** ماذا يعني أن تخرج جموع كثيرة لتوديع راحل إلى قبره؟ ماذا يعني أن يتسابق الضعفاء والبسطاء على حمل جنازة غال غادر دنياهم؟ وأخيراً ماذا يعني أن يكون آخر عمل لإنسان رحل عن الدنيا هو شفاعة خير؟ أسئلة طرحتها - وأنا أعرف الإجابة - بعد أن قرأت وسمعت عما تم في جنازة الشيخ الفاضل صالح بن عبدالله السلمان أحد رجالات منطقة القصيم الأخيار رحمه الله وغفر له. *** ** هذا الرجل على الرغم من أعماله التجارية كان حاضراً على مستوى العطاء الوطني والاجتماعي لمدينته بريدة، ولمنطقة القصيم، ولوطنه عامة.! كان رجل خير وبر وإحسان.. طالما مسح دمعة، ورحم يتيماً، وأعطى محتاجاً، يتوج كل ذلك خلق كريم، وتواضع جم. لقد التقيت به - رحمه الله - مرتين في حياته فوجدته رجل الأعمال المسلم في جميل تعامله وبهيّ تواضعه. *** ** لم يكن مصدر عمل الخير عنده ما له فقط، بل إنه وظف جاهه وسمعته ووقته لعمل الخير ومساعدة المحتاجين، وكم تأثرت وأنا أقرأ حديث سمو الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم وهو يرثي ويتحدث عن هذا الرجل عندما أشار إلى أن آخر عمل له عندما زاره الشيخ صالح في مكتبه صباح يوم الأربعاء الماضي من أجل شفاعة حسنة، وبعد ساعات معدودات انتقل إلى رحمة الله. *** ** إن فقد أمثال هؤلاء الرجال بأعمالهم الكبيرة، وأخلاقهم العالية خسارة للوطن والإنسان، فهم لا يعوضون، لكن العزاء أن يكون أمثال الشيخ السلمان قدوة لغيرهم في أخلاقهم، وعطائهم لدينهم، ووطنهم، وأبناء وطنهم. *** ** وأجزم أن أبناء وكريمات الشيخ صالح السلمان سوف يسيرون على نهج والدهم في حبه للخير، وإسهاماته المشكورة في خدمة وطنه ليبقوا ذكره، ويواصلوا مسيرته. رحم الله الشيخ صالح السلمان جزاء ما قدم من أعمال مباركة هي - بحول الله - أثر باق له في الدنيا - وأجر موفور وجده عند ربه.