسائد لا في غيره من شاذ الآراء ومعزولها و»مُخْتَطَفِهَا».