دعا رئيس مركز القياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبد الله المشاري آل سعود، إلى إيجاد بديل كامل وكافٍ للطفل السعودي، يغنيه عن استخدام المادة الثقافية الغازية وغير المقبولة، التي رأى أنّ الأسرة بكافة أعمارها تواجهها في خضم الانفتاح العالمي على الثقافات المختلفة. ومع أنّ المشاري اعتبر التعليم بالترفيه مدخلاً مهماً إلى تنمية المعارف لدى الناشئة، إلاّ أنّه حذّر من أنّ ينافس تنمية حب القراءة والاطلاع .. فالتخوف وارد من أن يتعوّد الجيل على أساليب التعليم بالترفيه، حتى يصبح عاجزاً عن تلقِّي المعلومة وفهمها عن طريق القراءة، وهذا مما أرى بوادره اليوم. فالناشئة في يومنا هذا أصبحوا يملّون القراءة من الكتاب المدرسي ويحاولون أن يحصلوا على من يوصل لهم المعلومة بطريقة أخرى غير القراءة. وفيما يأتي نص حوار (صدى العلوم) مع سموه: * شاهدتم المعرض الدولي لكتاب الطفل الذي نظّمته الواحة بالتعاون مع أمانة مدينة الرياض في عزيزية مول مؤخراً .. كيف ترى أهمية هذا المعرض في وقت تشهد فيه الساحة عزوفاً من الكبار عن القراءة فضلاً عن الصغار؟ - في رأيي أنّ المرحلة التي نمر بها والتي يقل فيها الاهتمام بالقراءة ستكون فترة مؤقتة نتجت من المنافسة الحاصلة من قنوات إيصال المعلومة مثل الإعلام المرئي. ولا شك أنّ إقامة معرض يستهدف الطفل فكرة جيدة في محاولة توجيه الأطفال إلى أهمية وحب القراءة، وغرسها فيهم لأهميتها .. ولكون الفائدة من القراءة لا يمكن تعويضها بغيرها من الوسائل، فالأطفال إذا غُرس فيهم حب القراءة فإنّه حري أن يستمر معهم هذا الحب حين يشبون ويكبرون. * هل يواجه الطفل السعودي خطراً عولمياً وفكرياً؟ - كيف يكمن مواجهة ذلك الخطر إن وجد؟ لا شك أنّ الطفل ضمن منظومة الأُسرة بكافة أعمارها يواجه انفتاحاً عالمياً على الثقافات المختلفة، ولكن من الضروري أن نوفر للطفل السعودي البديل الكامل والكافي الذي يغنيه عن استخدام المادة الثقافية الغازية وغير المقبولة. ومن واجبنا كذلك فلترة ما يصل إلى الطفل المسلم مما يتعارض مع مبادئه وأخلاقه، ومما يمكن أن يؤثِّر سلباً عليه .. لأنّ الطفل في هذه المرحلة لا يمكن أن يميز كثيراً بين المناسب وغير المناسب. وهذا الاتجاه موجود لدى كثير من الثقافات حتى الثقافات غير المحافظة، فنحن من باب أولى يجب أن نهتم بانتقاء ثقافتنا وديننا، وأن نبذل في ذلك الكثير لسد أيّ عجز في هذا الجانب. * ماذا يمكن أن يقال عن وسائل التعليم بالترفيه، هل تراها في وقتنا الراهن مدخلاً إلى تنمية المعرف لدى الناشئة؟ - لا شك أنّ التعليم بالترفيه يُعَدُّ مدخلاً مهماً إلى تنمية المعارف لدى الناشئة. لكن يجب ألاّ ينافس تنمية حب القراءة والاطلاع. فالتخوُّف وارد من أن يتعود الجيل على أساليب التعليم بالترفيه، حتى يصبح عاجزاً عن تلقِّي المعلومة وفهمها عن طريق القراءة، وهذا مما أرى بوادره اليوم .. فالناشئة في يومنا هذا أصبحوا يملّون القراءة من الكتاب المدرسي ويحاولون أن يحصلوا على من يوصل لهم المعلومة بطريقة أخرى غير القراءة. * إلى أيِّ مدى تحتاج البيئة التربوية في بلادنا إلى تعاون المهتمين في القطاعين العام والخاص، في مجالات تنمية روح الإبداع والابتكار، والمرافق التي تدعمها؟ - لا بد أن يكون هناك تعاون وتكامل في خدمة هدف تنمية الإبداع والابتكار. لكن من الصعب أن يتحقق ذلك إلاّ إذا فُتح المجال لكلِّ الأطراف في تقديم ما يخدم أهدافها ويحقق لها الربح .. فالقطاع الخاص بمكن أن يستثمر في هذا الأمر إذا رأى أن هناك تشجيعاً وجدوى مما يقدم. وهناك جهة ثالثة يمكن أن تساهم في ذلك، هي المؤسسات غير الربحية، وهي في رأيي أفضل من يخدم هذا الجانب، حيث إنّها مرشحة للدعم والقبول من المجتمع، ولا تنظر إلى تقديم هذه الخدمة نظرة للربح والخسارة. * ما هو الدور المنتظر من المؤسسات التربوية في هذا الصدد، كوزارة التربية والتعليم؟ - على المؤسسات التربوية مسؤولية كبيرة فهي التي تستأثر بأكثر الوقت المتاح للتعليم والتربية. وهي المخولة برعاية هذا الجانب المهم من بنية الطالب أو الطالبة. وحب القراءة يمكن أن يغرسه المعلم في الطالب منذ المرحلة الأولى من التعليم، ويمكن للمدرسة أن تصقل وتنمي في الطالب العادات الجيدة في التعلُّم. وتكامل التعليم والتربية من أهم مسؤوليات المدرسة .. فحب القراءة يأتي من الممارسة في المقررات الدراسية أيّاً كانت هذا المقررات، فتعويد الطالب على كثرة القراءة ومن ثم السرعة فيها وقدرته على الفهم الذاتي.