دأب الكثير من أبناء هذا الوطن بالتنويه والتكريم لمن يتميز بأعمال جليلة، وإخلاص وإنجاز في أداء العمل، مع التحلي بالأخلاق العالية واحترام غيره، فها هي اللجنة المنظمة للاحتفالات بمحافظة ثادق تقيم حفلاً رائعاً بعد صلاة ظهر يوم الخميس 13-11-1426ه في القاعة الكبرى بقصر الضيافة المتربع على تلك الهضبة المطلة على الجانب الشرقي من تلك البلاد الوادعة تكريماً وتقديراً لنخبة من المتقاعدين الذين خدموا الدولة وأفنوا شبابهم في خدمة الوطن وأهله بكل أمانة وإخلاص، وتوديعاً لمن تم نقله إلى مراتب أعلى لجهودهم المميزة طيلة عملهم في ربوع مدينة ثادق، حتى إن الأستاذ حسين حاسن الحارثي قد مكث طويلاً بعيداً عن مسقط رأسه - المدينةالمنورة - حوالي 33 عاماً مديراً لإدارة أحوال هذه المحافظة، حيث قضى ذروة عمره بكل جد وإخلاص، تحيطه قلوب الأهالي والمراجعين هو ونظائره الأفاضل المكرمين محبة واحتراماً، فطول مقامهم ومكثهم هناك دليل قاطع على ارتياحهم وحبهم للعمل بين مواطني هذه المحافظة الفتية التي يسود أهلها التآلف والتكاتف لتطوير بلادهم، وإظهارهم بالمظهر الحضاري المشرف كما هو الآن معلوم ومشاهد، وعند تكامل المدعوين من الرياض ومن جوانب المحافظة والبلدان المجاورة التي تضم كوكبة من العلماء والأدباء ورجال الأعمال بدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم رتلها الطالب عبدالمجيد بن عبدالرحمن العمار، ثم ارتجل الدكتور الأديب عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري كلمة ضافية رحب فيها بالحضور منوهاً بأن تكريم مثل هؤلاء الرجال المخلصين ظاهرة طبيعية حضارية تدل على الوعي والحسن الإنساني بمن حوله، فهو يعطي المكرم وأسرته دفعة قوية من الفرح والغبطة والشعور الطيب شعوراً يبقى مقيماً بين جوانحه مدى العمر، وقد لوح الدكتور عبدالله بأن كرسي العمل لا يدوم لأحد، وإنما تتعاقب عليه الأجيال جيلاً بعد جيل، ويبقى الذكر الحسن لمن أعطى العمل حقه بإخلاص، وترك أثراً جميلاً قبل رحيله وتعذر العودة إليه مرة أخرى مستحضراً هذين البيتين: إن المناصب لا تدوم لواحد إن كنت تنكر ذا فأين الأول فاغرس من الفعل الجميل فضائلاً فإذا (رحلت فإنها لا ترحل)! ثم ألقى كلمة الأهالي الأستاذ الأديب عبدالعزيز بن حمد السويلم- وكيل إمارة منطقة القصيم سابقاً - رحب فيها بالحضور وشكر المكرمين منوهاً بأعمالهم المشرفة، وبسيرتهم العطرة طيلة عملهم بالمحافظة وما تركوه من آثار طيبة تلوح بمآثرهم ونشاطهم، كل في مجاله العملي: وإنما المرء حديث بعده فكن حديثاً حسناً لمن وعى وقد ركز على أعمال المهندس محمد بن حمد الزيد - رئيس البلدية - التي تعتبر بمثابة الأم في خدمة كل مجتمع، فبلدية ثادق لها نشاط ملحوظ في النظافة والإضاءة وتعدد المتنزهات والحدائق وفي التوسع العمراني وحسن اختيار موقع المنطقة الصناعية بعيدة عن امتداد النمو السكاني، وذلك يدل على قوة الإدراك وبعد النظر، ولم أنس دور المحافظ النشيط الأستاذ فيحان بن عبدالعزيز بن لبدة، ودور رئيس مركز الشرطة المقدم عيد بن سعد العتيبي الذي يتحلى بالحنكة والدراية في الشؤون الأمنية، والحرص على متابعة الدوريات التي تحت مظلته وتشجيعهم على أداء أعمالهم بكل حزم وأمانة وإخلاص على مدار الساعة، والقبض على المخالفين للأنظمة والمشتبه بهم مما أكسب المحافظة هيبة وسمعة طيبة، كما أن الأستاذ محمد بن عبدالله السعيد مدير فرع كهرباء محافظة ثادق لا يقل عن سابقيه نشاطا وإخلاصا مما جعل المدينة وشوارعها الرئيسة وحدائقها الغناء التي ترعاها البلدية تقمر ليلا، فالقادم إلى تلك المرابع ليلاً يخالها روضة مفتحة الأزهار. ثم تخلل ذلك الحفل قصيدة نبطية للشاعر عبدالعزيز بن سعد العقيل نالت استحسان الحضور، فأعقبه الأستاذ حسن بن حاسن الحارثي مدير الأحوال ملقيا كلمة المكرمين كلمة ضافية شكر فيها حكومتنا الرشيدة على ما توليه من رعاية تامة لراحة المواطنين، والحرص على الاستقرار وتحقق متطلبات المدن والأرياف والهجر معاً لتقل الهجرة والذوبان في المدن الكبرى. كما شكر المواطنين وجميع العاملين بتلك المحافظة محافظة ثادق، مع الإماءة إلى ذكرياته الجميلة معهم ستظل باقية في خاطره على تعاقب الملوين، بعد ذلك سلمت الهدايا التذكارية بهذه المناسبة السعيدة، ثم أشير إلى الاتجاه صوب مائدة الغداء الكبرى الحاتمية التي اتصفت بالفخامة والجزالة، ويا حبذا لو يقتصد في مثل هذه المناسبة وسائر ولائم الزواجات والمناسبات الأخرى بعيداً عن السرف وحفاظا على النعمة التي من الله بها علينا، قال سبحانه في محكم كتابه: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ } (31) سورة الأعراف. وقال الشاعر العربي: لا خير في الإفراط والتفريط كلاهما عندي من التقصير ومعلوم أن الكرم في حد ذاته مشروع ومحبب للنفوس ولكن بمقدار، وفق الله القائمين على هذ الحفل البهيج.