مرةً أخرى يجد فريق النصر الكروي نفسه في دائرة البحث عن شخصية الفريق القوي على الأقل إذا تم استثناء لقب (البطل) كون اللقب الأخير بحاجة لكثير من التجهيزات التي يفتقد إليها المدافعون الحاليون عن القميص الأصفر. في مباراة الاتحاد والنصر التي خسرها الأخير داخل قواعده (1 - 3) ظهر واضحاً للعيان عدم قدرة أصحاب القمصان الصفراء على مقارعة الأندية ذات العتاد القوي تقنياً وميدانياً، لقد أظهرت نفس المباراة أن قناعات مدرب النصر الفنية كانت أحد العوامل الرئيسة في ظهوره دون المستوى لأنه أراد باختصار أن يصنع فريقاً قوياً بإمكانات فوق ما تتوفر أمام فريق أقوى منه إلى جانب أنه ما زال - أي المدرب النصراوي - يكابر على صناعة لاعبين رئيسيين دون النظر للوقت المناسب لتقديم تلك الأسماء والتي قد يكون الإصرار على الدفع بها إحدى أهم الخطوات لوقف تقدّمها واستمرارها، فلاعب بخبرة سلطان بخيت ينتظره مستقبل جيد وجد نفسه يواجه خبرة مناف أبو شقير ومحمد أمين في بعض اللقطات وكيتا في أخرى والصقري أيضاً ماذا ينتظر منه؟ ثم لماذا يغيب لاعب بحجم بلانكو لمجرد اختلاف على جملة تكتيكية في التدريب، أو الجنوبي لأجل عيون الجماهير. لقد أثبتت المباراة الأخيرة حاجة النصر العاجلة لرجل فني يتعامل مع الواقع بما يناسبه، فالحارثي الذي لا يختلف اثنان على أنه النجم الأول في آخر عامين مكانه الطبيعي الآن مقاعد البدلاء مع أي مدرب حتى يستعيد مستواه كما يجب، وفي الوقت نفسه فإن مهاجماً يتطور كعبد الرحمن البيشي من الظلم أن يبقى أسيراً للاحتياط لتلبية مطالب الجماهير التي لن تتردد في تغيير الاتجاه إذا ساءت النتائج وأول من ستقذفه بغضبها هو المسؤول الفني قبل غيره. ما حدث للفريق الأصفر في لقاء الخميس لا يعكس ما يعمل لأجله الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن عبد الرحمن من أجل إعادة الفريق لسابق مجده، لكن الحقيقة والمصطلح العربي التاريخي القائل (اليد الواحدة لا تصفق) يجب أن يدركه النصراويون ويتعاملون معه بصراحة، إن الرئيس النصراوي يستطيع أن يعيد الفريق لمنصات التتويج ولكن بشرط أن يتوفر له الدعم المادي الكافي، فالنصر ليعود بطلاً بحاجة ماسة لأكثر من 30 مليون ريال على الأقل يستقدم من خلالها مدرباً مناسباً ويدعم الصفوف بمحاربين جدد في بعض المراكز، أما سياسة (الترقيع) فلا يمكن لها أن تقدِّم غير فريق أقصى طموحه بلوغ المربع. من ينتقد رئيس النصر لسوء النتائج الآن سيكون أكثر الجاهلين بالرياضة وبالكرة وخصوصاً أن ما يحدث للفريق نتاج طبيعي لابتعاد رجاله أولاً ولوجود أخطاء فنية وعناصر بحاجة لعمل مثير كذلك الذي فعله الفرنسي فرنانديز عام 1994م. ثمة نقطة أخرى يجب أن يضعها كبار هذا النادي في عين الاعتبار وهي وجود فجوة كبيرة تتسرّب من خلالها المشاكل في كل ركن من أركان هذا النادي حتى أصبح العنوان الرئيس فيه أسبوعياً ظهور مشكلة والسبب دائماً (واحد) حتى لو اختلف العرض والتنفيذ والسيناريو لتلك المشكلة. من الواقع النصراوي - الفرق بين إدارة الأمير فيصل السابقة وإدارته الحالية أرقام مهمة وصعبة كانت تساعد الذهبي وتدعمه بينما الآن الاتجاهات متعاكسة!! - ما زلت عند رأيي قبل عام.. يوسف خميس مدرب كبير إذا تنازل عن قناعاته.. ولا أعتقد أنه يوماً سيفعل! - أقرب الناس لسعد الحارثي هم أقوى مدافع يواجهه المهاجم الشاب الآن!!