وزير الاتصالات وتقنية المعلومات يطّلع على استعدادات "زين السعودية" لموسم حج 1446ه    انطلاق معسكر أخضر السيدات في الطائف.. استعداداً لتصفيات كأس آسيا 2026    "التجارة" تضبط هواتف ذكية مغشوشة وملحقاتها    مدينة الحجاج بمنفذ "حالة عمار".. أول مشاهد العناية التي تلامس مشاعر الحجيج    "الدربي" رئيساً لمجلس إدارة الاتحاد السعودي للسهام    الرسي يُشارك في الاجتماع الوزاري بين مجلس التعاون ودول رابطة الآسيان    الجبير يستقبل نائب الأمين العام للشؤون السياسية بجهاز العمل الخارجي في الاتحاد الأوروبي    تدشين الاتحاد العربي للسياحة الرياضية لتنمية الاستثمارات السياحية مع استقطاب الكوادر السعودية    100 ألف ريال غرامة لكل من يؤوي زائري مكة دون تصريح حج    إتاحة 6 خرائط تفاعلية لمعرفة الطرق في موسم الحج    نائب أمير منطقة جازان يقوم بجولة في ديوان الإمارة    نائب أمير الشرقية يشيد بإنجاز "تجمع الشرقية الصحي" و"جمعية سند" في معرض جنيف للاختراعات.    تركي بن محمد بن فهد يُدشّن المقر الرئيس لهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية    أمير جازان يتسلم التقرير الإحصائي السنوي لقوات الأفواج بالمنطقة    المحكمة العليا تدعو لترائي هلال ذي الحجة    القيادة تهنئ رئيس جمهورية زامبيا بذكرى يوم الحرية الأفريقي    نبض الجوائز    هواوي تقدّم تغطية محسّنة عبر نظامها المتكامل من الأجهزة الذكية مع HUAWEI Care+    الصندوق العقاري يعلن آلية جديدة لصرف الدفعات التمويلية لمستفيدي "البناء الذاتي" و"أرض وقرض"    حملات توعوية لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول الحزام الناري وتعزيز التوعية بطرق الوقاية منه    الإحصاء: ارتفاع حصة الاقتصاد الرقمي 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي    بحث نماذج الأعمال في منصات الإعلام الرقمي بهيئة الصحفيين بمكة    وصول 961,903 حاجاً من الخارج حتى نهاية السبت    استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة    الطلبة السعوديون في جامعة هارفارد يحتفلون بتخريج 50 مبتعثًا من جامعات أمريكي    التدريب التقني والمهني يشارك بأكثر من (1000) مشارك ومشاركة في الحج    وصف المدن في قوافي الشعراء حنين أم أنين أبها وجدة مثالاً    انطلاق النسخة الثامنة من برنامج "جسور" لتأهيل المبتعثين في مجالات التواصل الحضاري    وزير الأوقاف اليمني ل "الرياض": تجاوزنا صعوبات التعاملات الرقمية والمالية بتفهم وتعاون الأشقاء في المملكة    روشن" : رفعنا نسبة مشاركة المرأة في المجموعة إلى 32%    قصر النظر.. مشكلة متنامية تستدعي تحركًا صحيًا ومجتمعيًا    ميزات جديدة لحواسب Apple    8654 طلبا جديدا للنفقة المستقبلية باستقطاع شهري    كواكب تزين السماء الشهر المقبل    إدمان المنصات علامة للنرجسية    النوم المتقطع يمرض القلب    مكمل غذائي يبطئ الشيخوخة    6 إرشادات لصحة نفسية جيدة    سباق الهداف وصراع الهبوط يشعلان ختام روشن    جولة الحسم في ال "بريميرليغ".. صراع أوروبا يشعل اليوم الأخير    تتويج أبطال المملكة في الجولة الماسية للمبارزة    قصف متواصل وإعاقة جهود الإنقاذ.. 79 شهيداً فلسطينياً خلال 24 ساعة    التوازن بين الطموح والنجاح    رابح صقر يشدو بجلسات "ثنايا في العُلا"    الثقافة تطلق 6 منح لتعزيز الإبداع السعودي    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل أهالي جازان المهنئين بتعيينه أميرًا للمنطقة    مدينة الحجاج ب "حالة عمار ".. خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    50 موقعًا بالمدينة لإثراء تجارب ضيوف الرحمن    معرض لتوثيق تطور وسائل نقل الحجاج    اجتماع تحضيري برئاسة مشتركة مع فرنسا لتنفيذ حل الدولتين.. السعودية: إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة    الجرام ب 49 تريليون إسترليني.. أغلى «مادة» في الكون    طائرات "درون" لتعقب مخالفي أنظمة الحج    1140 حالة ضبط في المنافذ الجمركية خلال أسبوع    ترحيل 11.5 ألف مخالف وإحالة 16 ألفاً لبعثاتهم    المخرج يسد فراغ غياب ممثل بمسرحية الأحساء    ختام مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة في الرياض..    خادم الحرمين يستضيف 1300 حاج وحاجة من 100 دولة    محمد بن عبدالرحمن.. قيادة هادئة ووقار حاضر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجيش الإسرائيلي بلا أخلاقيات
نشر في الجزيرة يوم 27 - 11 - 2004

قبل ستة أشهر نظمت مجموعة من الجنود الإسرائيليين الذين يرفضون الخدمة العسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة معرضا تحت عنوان (كسر الصمت) شكل مجموعة شهادات عن الوحشية الهائلة التي يتعامل بها الجنود الإسرائيليون مع الفلسطينيين والتي شاهدها هؤلاء الجنود بأنفسهم أثناء خدمتهم العسكرية.
