ماذا قالوا عن الأمير سعد بن خالد؟

هكذا الدنيا كل نفس ذائقة الموت، وهكذا الدنيا نزول وارتحال كل يوم نودع راحلين من الأحبة والمحبوبين نودعهم من دنيا الفناء إلى دار البقاء بالأمس فوجئنا بوفاة سمو الأمير سعد بن خالد بن محمد بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه أعالي جناته رحل إلى الباري، وورث سيرة مشرفة إذ فقده محبوه ومجالسوه وأصحاب الحاجات فقدته الأسرة الكريمة وماذا عسى أن نقول عن سموه وعن مسيرته العطرة، وعلى الرغم من أنني لم أره يوماً أو أسمع صوته إلا أنني أخذت عنه انطباعاً يليق بسموه أخذت مما سمعت عنه مما يتحدث به من يعرفه من المحبين والمجالسين له، فالحديث عنه في المجالس والمناسبات يكاد لا ينقطع والثناء على الرجل شهادة له، فقد عرفت عنه أنه يتمتع بأخلاق فاضلة وتواضع جم وحسن معشر سمعت عنه أنه محب لعلم الخير للغير، وأنه صاحب نجدة يقضي حاجات المحتاجين، ويحتفي بالزائرين والمدعوين (سمعت عنه لا يمل مجالسه مجلسه، وينزل كل منزلته يتحدث عن كل شيء يهم دينه ووطنه ومواطنيه) سمعت عنه أنه كثيرا ما يردد عبارة (خدمة الناس فيها خير) نعم فيها خير كل الخير يا فاعل الخير، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه وفي الحديث: (من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له) وإني فادعوا له بالمغفرة والرحمة جزاء أفعاله مع المحتاجين سمعت عنه أنه يستقبل ضيوفه وزائريه بالتهليل والتقدير والحب الصادق ويودعهم بالبشاشة والتقدير نفسه سمعت عنه أنه دمث الاخلاق في طلبه لا يحمل عناء الحرج مما يستوجب تلبية طلبه يوازن بين الأمور ويرضي جميع الأطراف، عرفت عنه الوفاء وحب مشاركة الناس أفراحهم وأحزانهم، والسؤال عنهم سمعت عنه أنه كان يتفقد جيرانه، ومن لم يره يسأل عنه وعن حاله ليطمئن عليه، ومن هذه صفاته فليبشر بالخير من خير البرية فهنيئاً لسمو الأمير سعد بثناء الناس عليه بالخير (عن انس- رضي الله عنه- قال: (مر بجنازة فأثنوا عليها خيراً فقال النبي- عليه افضل الصلاة والتسليم- وجبت ثم مر عليه بأخرى فأثنوا عليها بشر فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- وجبت فقال عمر- رضي الله عنه- ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض) متفق عليه، فهنيئاً لك يا سعد بشهادات الخير من الغير على أفعالك الخيرة نم قرير العين إلى أن ينفخ في الصور، ويبعث من في القبور، ويحصل ما في الصدور، وتعرض الصحائف فهذا أخذها باليمين، وذلك أخذها بالشمال، وهذا يقول اقرؤوا كتابيه، والآخر يقول ليتني لم أوت كتابيه.
وقبل أن أعزي أهله وذويه أعزي نفسي متجها إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته (وأما أهله وذووه وعلى رأسهم شقيقه سعود بن سعد، وثم أبناؤه خالد وأخي العزيز محمد إخوتهم وأخواتهم ووالدتهم فأسأل الله لهم حسن العزاء، وأن يلهمهم الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.