يجيء الصيف فتفترق المسارات، وتطوى الصحائف، وتحزم الحقائب، وتتغير مظاهر مثلما تطرأ ظواهر..! ** وسواءٌ سموه اصطيافا أو التفافاً؛ فالأهم هو تغيير السائد حيث تتبدل الإقامةُ ظعناً، والعمل توقفاً، والجِدُّ كسلاً، وربما بدا النهارُ ليلاً والليل نهاراً..! ** والكُتَّاب (أو أغلبهم) مثل تلاميذ غادروا مقاعدهم ليبحثوا عن الاسترخاء بعيداً عن الورق والأقلام ومفاتيح الكتابة..! ** مواعيدُهم مع الزوايا والمقالات مؤجلة، ولن يلاحقهم - لأمٍ مسمى - التزامٌ آمنوا به، أو إلزامٌ تغافلوا عنه، وقد يفرغ واحدُهم لاستزادةٍ معرفية وتأملٍ ذهني فيضيفُ إلى نفسه ما يضفي على طرسه، أو ربما تاه - كالآخرين - بين (الكُهوف) و(الدفوف) فأضاعَ في الصيفِ اللَّبن..! ** الحياة - في فصولها - محطات نزولٍ وارتحال.. ونحن فيها عابرون مستعارون وقريباً مستعادون..! ** إذاً نحن مع إيماءت وداع يشير بها مُحبٌ وقريب وصديق وذو يراعة، وحين يسعفُ الأجل يتجدد الأمل..!