كلما التقي بصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن بدر بن سعود بن عبد العزيز رئيس الاتحاد السعودي لكرة السلة يأخذنا الحديث ولو لبعض الوقت عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وسيرته العطرة، يقول الأمير طلال: إن كل من تعامل مع الأمير سلطان بن فهد يرى في وجهه الخير والطيبة والاستعداد التام للوقوف مع الإنسان في أفراحه وأتراحه وآماله وكأنه والله لم يُخلق إلا ليقف مع الناس وفي رسم الابتسامة على وجوههم. إن هذا النمط من الفلسفة في حب الآخرين تسري في دمه أينما حلَّ في داخل بيته أو حتى في مقر عمله أو سفره خارج الوطن، إنه أمير منغمس في نفسه الخير إلى أبعد الحدود. وأما على صعيد تعامله مع الموظفين في الرئاسة فأنا أعرف سموه منذ سنوات وقد تعاملت معه من خلال عملي في نادي النصر كنائب للرئيس أو من خلال عملي الحالي كرئيس للاتحاد السعودي لكرة السلة. لقد وجدت في هذا الرجل سراً غريباً وهو إجبار الآخرين على احترامه، ولا شك أن جميع الذين يعملون معه يدركون ويلمسون هذه الميزة التي يتمتع بها سموه، بل إن التعامل الراقي الذي ألمسه أنا ويلمسه جميع المسؤولين في الرئاسة أو اللجنة الأولمبية يدفعنا إلى مزيد من العمل الدؤوب والإخلاص لتحقيق المنجزات التي تليق بهذا الوطن العزيز على قلوبنا جميعاً. لا شك أن سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز هو أحد فرسان هذه البلاد وفاءً وإخلاصاً وتفانياً في العمل وهو يبذل بلا حدود من ماله ومن وقته في سبيل رفعة اسم هذا الوطن الشامخ. إن سموه ليستحق بجدارة أن يكون صانع (المجد الذهبي للرياضة السعودية) وفي هذا السياق يؤكِّد الأستاذ طلال الدامري نائب مدير عام مكتب سموه أن التعامل الراقي والأخلاق الرفيعة لسمو الأمير وقدرته على التنظيم والانضباط في التعامل معنا ومع المعاملات تجعلنا أمام إنسان غير عادي ومتميز ويستحق أعلى مراتب التقدير. والأمير عبد العزيز بن أحمد بن تركي السديري قال لي عندما التقيت به في مكتبة إن المرحلة الذهبية للرياضة السعودية تؤرّخ للأمير سلطان بن فهد، فالتأهل لكأس العالم ثلاث مرات متتالية لم يأت إلا بجهوده المتواصلة. ثم بيَّن الأمير عبد العزيز السديري أنه عرف الأمير سلطان بن فهد منذ فترات طويلة منذ أن كان في الكلية العسكرية في لندن. وقال إنه كان هو وزملاؤه يجدون فيه إنساناً صافياً نقي القلب لذا تجد الآخرين محبين له وصادقين في ودهم له، تحس أنه أخ أكثر من إحساسك بأنه صديق. لذا لا تجده يعرف التكبر أو التعالي في شخصيته، إنه جدير بالاحترام والتقدير ويستحق أعلى مراتب التكريم. ويضيف الأخ الصديق الفاضل فيصل بن حمود بن عبيد الرشيد عن شخصية سموه أن الأمير سلطان بن فهد إضافة مهمة للأسرة الرياضية العربية بصفة عامة وللأسرة السعودية بصفة خاصة وهو عنوان عريض للخير والمودة والكرم والأخلاق. والكاتب الرياضي الزميل محمد العبدي مدير التحرير في جريدة الجزيرة دائماً ما يتطرق في حديثه عن سموه بالخير فيقول إن الأمير سلطان بن فهد استثنائي في كل شيء فهو كتلة من الأخلاق والتواضع ويتسم بأدب جم وحضور في النفس وثقافة رياضية عالية ويتقبل النقد البناء. ويضيف العبدي أن جميع الإنجازات الرياضية السعودية التي تحققت للوطن باستثناء كأسي آسيا كانت بجهوده الشخصية. ويطرح محمد العبدي تفاؤلاً آخر حين همس لي في آخر لقاء التقيت به (إن الأمير سلطان بن فهد يقترب بإذن الله من تحقيق إنجاز تاريخي جديد هو وصوله بمنتخبنا للمرة الرابعة لكأس العالم على التوالي). وبهذا الإنجاز إذا تحقق يحتكر الأمير سلطان بن فهد المجد الذهبي من كل جوانبه وعلى كل الأوساط الإعلامية والرياضية تكريم هذا الرجل التاريخي في مسيرتنا الرياضية العطرة. وهنا لا بد أن أنتقل إلى مجالات أخرى كان لأمير الشباب دور مهم وإيجابي فيها وهو دعم الأدباء والمثقفين ورجال