في زحمة الأحداث وتقلباتها التي مرت وتمر بنا، وفي سياق ما يجري حولها وعلى إثرها من تحليلات تهدف إلى تشخيصها ومن ثم معالجتها، لم أسمع ولم أقرأ لأحد تخلى عن كبريائه ويعترف بعدم مقدرته على فهم ما يدور وانه لا يملك الإجابة الصحيحة على بعض الأسئلة؟! لو أخذنا على سبيل المثال ما حدث لمنتخبنا في خليجي 17، وما قيل عن أسباب إخفاقه وكيفية علاجه من رؤى وأطروحات سنجد بالرغم من كثافتها وتنوع أساليبها ومصادرها من كتاب وإداريين ومدربين أنها الأجدر والأكثر إلماماً ومعرفة بالمشكلة وأن أي واحد من هؤلاء لديه المفتاح والحل والدواء لكل داء..!! تدرون لماذا تستمر وتتنامى المشكلات، ولماذا نفشل في حلها ومعالجة آثارها والتنبؤ بوقوعها؟! لأننا بانتظار أن تأتي الحلول كلها وفي سائر القضايا الصغيرة والكبيرة من عبدالله العجلان وأمثاله ممن يلتقطون الحدث ويحاولون إيضاحه والتنويه عنه لكنهم في ذات الوقت غير معنيين وغير مؤهلين للتدخل في مهام واختصاصات غيرهم، ولا يملكون الاطلاع الكافي والتصور الكامل للمشكلة.. من الخطأ أن تتأثر القرارات وتتشكل القناعات بما يطرحه ويردده الإعلام بكل ما فيه من أهواء وتناقضات ووجهات نظر صائبة كانت أو خاطئة.. فإذا رأى كاتب أن هذا المدرب أو ذلك اللاعب ليس مناسباً فلا يعني أن رأيه صحيح وبالتالي التجاوب معه في اتخاذ قرار إلغاء عقد المدرب أو اللاعب، وهذا للأسف السبب الرئيسي في الأخطاء الدارجة التي أدت إلى استمرار ظاهرة تطاير مئات المدربين وعدم الاستفادة منهم على مستوى الأندية والمنتخبات.. القرارات السليمة والمجدية هي النابعة من خبرات وعقول متخصصة ومراكز دراسات وأبحاث تفهم الواقع وتقرأ المستقبل، وليست تلك التي تحركها الانفعالات وتتحكم بها ردود الأفعال..!! من يكتشف العلة؟! شخصياً لا أعرف من أين ومتى وكيف تبدأ عملية الإصلاح والتصحيح، وهل الخلل الحقيقي يكمن في اتحاد الكرة أم في الأندية أم في التحكيم أو أنه الإعلام أو بسبب الاحتراف أم في شح الموارد المالية أم في غياب الرياضة المدرسية أم بتأثير مباشر من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وكذلك السياسية المحيطة بنا.. أم في هذه كلها مجتمعة؟! في المقابل قد لا تكون الأمور بهذا الشكل المتشائم الذي نراه ونتصوره ونبالغ في الحديث عنه، ولعله خلل طارئ ووضع طبيعي لا بد منه سيزول مع مرور الوقت لتعود الأشياء إلى مسارها الصحيح الذي كنا عليه وأحرزنا بموجبه أجمل وأقوى وأغلى الإنجازات السعودية. وبين هذه وتلك يبقى الأمر مثار بحث وفحص وأخذ ورد، وما لم يخضع لدراسات عميقة وشاملة تخوض في كل المسائل وتناقش مختلف القضايا، أقول بدون هذه لن نكتشف الحقيقة ولن نتوصل إلى نتيجة كافية ومقنعة وقادرة على رسم وصياغة المرحلة الجديدة والمتطورة للكرة السعودية. التصحيح يبدأ من منشآت الطائي! لا أعلم أن كان خبر اعتماد منشآت نادي الطائي صحيحاً أم أنه لا يختلف عما سبق ترويجه مرات ومرات في السنوات الماضية، فيصير هذا الأخير عبارة عن تخدير لا يلبث أن يزول ويطير في الهواء..!! على أية حال، موضوع منشآت نادي الطائي باعتباره - أي الطائي - النادي الممتاز الوحيد الذي لا يملك مقراً نموذجياً كباقي الأندية الممتازة ومعها عدد غير قليل من أندية الدرجة الأولى والثانية وأيضاً الثالثة (!!)