إنسانية سمو ولي العهد تلحق السياميتين البولنديتين بقطار إنجازات الشؤون الصحية بالحرس الوطني

تصلان الرياض الأحد القادم والفحوص الطبية تستغرق 3 أسابيع

في بادرة إنسانية معتادة وتجاوباً مع استغاثة أسرة بولندية لديها طفلتان سياميتان ملتصقتان لم تقو على تكلفة عملية الفصل التي تفوق مقدرة الأسرة محدودة الدخل، ومن خلال متابعة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية بولندا أسامة السنوسي، أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بعلاج الطفلتين على نفقة سموه - حفظه الله - ، في عمل ليس بمستغرب عن سموه الكريم الذي كان له أيادٍ بيضاء في مثل هذه المواقف وما يشهده تاريخ الشؤون الصحية بالحرس الوطني بذلك.
(الجزيرة) انفردت بعدد من المقالات التي نشرت في إحدى الصحف البولندية ذات الانتشار الواسع وصور أشعة تظهر أماكن الالتصاق.
*****
عمل إنساني نادر
وصفت الصحيفة البولندية (غازيتا فيبورتشا) ذات الانتشار الواسع في بولندا بأن ما قام به صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني من مكرمة تتضمن تكفل سموه الكريم بتغطية تكاليف عملية فصل الطفلتين السياميتين البولنديتين (داريا وأولغا) على نفقة سموه - حفظه الله - بأنه عمل إنساني نادر الحدوث، وقالت بأنه مثل حكايات ألف ليلة وليلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه البادرة الإنسانية من سمو ولي العهد - حفظه الله - ليست الأولى، فقد قام سموه الكريم بالتكفل بعمليات فصل لأربعة توائم سياميين من الفلبين والسودان ومصر وماليزيا وجميعها تكللت بالنجاح الباهر بفضل الله سبحانه وتعالى.
تجدر الإشارة بأن الطفلتين السياميتين البولنديتين سوف تصلان إلى الرياض يوم الأحد القادم برفقة أبويهما والطبيبة المرافقة يولانتا يجيفسكا الساعة التاسعة مساء وسوف يكون مكان الاستقبال عبر المكتب التنفيذي بمبنى المطار.
من جانبه أكد رئيس الفريق الطبي المشرف على إجراء عملية الفصل معالي الدكتور عبدالله الربيعة أن نسبة نجاح العملية 70% بناء على الفحوص الطبية الأولية وبأن الفحوص الطبية قد تستغرق نحو ثلاثة أسابيع تقريباً قبل إجراء العملية.
وقد أوضح التقرير المبدئي أن الطفلتين مشتركتان في العمود الفقري والحوض والقولون وفتحة الشرج والجهاز التناسلي واحتمال اشتراكهما في الجهاز البولي.
(الجزيرة) فتحت ملف عمليات فصل التوائم التي أجرتها الشؤون الصحية بالحرس الوطني الثماني وهي حسب الترتيب التالي:
العملية الأولى
فصل التوأم السعودي
بداية وفي أواخر عام 1990م كانت ثمار النهضة الصحية بدأت تعطي أكلها من خلال تأهل عدد من أبناء هذا الوطن في الاختصاصات الطبية الدقيقة وكان منهم استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور عبدالله الربيعة، حيث قام مع فريق طبي بإجراء أول عملية فصل بالمملكة وذلك في 31-12- 1990م.
وفي هذه العلمية تم فصل توأم سعودي من الإناث كان ملتصقاً بمنطقة البطن واشترك بأغشية البطن وجزء من الكبد.. وتمت العملية ولله الحمد بنجاح تام.. وقد مارست الفتاتان حياتهما الطبيعية بعد الفصل الذي استغرق أربع ساعات.
حيث تشكل فريق طبي سعودي قام بإجراء الفحوص المخبرية اللازمة للتعرف على أماكن التصاق الفتاتين ومن ثم تحديد ما إذا كانت العملية ممكنة في زمن يحدده الفريق الطبي المشارك في عملية الفصل كذلك تم تحديد المدة التي قد تسبق الوقت المحدد للعملية ككل.
