ليس ثمة شك في أن ما يشاع عن عزلة إسرائيل الدولية ليس سوى درب من دروب الوهم وأمر يجافي الحقيقة ولا يتفق معها فى شيء فحقيقة الأمر تثبت أن إسرائيل تتمدد شرقاً وغرباً ، وشمالاً وجنوباً وتتوسع فى علاقاتها وبشكل غير مسبوق طبقاً لخطة محكمة تشرف عليها وزارة الخارجية الإسرائيلية وتنفذها بإتقان لتحقيق مصالحها. قبل نحو أسبوع تم الإعلان رسمياً عن تعاقد مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية على تزويد وزارة الدفاع الأذربيجانية بنحو 60 طائرة بدون طيار , أبدت أذربيجان مؤخراً اهتمامها بها من أجل تشديد المراقبة على الحدود المشتركة مع إيران وأرمينيا , وتتضمن الصفقة طائرات بدون طيار من أحجام مختلفة وستساعد أذربيجان في حماية حدودها الغربية مع إيران، والجنوبية مع أرمينيا , ويشار إلى أن تل أبيب تبدى اهتمامها بتعميق مستوى العلاقات مع أذربيجان في كافة المجالات وعلى رأسها التعاون الأمني والعسكري بهدف إمكانية دعم المصالح الإسرائيلية في منطقة الجمهوريات الإسلامية بآسيا الوسطى خاصة الدول القريبة من إيران , ويعني تنفيذ الصفقة إقناع أذربيجان بتبني المواقف الإسرائيلية تجاه العديد من القضايا الدولية. فضلاً عن أن حصول أذربيجان مؤخراً على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن أكسبها المزيد من الاهتمام الإسرائيلي خاصة وأنها إحدى الدول المقربة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويتواجد فيها قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة تخدم المصالح الأمريكية في العراق وأفغانستان وهو ما يؤهلها لمزيد من الارتباط مع إسرائيل خلال المرحلة القادمة. أما على مستوى القارة الأفريقية فيشار إلى ما كشفته مصادر إعلامية عبرية النقاب عن تزايد طلبات دول أفريقية للحصول على طائرات بدون طيار إسرائيلية الصنع بهدف تزايد المخاوف من انتشار الحركات الإسلامية في السودان والصومال , مشيرة إلى أن الهدف الذي وضعته الشركات الإسرائيلية يتمثل في إبرام صفقات مع الدول الأفريقية خلال الخمس سنوات القادمة بقيمة تصل لنحو 500 مليون دولار. والأكثر من ذلك هو ماذكرته دورية ديفينس إسرائيل الإسرائيلية بأن مؤسسة الصناعات الجوية الإسرائيلية وكذلك شركة "آلبيت للأنظمة" وشركة "إيروناوتيكس" زودت دولا أفريقية بطائرات بدون طيار من ضمنها , أنجولا وكينيا وساحل العاج ونيجيريا وأثيوبيا وتنزانيا. ولم تكتف إسرائيل بهذا بل راحت تتمدد تجاه القارة الاسيوية , حيث أعلنت شركة "آلبيت" الإسرائيلية المتخصصة في صناعة وتطوير الأنظمة الإلكترونية الأمنية عن تمكنها من الاستحواذ على صفقة تقوم بمقتضاها بتزويد إحدى الدول الآسيوية بأنظمة تجسس تعد الأكثر تطوراً من نوعها من نوع "WIT" في صفقة تقدر قيمتها بنحو 15 مليون دولار , متوقعة إنهاء إتمامها في غضون نحو 18 شهراً.. وتجدر الإشارة إلى أن شركات تصنيع الوسائل القتالية والأنظمة الأمنية الإسرائيلية قامت خلال السنوات الخمس الماضية بتنفيذ صفقات مماثلة مع دول متعددة منها الهند وكوريا الجنوبية والفلبين وسنغافورة . الثابت أن إسرائيل وعبر قدراتها فى مجال الصناعات العسكرية نجحت فى أن تتجاوز أى محاولات لعزلها دولياً خاصة وأن الجميع الآن يبحث عن تأمين ذاته داخلياً وخارجياً الأمر الذى يبقي الكثير من دول العالم ورقة سهلة فى يد إسرائيل تحقق من خلالها مصالحها وأهدافها وتجبر هذه الدول على تبني المواقف الإسرائيلية .. فمن يعقل ذلك؟!