في مثل هذا اليوم من عام 1935 بعد عام من بدء المسيرة الكبرى وصل ماو إلى إقليم شنس شمال غرب الصين مع 4000 من الناجين، وأقام مركز القيادة الشيوعي ماوتسي تونج كرئيس لجمهورية الصين الشعبية المنشأة حديثاً التي اتخذت من إقليم (كيانجس) مقرا لها في جنوب غرب الصين. وفيما بين عامي 1930 و1934 قام الوطنيون بسلسلة مكونة من خمس حملات لحصار الجمهورية السوفييتية. وفي ظل قيادة ماو، استخدم الشيوعيون تكتيك حرب العصابات لمقاومة أربع حملات للحصار ولكن في الحملة الخامسة قام شيانج ببناء تحصينات قوية حول مواقع الشيوعيين وحشد حوالي 700 ألف جندي مما أدى إلى قتل أو وفاة مئات الألوف من الفلاحين وتم عزل ماو بواسطة اللجنة الشيوعية المركزية. وقامت القيادة الشيوعية الجديدة باستخدام تكتيكات حربية جديدة مثيرة للجدل مما أدى إلى إنهاك جيشها الأحمر. ومع اقتراب الهزيمة الوشيكة، قرر الشيوعيون كسر الحصار عند أضعف نقطة. وبدأ الزحف الكبير في السادس عشر من أكتوبر 1934. وقد أدت السرية والحركة الصامتة إلى تشويش الوطنيين. ومرت أسابيع عديدة قبل أن يدركوا أن الجانب الأعظم من الجيش الأحمر لاذ بالفرار. وكانت القوات المتقهقرة تتكون من 86 ألف جندي و500 مدني و35 امرأة. وتم حمل الأسلحة والمعدات على ظهور الرجال أو في عربات تجرها الجياد وبلغ طول القافلة 50 ميلاً. وقد وقعت الكارثة الأولى في نوفمبر حينما قامت قوات الوطنيين بإغلاق الطريق على الشيوعيين عبر نهر هايسنج. وقد استغرق الشيوعيون أسبوعاً لفك الحصار وراح ضحية المعركة حوالي 50 ألف رجل وهو ما يزيد عن نصف عددهم. وبعد هذه الكارثة استعاد ماو نفوذه وعاد إلى مركزه بعد اجتماع قادة الحزب. وقام ماو بتغير استراتيجيته حيث قسّم قواته إلى سبعة صفوف أخذت مسارات مختلفة لتشويش العدو. وكانت نقطة الوصول هي إقليم شنس، حيث قاتل الشيوعيون الغزاة وكسبوا احترام الشعب الصيني. وبعد المعاناة والتضور جوعاً والقصف الجوي والهجمات اليومية لقوات الوطنيين وصل ماو إلى سور الصين العظيم في 20 أكتوبر 1935. وقد عبر الشيوعيون 24 نهراً و18 جبلاً مغطاة بالثلوج ووصل منهم فقط 4000 جندي وهلك الباقون خلال أطول رحلة في التاريخ. وأصبح ماو تي تونج زعيماً لا يبارى للشيوعيين الصينيين وقام الآلاف من الشباب الصيني بالتطوع في جيش الأحمر بعد أن شهدوا شجاعته واستبساله. وقد انشأ ماو جمهورية الصين الشعبية وظل رئيساً لها حتى وفاته عام 1976 .