العلم وما زلت أذكر كلمات الدكتور عيسى عبد العزيز الشامخ مستشار حقوق الإنسان في وزارة الداخلية وعضو اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان في المكان، فحين تلقى دعم سموه المادي في طباعة مؤلفاته وأقام حفلاً دعا إليه أصدقاءه وبعض رجال العلم، ارتجل كلمة قال فيها: (تعوّدنا من الأمير سلطان بن فهد على صناعة الإنجازات الرياضية لهذا الوطن كما تعوّدنا منه على علاج المرضى ومساعدة الفقراء والمحتاجين، واليوم أزف إليكم خبراً جميلاً وهو تكفل سموه بطباعة ثلاثة من مؤلفاتي على حسابه، وهذه الكتب تعتبر مراجع شرعية وفقهية للباحثين والدارسين والقضاة والمحققين. إن هذا الأمير الفارس يعمل بصمت مجسداً بذلك سلوكاً دائماً يستحق منا كل ألوان التقدير والدعاء ولا شك أن في نظرات سموه لهذه الدنيا بمنظور إنساني شامل كل المعاني الجميلة يجعلنا أمام نوع مميز من الرجال أنا لا أود أن أطيل عليكم أيها الحضور، اكتفي بالقول إنه إنسان فريد في خلقه وفريد في طبعه وكرمه، لمَ لا وهو خريج جامعة والده خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه). أما عن نفسي فإنني كلما حاولت أن أطل على خلاصة تجربة الأمير سلطان بن فهد الإنسانية بتجرد أجد أنني أمام رقم صعب لا يمكن تجاوزه في سيرة الرجال على الرغم من إعجابي بشخصيات عظيمة أثَّرت في سيرة الحياة الإنسانية إلا أنني أشعر بشعور آخر وأنا أكتب عن الأمير سلطان بن فهد، ليس لكونه رمزاً ثابتاً للخير والنبل والمروءة والكرم، ومهما قيل عن هذا الرجل فلن نستطيع أن نجسد مدى إنسانيته ومروءته ورجولته وشهامته فهو في عرف الإنسانية إنسان بكل ما تعني الكلمة من معنى. وفي عرف الخيِّرين الأتقياء نقي بكل ما تعني الكلمة من معنى، وفي عرف الرياضيين رجل إنجازات من الدرجة الأولى. إن هذه النفس الكريمة وهذا الكم الكبير من الفضائل والأخلاق التي غرست بنفس سموه لا أحد يستطيع من الذين عرفوه أن يتجاهلوها. إن الأمير سلطان بن فهد شخصية تأسر جليسه، فهو قد استجمعت به صفات الرجولة الحقة وتكاملت فيه معانيها الجميلة فتجد في شخصيته نبلاً منقطع النظير وأدباً متناهي الحدود وأسلوباً مؤثِّراً وبليغاً في الحديث وتعاملاً مع الآخرين بحكمة الاحترام والتقدير وهدوء ينم عن الاتزان والعقل يزيِّن كل هذا. ولقد لمست في سموه من خلال تجربتي الطويلة معه وفاء بلا حدود للآخرين، وهو بهذا الوفاء يكون وفياً لمعدنه الأصيل ووفياً لفطرته النبيلة، لذلك لا تجده يتخلَّى أبداً عن سد احتياجات الآخرين لأنه يرى أنه التزام أدبي وإنساني تجاه الذين يعرفونه وحتى الذين لا يعرفونه، لذلك أجده في كل حالاته نسيجاً متمازجاً من البر والإحسان ومساعدة الآخرين. أما عن الصعيد الرياضي فإن أمير الشباب والرياضة حقَّق مكانة مرموقة للرياضة العربية بصفة عامة وللرياضة السعودية بصفة خاصة واستطاع من خلال ما أنجزه على الصعيد المحلي من وصول منتخبنا ثلاث مرات متتالية إلى نهائيات كأس العالم أن يصل بالرياضة السعودية إلى العالمية وهي أثرت بتأثير مباشر على جميع المنتخبات العربية بصورة إيجابية فتحسنت صورة الكرة العربية من خلال المنتخب السعودي الممثِّل لهذه المنتخبات. لقد كان سلطان بن فهد سفيراً رياضياً عربياً سعودياً من الدرجة الأولى. وأخيراً لا أستطيع أن أكتب في هذه السطور كل ما أعرف عن هذا الرجل لأنني بالتأكيد أحتاج إلى عشرات الصفحات، إنه باختصار رجل استثنائي ولقد حملت تجربته في حياته قصصاً أيضاً ربما كانت نادرة في أعمال الخير والبر ولكن سموه جعلها ممكنة ليرسم لنفسه ولتاريخه سيرة عطرة خالدة في الأذهان. سيدي احتار الناس في وصفك؛ فمنهم من وصفك بوجه السعد، وآخرون أطلقوا عليك رجل المرحلة الذهبية، وبعضهم برجل الحسم، والبعض بصانع الإنجاز والمجد الذهبي. لكنك بحق رجل استثنائي وفريد من الطراز الأول وتستحق لقب رجل كل المراحل الذهبية.