الحياة ليست مجرد نزهة.. إن فيها بروقاً ورعوداً وعواصف ولا بد لكي نظفر بالسعادة أن تكون لنا طرق فعالة في حل المشكلات.. الكاتب عبدالله الجعيثن متأثر كثيراً بمقولة عمرو بن العاص: (السعادة انجلاء الغمرات) .. وهو منذ قرأ هذه العبارة منذ سنوات وهو يحفظها ويرددها على أصدقائه حتى حفظوها مثله.. ولا زالوا يقولونها لكل صديق أو زميل يمر بمشكلة.. ويضيفون: أبشر فأنت على موعد قريب مع السعادة بمجرد انتهاء هذه المشكلة. يقول عبدالله الجعيثن عن تجربته في حل المشكلات: علمتني التجارب الطويلة أن قول عمرو بن العاص صحيح.. وان لا تكاد تلوح مشكلة في حياتي وأواجهها ثم أحلها أو تنجلي من تلقاء نفسها حتى أتنفس الصعداء وأتنسم عبير السعادة وذلك ما أحسه عمرو ووُفق في تصويره والتعبير عنه بذلك القول، ولا أكاد أشك في أن عمرا كان يطلب المشكلات طلبا ليحصل على هذا الشعور فهو الذي يقول: (عليكم بكل مزلقة مهلكة) وحين سأله معاوية قائلاً: ما بلغ من دهائك يا عمرو؟ قال: ما دخلت في شيء إلا أحسنت الخروج منه، فقال معاوية: ولكنني ما دخلت في شيء فأردت الخروج منه.. فلم يقصر دهاء عمرو عن دهاء معاوية ولكن الأول يريد عامدا الدخول في الأمور العويصة ليجد لذة الخروج منها والانتصار فيها وشعور بالسعادة بالتفوق عليها. يحسن بالإنسان وهو في غمار المشكلة الحاضرة أن يتذكر ما مر به في ماضيه من مشكلات عويصة وخاصة تلك المشكلات الكبيرة التي هي أخطر من مشكلته الآن وكيف وفقه الله إلى حلها بحيث لم تعد ذكراها تثير فيه غير الابتسام والشعور بالثقة في النفس.. إن الإنسان إذا تذكر ذلك يحس أن مشكلة اليوم مثل غيرها ستمر وتحل بإذن الله وتصبح في خبر كان.