اليوم الوطني ودلالاته

تطل علينا هذه الايام ذكرى خالدة مجيدة تتمثل في اليوم الوطني الذي تحقق فيه على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله توحيد البلاد وتأسيس دعائم الحكم المبنية على تحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فشهدت البلاد على اثر ذلك نهضة حضارية في جميع المجالات وأمناً واستقراراً وتنمية شاملة حمل لواءها من بعده أبناؤه البررة وهاهي البلاد الغالية تنعم في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظهم الله بنعمة الامن والاستقرا ر والأمان والتقدم والازدهار فشملت رعايتهم ودعمهم كافة افراد الشعب السعودي والمقيمين في جميع ارجاء الوطن على امتداد رقعته الواسعة وحظيت جميع المرافق والخدمات العامة بالاهتمام والعطاء السخي ولنا في قطاع التعليم خير مثال حيث شهد هذا القطاع نهضة كبيرة وقفزات متتالية تمثلت في ما نراه من انتشار التعليم العام للبنين والبنات في كل شبر من ارجاء البلاد وتمثلت في تعميم التعليم العالي بوجود ثماني جامعات ومئات الكليات التي تغطي مختلف التخصصات وهاهي جامعة ام القرى بمكة المكرمة تحظى في كل خطوة من خطوات تطويرها وفي كل مرحلة من مراحل بنائها بالرعاية الكريمة والاهتمام المتواصل والدعم السخي من قيادتنا الرشيدة، فبعد ان كانت تمثل كلية واحدة قبل نصف قرن وبعدد محدود جداً من الطلاب والتخصصات اصبحت تضم الآن عشرات الكليات والمعاهد والمراكز والعمادات المستقلة يدرس بها اكثر من خمسة وعشرين الفاً من الطلاب والطالبات في اربع مدن جامعية هي العزيزية والعابدية والزاهر بمكة المكرمة وفرع الجامعة بالطائف وفي كل عام تدفع بآلاف الخريجين من مختلف التخصصات ليساهموا في مسيرة البناء والنماء، هذا إلى جانب عشرات البرامج التدريبية والتأهيلية ضمن منظومة التعليم المستمر وخدمة المجتمع.
ولقد حظيت الجامعة ولاتزال وستظل تحظى بدعم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين في انطلاقتها وتطويرها ومشاريعها ولنا في المشاريع التي تنفذ الآن في المدينة الجامعية الجديدة بالعابدية خير مثال اذ يتواصل البناء والتشييد لهذه المدينة دون توقف او انقطاع وحظي فرع الجامعة بالطائف بالمكرمة السامية بتخصيص قصر الملك سعود بالحوية ليكون مقراً له والعمل جار لاستكمال الترميمات واعتماد المخططات الخاصة به وتتوالى المكرمات المباركة بتخصيص قصر الضيافة بالزاهر ليكون مقراً لفرع الطالبات بمكة المكرمة وما تبعه من التبرع السخي من حرم خادم الحرمين الشريفين للبدء في بناء الكليات والمعاهد الخاصة بالفرع وإنشاء صالة خاصة بالاحتفالات والمناسبات واخيراً وليس آخراً تبرع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بقصره في الزاهر ليكون إضافة كريمة لمقر الطالبات.
ويجدر بنا في هذا المجال ان ننوه وبكل تقدير وعرفان بما تحظى به الجامعة في مسيرتها الحالية من تأييد ورعاية ودعم غير محدود من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وما تلقاه من مساندة ومتابعة وتوجيه سديد من صاحب المعالي الاستاذ الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي نائب رئيس مجلس التعليم العالي ورئيس مجلس الجامعة.
إنها نعم تترى وآلاء تتوالى تستوجب منا رفع اكف الضراعة لله عز وجل شكراً وامتناناً ودعاءً خالصاً لولاة الامر في هذا الوطن الغالي بأن يمنَّ عليهم بواسع فضله ودوام توفيقه وتمام حفظه ورعايته.
أ,د/ناصر بن عبدالله عثمان الصالح