قالت صحيفة هارتس العبرية: إن موظفين في وزارة الخارجية الإسرائيلية أعربوا عن استيائهم من السمعة السيئة للسلاح الإسرائيلي المستخدم في معظمه في تغذية الحروب الدائرة في مناطق التوتر بالعالم التي تشهد أعمال القتل والاغتصاب والتهجير، لكنهم يجدون أنفسهم عاجزين عن القيام بأي شيء أمام قوة وعظمة وزارة الأمن الإسرائيلية صاحبة الكلمة الأولى في هذا المجال. ويأتي هذا الاستياء في وزارة الخارجية الإسرائيلية، بعد نشر منظمة العفو الدولية (امنيستي) تقريرا أوضحت من خلاله، أن تجار السلاح الإسرائيلي يغذون معظم الحروب الدائرة في أنحاء المعمورة، والتي تتسبب في إزهاق أرواح أكثر من نصف مليون إنسان يوميا بمعدل قتيل كل دقيقه، ويتصدر الجنرال الإسرائيلي احتياط (شمؤيل افيف) الذي عمل لسنوات طويلة كملحق عسكري في سفارة إسرائيل بالسويد أسماء أشهر تجار السلاح الدوليين. وكشف التقرير أن تاجر الموت الإسرائيلي الجنرال (افيف) يقوم مع تاجر السلاح السويدي (هينرخ توماط) بشراء مختلف أنواع الأسلحة من جمهورية صربيا لبيعها في العراق. ورفض (افيف) التعاون مع معدي التقرير الدولي، إلا انه قال لصحيفة هأرتس العبرية : (أنا تاجر سلاح أبيع بضاعتي للدول المسموح لي المتاجرة معها حسب القانون (!!) علما بأنني أنهيت الفترة الانتقالية القانونية التي تفصل عملي العسكري السابق عن نشاطي المدني الحالي ولا يوجد علاقة بين أعمالي والسويد). ونفى (افيف) بيعه السلاح للعراق وقال: (أنا أبيع السلاح للأمريكيين وليس للعراقيين)، لكن تقرير امنستي يؤكد بان (افيف) وشريكه السويدي (توماط) قد باعا السلاح لشركات أمريكية تزود الجيش العراقي الجديد بما يحتاجه من سلاح، وذكر التقرير أن إسرائيل تحتل المرتبة الخامسة أو السادسة على قائمة الدول المنتجة والمصدرة للسلاح في العالم، وهي ترفض التوقيع على ميثاق تعده الأممالمتحدة لمراقبة تجارة السلاح لكون تصدير السلاح يشكل مركبا أساسيا من مركبات الاقتصاد الإسرائيلي، وأظهر تقرير (امنيستي) ان وزارة الأمن الإسرائيلي تفتخر بزيادة صادراتها من الأسلحة كل سنة ولا تنوي تشديد الإجراءات الرقابية على هذه التجارة المربحة. وكانت صحيفة هآرتس العبرية، قد كشفت مؤخرا عن قيام شركة إسرائيلية بتزويد نيجيريا بطائرات استطلاع بدون طيار، لتغذية الصراعات الأهلية هناك، ضمن أكبر صفقة أسلحة تبرمها إسرائيل مع نيجيريا. وتقول (هآرتس العبرية): إنّ الحكومة الإسرائيلية تستغلّ الأوضاع في إفريقيا التي تموج بالحروب الأهلية والأنظمة الفاسدة، من أجل تسويق طائراتها وخبرتها الاستخبارية، ووفقا للتقرير الإسرائيلي : نجحت تل أبيب في عام 2005 ببيع الطائرات بدون طيارين في صفقة مشبوهة لجيش ساحل العاج الذي يشارك في الحرب الأهلية هناك، وتوجد في هذا البلد قوّة حفظ السلام الفرنسية، ووحدة منها كانت سيطرت على معدات الملاحة الجوية التابعة للجيش ودمرتها.. وقالت هآرتس: إن التدخل الإسرائيلي ببيع الطائرات أغضب فرنسا على أساس أنّ ما تمّ يناقض قرارات الأممالمتحدة بفرض عقوبات على حكومة ساحل العاج، فطلبت من الشركات الإسرائيلية قطع علاقاتها فوراً مع ساحل العاج. وجاء في تقرير (هآرتس العبرية : لكنَّ اسرائيل، لم ينصَعْ لذلك إلا بعد أنّ أنجز الصفقة، وبعد عدة أشهر من ذلك ونتيجة الضغوط العالمية عليه انضمّت إسرائيل إلى دول العالم في فرض العقوبات على ساحل العاج وأوقف تصدير الأسلحة إلى هذا البلد الإفريقي بشكلٍ علني، ولكنها استمرت في ذلك بشكل سريّ.