* تل أبيب - أبوجا - بلال أبو دقة: كشفت صحيفة هآرتس العبرية، عن قيام شركة إسرائيلية بتزويد نيجيريا بطائرات استطلاع بدون طيار، لتغذية الصراعات الأهلية هناك، ضمن أكبر صفقة أسلحة تبرمها إسرائيل مع نيجيريا. ووقعت الصفقة في شهر آذار - مارس الماضي في العاصمة النيجيريّة، وبموجبها وافقت الشركة الإسرائيلية على تطوير وتصنيع وتركيب وتشغيل وإعداد أنظمة تتعلق بالملاحة الجوية، وكلّ نظامٍ يشمل بين ثلاث وستّ طائرات صغيرة بدون طيّارين، وكل طائرة مزوّدة بأجهزة استشعار وكاميرات، وتستطيع كلّ طائرة أنْ تبقى في الجوّ لمدَّة تصل إلى 14 ساعة. ويمكن تشغيل الطائرات في سماء نيجيريا من السفن في منطقة دلتا نهر النيجر؛ الغنية بالنفط، التي تمور بالغليان بسبب حرب العصابات ضد الحكومة الفدرالية. وبسبب تزايد الطلب على النفط وارتفاع أسعاره، اكتسبت المنطقة أهميّة استراتيجيّة، خصوصاً أنّه تعمل فيها شركات أمريكية وبريطانية وفرنسية وصينية وروسية وكورية؛ وهذا ما جعل نيجيريا تلجأ إلى إسرائيل لشراء طائرات الاستطلاع بدون طيارين.. وتبيّن من تحقيق (هآرتس) أنّ الحكومة النيجيريّة دفعت سلفةً 10% من حجم الصفقة أيْ (26 مليون دولار).. والملاحظ أنّ نحو 5 ملايين دولار من هذا المبلغ دُفِعَت كعمولات للسماسرة. وطال تحقيق (هآرتس) مسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيلية، يشتبه بتورطهم، بتسهيل الصفقة مقابل عمولات.. ويوجد تاريخٌ من التجارة في السلاح بين إسرائيل وبين نيجيريا، وتزوّد الشركات الإسرائيلية نيجيريا بالأسلحة لقوات الشرطة والجيش وأجهزة الاستخبارات.. وتعمل شركات إسرائيلية عديدة في مجالات البنية التحية في هذا البلد الإفريقي الذي يُعّدّ الأكثر كثافة سكانية في القارة السمراء. ويلاحظ أنّ العديد من كبار الجنرالات الإسرائيليين عمِلوا بعد تركهم مناصبهم في توريد الأسلحة والمعدات الأمنية إلى نيجيريا مثل العميد شلومو إيليا، وحتى مئير دغان رئيس (الموساد) الحالي الذي عمِل سمساراً لبيع الأسلحة لإفريقيا. وعَدَّتْ السفارة الإسرائيلية في أبوجا إبرام الصفقة أمراً جيّداً لإسرائيل، مع تعزيز نيجيريا مكانتها كإحدى الدول الرئيسة في العالم المُصدِّرة للنفط.. ولكن هناك أوساط إسرائيلية تعمل في نيجيريا عبّرت عن قلقها من الصفقة، ومن وجود الأسلحة الإسرائيلية في نيجيريا وخصوصاً في منطقه دلتا النيل، بسبب الحرب الأهلية مما يجعل السكان يضعون الإسرائيليين في خانة الأعداء. وتقول (هآرتس العبرية): إنّ الحكومة الإسرائيلية تستغلّ الأوضاع في إفريقيا التي تموج بالحروب الأهلية والأنظمة الفاسدة، من أجل تسويق طائراتها وخبرتها الاستخبارية. ووفقاً للتقرير الإسرائيلي: نجحت تل أبيب في عام 2005 ببيع الطائرات بدون طيارين في صفقة مشبوهة لجيش ساحل العاج الذي يشارك في الحرب الأهلية هناك، وتوجد في هذا البلد قوّة حفظ السلام الفرنسية، ووحدة منها كانت سيطرت على معدات الملاحة الجوية التابعة للجيش ودمرتها. وقالت هآرتس: إن التدخل الإسرائيلي ببيع الطائرات أغضب فرنسا على أساس أنّ ما تمّ يناقض قرارات الأممالمتحدة بفرض عقوبات على حكومة ساحل العاج، فطلبت من الشركات الإسرائيلية قطع علاقاتها فوراً مع ساحل العاج. وجاء في تقرير (هآرتس العبرية): لكنَّ إسرائيل، لم تنصَعْ لذلك إلا بعد أنّ أنجزت الصفقة، وبعد عدة أشهر من ذلك ونتيجة الضغوط العالمية عليها انضمّت إسرائيل إلى دول العالم في فرض العقوبات على ساحل العاج وأوقفت تصدير الأسلحة إلى هذا البلد الإفريقي بشكلٍ علني، ولكنها استمرت في ذلك بشكل سريّ.