وقد نجحت العملية بفضل الله تعالى ونجحت بشكل لم يكن يتوقعه أحد وزمن تجاوز كل التوقعات.
العملية الثانية
فصل التوأم السوداني (سماح وهبة)
كانت سماح وهبة توأماً سودانياً قد تمت ولادتهما بالتصاق بمنطقة أسفل الصدر والبطن والحوض ولكل واحدة منهما طرف سفلي واحد وتشتركان بطرف سفلي ثالث مشوه، وكذلك تشتركان بالجهاز التناسي والبولي وفتحة الشرج والقولون والكبد، وقد تم إجراء العملية في 8-2-1992م بعد مراجعة دقيقة وإجراء فحوص طبية شاملة من فريق طبي سعودي يترأسه الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة في ثاني تجربة له وكانت أيضاً بمستشفى الملك فيصل التخصصي.
واستغرقت عملية الفصل في غرفة العمليات ثماني عشرة ساعة متواصلة تمت هذه العلمية بنجاح باهر بالرغم من خطورة حالة الفتاتين وهما الآن تمارسان حياتهما الطبيعية كالأطفال العاديين دون أي مشكلات.
العلمية الثالثة
فصل التوأم السعودي سمر وسحر
في يوم السبت 23-11-1415ه تم إدخال التوأم سمر وسحر إلى غرفة العمليات بمستشفى الملك فيصل التخصصي لإجراء عملية الفصل، حيث كانتا تعانيان من التصاق بأسفل الصدر والبطن والحوض ولديهما عيوب خلقية بالقلب وتعانيان من انسداد خلقي بفتحة الشرج المشتركة.
كما أنهما تشتركان بالكبد ونهاية الأمعاء الدقيقة والقولون والمثانة البولية وكذلك الأجهزة التناسلية، ولكل منهما كلى واحدة وطرف سفلي واحد وتشتركان بطرف سفلي ثالث مشوه.
وقد استغرقت العملية التي قام استشاري جراحة الأطفال الدكتور الربيعة وفريقه الطبي بإجرائها أربع عشرة ساعة تم فيها ولله الحمد فصلهما بنجاح.
وقد خرجت الطفلتان من المستشفى وهما بصحة جيدة وتمارسان حياتهما الطبيعية بعد ثلاثة أشهر من العملية.
العملية الرابعة
التوأم السعودي حسن وحسين
لقد كان حسن وحسين توأماً سعودياً ولدا ملتصقين بمنقطة أسفل البطن والحوض، كما أنهما يشتركان بحوض واحد وجهاز تناسلي واحد وأمعاء غليظة واحدة ومثانة بولية متصلة. كما أن اشتراكهما جزئي في الكبد ولكل منهما طرف سفلي واحد ويشتركان بطرف سفلي مشوه.
وقد كانت هناك عيوب خلقية كبيرة بقلب حسين، وقد استغرقت عملية الفصل بينهما التي أجريت في 21-1-1998م ثماني عشرة ساعة ونصف الساعة، تمت بنجاح ولله الحمد والمنة على يد فريق طبي سعودي مكون من فريق للجراحة والتخدير والتجميل يترأسه الجراح العربي الدكتور عبدالله الربيعة.
وكانت هذه التجربة للدكتور الربيعة هي الرابعة التي يتم إجراؤها في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض.
العملية الخامسة
عملية نجلاء ونسيبة
تأتي هذه العملية كواحدة من العمليات النادرة والتي تحتاج إلى مراكز طبية متخصصة وكوادر بشرية ذات مهارة خاصة لما تتمثل به هذه العملية من خصوصية تتطلب الإعداد لها بشكل جيد ومدروس وبعد الانتهاء من الاستعدادات اللازمة تم إجراء عملية الفصل في يوم 7-11- 1422ه الموافق 25-1-2002م، تم رفع أجهزة التنفس الصناعي والأنابيب التنفسية، وبعد أربعة أيام من إجراء العملية بدأت نجلاء ونسيبة بالعودة إلى الوضع الطبيعي، حيث لم تكن هناك أي مضاعفات، وبعد أيام تم نقل نجلاء ونسيبة إلى جناح الأطفال، وكانتا تتمتعان بحالة صحية جيدة. وقد حظيت هذه العملية وكذلك الطفلتان بفلتة كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حيث كانتا قد دخلتا مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بأمر من سموه الكريم وتتابع اهتمام سموه - حفظه الله - بهاتين الطفلتين.. فقد استقبلهما سموه بحنان أبوي صادق بعد مغادرتهما المستشفى.