، موضوع كهذا يبرز أمامنا كنموذج اختبار لإثبات جدية ومصداقية هل نسير على طريق التصحيح أم لا..؟! نعم، إذا لم نكافئ الطائي على ما قدمه لنفسه ووطنه من مبادئ ورجال ونجوم ليس آخرهم الحكم الدولي علي المطلق، وإذا لم نستثمر بيئة إبداعه ونطور مقدراته بتوفير منشآت نموذجية متكاملة تزيد من كمية إنتاجه وحجم إسهاماته لوطنه، إذا لم نمنحه الحق المشروع له فهذا يعني أن هنالك خطأ فادحاً يؤثر سلبياً على عموم الخطوات، ويؤكد أن التعامل مع المشكلات والقضايا الرياضية الأخرى سيكون بنفس الخطأ الإجرائي الذي منع الطائي وحرمه من الحصول على منشآته..!! العلاج بالأوهام المستوردة! حول كيفية وأسلوب مناقشة ما جرى بعد الدوحة، وتعليقاً على فقرة صغيرة كتبتها الأسبوع الماضي هكذا (فكونا من تنظيرات وخيالات وأكاذيب (في أوروبا والدول المتقدمة)، تلقيت اتصالاً من الأستاذ إبراهيم السيوفي يؤيد فيه ما ذكرته ويرى أن هذه الرؤية المقتضبة تحتاج لشيء من التوسع والشرح والتفصيل نظراً لأهميتها، ولأنني على يقين بأن الأخ السيوفي لديه إلمام بهذا الجانب اكتسبه من النجاحات الكبيرة التي كان عليها فريق النجمة أثناء إشرافه الإداري على الفريق فإنني أعيد طرح الفكرة وفق تصورات جديرة بالاهتمام من رجل عانى وعايش الشأن الكروي والهم الإداري، ويتمتع بخبرة تؤهله لتقديم أفكاره بصورة كنا نتمنى الاستفادة منها في لجان اتحاد الكرة.. المهم أن الأستاذ إبراهيم السيوفي يرى أن التحركات والقياسات وكذلك الانطباعات يجب أن تنطلق من أرض الواقع وحسب ظروفنا وإمكانياتنا ومكوناتنا، لا أن يتم تجاهلها وتجاوزها إلى حيث الاستعراض والتغني بما تنعم به دول غربية تختلف عنا في كل شيء.. ثم إن القول بأن الدوري الإيطالي متطور والاحتراف في إسبانيا منضبط والتحكيم في إنجلترا دقيق وحازم وغير ذلك من معلومات لا تقدم حلاً وليست معياراً يمكن الاعتماد عليه في معالجة قضايانا الخاصة بنا وحدنا، بقدر ما تضعها في دوامة لا تنتهي..!! من غير اللائق بل من الغباء أن يطالب أحدهم بتطبيق جميع بنود وتعليمات وشروط الاحتراف في إسبانيا على المحترفين لدينا، أو بنقل نظام الخصخصة من أوروبا ومن دول المؤسسات إلى أنديتنا هكذا بجرة قلم وبمعزل عن طبائعنا وأسلوب حياتنا ومستوى ثقافتنا ودون الاهتمام ببقية مشاكلنا.. العبرة ليست في ترديد معلومات ومصطلحات وممارسات أجنبية الكل يدركها وعلى علم بها ومن المستحيل تطبيقها على واقعنا، وإنما في تقديم رؤية متوازنة صادقة وموضوعية بنكهة ومواصفات سعودية..!! غرغرة * الطائيون يثمنون لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز اهتمامه وحماسه من أجل اعتماد منشآت ناديهم. * رحم الله سعد الدوسري، وباسم المحبة والطيبة والإنسانية نتوجه بكل الشكر لأصحاب المواقف الرائعة والإسهامات الخيرة لتخفيف أحزان وآلام أسرة الفقيد. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان. * فرق كبير بين العقلية الراقية للأستاذ منصور البلوي وما تفرزه بعض الأقلام المتشنجة والمحسوبة على الاتحاد..! * أمام الطائي فرصة نادرة قد لا تتكرر لبلوغ المربع الذهبي، فهل يستثمرها أم يكتفي بطموح البقاء..؟! * الهجوم على الهلال عادة قديمة يتوارثها الباحثون عن الشهرة الفاسدة أو من لديهم عقدة النقص وآفة الاضطراب..!! * يحللون لأنفسهم شتم خلق الله ليلاً ونهاراً، ويحرمون على غيرهم التصريح أو حتى التلميح بكلمة نقد واحدة..!! * عدم الاستقرار إدارياً وفنياً سيضع الجبلين في مأزق حرج يصعب الخروج منه بسلام..! * قبل أن تصل الأمور وتتطور الانفعالات إلى نتائج سيئة وخطيرة، نتمنى - مرة أخرى - عدم السماح لرؤساء الأندية بالتواجد على دكة الاحتياط..!!