القدس المحتلة ليست أرضاً للمؤتمرات

رأي الجزيرة

الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (IFLA) منظمة غير حكومية وغير سياسية إلّا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية احترام قرارات الشرعية الدولية، ولا يخولها القفز على قرارات مجلس الأمن الدولي، ولا يبيح لها تجاوز الأعراف الدولية.
في الفترة من 12 إلى 17 أغسطس الجاري يعقد الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (IFLA)مؤتمره السادس والستين بالقدس متجاهلاً قرارات الشرعية الدولية وخصوصاً القرارين (242 و338) متناسياً قرار مجلس الأمن (252) الخاص بالقدس، ضارباً بالأعراف الدولية عرض الحائط، وهو عندما يفعل ذلك إنما يستجيب لمحاولات إسرائيل نيل اعتراف غير مباشر من المشاركين بأن القدس العاصمة الأبدية للدولة العبرية ,,, !!
ما كان لهذه المحاولات أن تمر دون أن يكون للمملكة دور فاعل في ثني الدول العربية والإسلامية والصديقة عن المشاركة في هذا المؤتمر بهذا الوضع, فالمملكة تؤمن إيماناً تاماً بأن (قضية القدس هي لب المشكلة وجوهر النزاع في الشرق الأوسط وأنه لابد من التعامل مع القدس الشرقية في إطار القرارين 242 و338 مما يعني اعتبارها جزءاً من الأراضي المحتلة).
ومن هذا المنطلق قامت المملكة بجهود متواصلة لمنع عقد مؤتمر الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (IFLA)في مدينة القدس، والعمل على تغيير مكان انعقاده، أو البحث عن مؤتمر بديل لتحقيق الغاية العلمية بعيداً عن الآثار السياسية السلبية المترتبة على عقده في القدس, ومن هذه الجهود:
* التحرك والتنسيق في إطار جامعة الدول العربية لمنع عقد المؤتمر في القدس.
* بذل الجهود لدى الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي قامت بتوجيه مذكرة إلى الاتحاد (IFLA) لتغيير مكان انعقاد المؤتمر.
* مطالبة الدول الأعضاء التدخل لدى (IFLA) لتغيير مكان انعقاد المؤتمر.
* دعوة الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى مقاطعة مؤتمر (IFLA) الذي سيعقد في القدس، وحث الدول الإسلامية على ذلك.
* حث الدول العربية والصديقة عن طريق جامعة الدول العربية والمنظمات الأخرى ذات الصلة مثل (الإيسيسكو والإليسكو والاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات) على مقاطعة المؤتمر.
* حث كافة الممثليات السعودية ووفود المملكة في الخارج للقيام بالتحرك اللازم وتكثيف الاتصالات بالجهات المختصة وحث الجمعيات المكتبية في بلدانهم على مقاطعة مؤتمر (IFLA) الذي سيعقد في القدس، والمشاركة في المؤتمر البديل المزمع عقده في القاهرة في الفترة نفسها.
ويأتي قرار مجلس جامعة الدول العربية الذي ينص على البحث في عقد مؤتمر دولي لجمعيات المكتبات العربية وغير العربية في (القاهرة) يكون موازياً ومتزامناً مع قيام الاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (IFLA) يأتي هذا القرار منسجماً مع جهود المملكة متوافقاً مع توجهها في التصدي لأي مؤتمر دولي يعقد في القدس المحتلة.
فالقدس أرض عربية إسلامية يشهد بذلك تاريخها الطويل الحافل بالعز والكرامة، وتقرها عليه قرارات الشرعية الدولية، ولا ينكر ذلك ويأباه إلا اليهود وأتباعهم.