العملية السادسة
التوأم الماليزي أحمد ومحمد
كان أحمد ومحمد توأماً ماليزياً حالتهما تعتبر من الحالات الفريدة حيث كان عمرهما حوالي خمس سنوات عند فصلهما.. إضافة إلى تعرضهما إلى محاولة فصل مسبقة خارج المملكة.
هذه العملية التي أجريت لهما خارج المملكة أضافت صعوبات عديدة في عمليات فصلهما.. إضافة إلى كون التصاقهما من أعلى الصدر والبطن والحوض.
لقد كان لكل منهما طرف سفلي واحد مشترك.. ويشتركان في طرف سفلي ثالث مشوه وصغير الحجم مما قلل مساحة الجلد لتغطية الفراغ الجراحي بعد الفصل، ويشتركان أيضاً في الكبد والأمعاء الغليظة وفتحة الشرج والجهاز التناسلي، كما أنهما يشتركان في الحوض وعظام الصدر وأغشية القلب.
وقد استمرت عملية فصلهما التي أجراها فريق طبي سعودي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بقيادة الجراح العربي الدكتور عبدالله الربيعة ثلاثاً وعشرين ساعة ونصف الساعة من العمل المتواصل بغرفة العمليات.
انتهت العملية بنجاح باهر وخرج الطفلان بعد العملية بزمن قياسي وهما الآن يعيشان حياة طبيعية هانئة.
العملية السابعة
التوأم المصري تاليا وتالين
من مصر أتت الطفلتان تاليا وتالين إنفاذاً لأمر سمو ولي العهد لإجراء عملية فصلهما، حيث كان يوم الوصول لمطار الملك خالد الدولي بالرياض 26-7-1424ه الموافق 23-9- 2003م وتم إجراء الفحوص لهما حيث أقر الدكتور عبدالله الربيعة إجراء العملية لهما صبيحة يوم السبت 8-8-1424ه الموافق 4- 10-2004 وكانت منطقة الاتصال بين التوأم المصري تاليا وتالين في أسفل الصدر والبطن مع اشتراك في الأضلع السفلية في تجويف البطن.
كما أنه يوجد اتصال بسيط في أغشية القلب وليس في القلب نفسه ووجود ثقب في قلب تالين بين البطينين ولكن لكل طفلة قلباً خاصاً بها.
وقد كان مقرراً لإجراء العملية خمس عشرة ساعة.. لكنها انتهت خلال خمس ساعات وبنجاح كبير.
شهدت هذه العملية أول عملية نقل تلفزيوني مباشر.. بالإضافة إلى تغطية إعلامية مميزة.
العملية الثامنة
التوأم الفلبيني
أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني باستقبال التوأم السيامي الفلبيني وإجراء عملية الفصل لهما بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض على حساب سموه الخاص.
وقد تم بالفعل البدء في تنفيذ أمر سموه الكريم، حيث وصل التوأم الفلبيني إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض يوم الخميس 30- 11-1424ه الموافق 22-1-2004م وتم نقلهما على الفور إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية وخلال إجراء الفحوص الطبية تبين احتياجهما إلى زيادة في الوزن وتم إخضاعهما طيلة الفترة السابقة لبرنامج غذائي.
وفي يوم الاثنين 24-1-1425ه الموافق 15-3-2004م نلتقي بكم لنسمع وأنتم ما يقرره الجراح العربي الدكتور عبدالله الربيعة وفريقه الطبي بخصوص هاتين الطفلتين اللتين ستخضعان لعملية جراحية لفصلهما.. ودعاؤنا لهما ولجراحنا العربي بالنجاح والتوفيق.