وكان رد رئيس الأركان الإسرائيلي هو إرسال أفراد من الشرطة العسكرية إلى المعرض لمصادرة المواد المعروضة.
ورغم مرور ستة أشهر لم يصدر عن الجيش ما يشير إلى خروج الجيش من هذه الفضيحة بأي دروس مستفادة أو اتخاذه لخطوات قانونية لمحاسبة الأفراد الذين تورطوا في هذه الأعمال الوحشية ضد الفلسطينيين.
ونعتقد أن أي شخص شعر بالمفاجأة عندما قرأ شهادات شهود العيان التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية عن قيام الجنود الإسرائيليين بالتمثيل بجثث الفلسطينيين وإهانة المدنيين الأبرياء هو شخص ما زال يتصور أن الجيش الإسرائيلي هو أفضل جيوش العالم أخلاقا!!! ولكن الحقيقة أن الجيش الإسرائيلي مثل أي قوة احتلال في العالم يستخدم كل الوسائل غير الأخلاقية مع الشعب المحتل. وأي تصور آخر غير ذلك إنما هو نتيجة إما الجهل أو التجاهل لكل ما يحدث بالفعل في الأراضي المحتلة.
ووفقا للشهادات التي نشرتها صحيفة (يديعوت أحرونوت) ومواقع إنترنت أخرى فإن هذه الممارسات الوحشية من جانب الجنود الإسرائيليين ليست قاصرة على وحدة معينة من وحدات الجيش وإنما هي سلوك عام بين أغلب الوحدات العسكرية الإسرائيلية.
والشعار الذي يتبناه أغلب الجنود الإسرائيليون في التعامل مع الفلسطينيين هو (تأكد من قتله) أي إطلاق النار على الفلسطيني الجريح من مسافة قريبة للغاية رغم التأكد من أن هذا الجريح لم يعد يشكل تهديدا للجنود حيث يلهو الجنود بجثث الضحايا أثناء تصويرهم بالكاميرات. بل وصل الأمر إلى اللهو برأس قتيل فلسطيني مقطوع تتدلى منها سيجارة. كل هذه الأعمال الوحشية يمارسها الجيش الإسرائيلي.
إذا لم تتحرك القيادة الإسرائيلية من أجل التحقيق في مثل هذه الوقائع الرهيبة فسوف يصبح الحديث عن قانون الحرب الأخلاقية ونقاء الجيش الإسرائيلي مجرد شعارات فارغة.
وفي تعليقه على ما نشرته يديعوت أحرونوت قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجنود يعملون في ظل (واقع معقد) وهو ما يعني تفهما وتبريرا للسلوك الوحشي للجنود. ولكن الحقيقة تقول: إن الجنود الإسرائيليين يعملون في ظل واقع بسيط للغاية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. فعلى مدى عشرات السنين يتصرف الجنود والمستوطنون اليهود كما يحلو لهم في الأراضي المحتلة في حين تتراجع صورة الفلسطينيين كبشر لهم حقوقهم التي يجب احترامها.
وقد وصلت عملية تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم إلى ذروتها خلال السنوات الأربع الأخيرة وبالتالي فإن الجنود الإسرائيليين لم يعودوا يشعرون بأي احترام لروح الفلسطيني أو حتى جسده بعد قتله.
فالضابط الإسرائيلي له مطلق الحرية في هدم صف كامل من منازل الفلسطينيين واقتلاع أي مساحة من الأشجار وتدمير السيارات بالدبابات وبناء الجدران العازلة. كما يحق لهذا القائد قتل أي طفل أو مدني فلسطيني دون أن يخشى المساءلة.
والحقيقة أن امتهان جثث القتلى الفلسطينيين قضية مروعة للغاية لأنه يحدث في الوقت الذي يحرص فيه الإسرائيليون على تكريم جثث الموتى اليهود لدرجة البحث عن أي جزء من أي جثة ليهود من أجل دفنها وفقا للشعائر الدينية.
والحقيقة أن ظهور وقائع سياسية جديدة على الأرض في المناطق الفلسطينية المحتلة هو الذي يمكن أن يعيد الكرامة الإنسانية للفلسطيني في عين الإسرائيليين. ولكن إلى أن يحدث هذا يجب على الجيش الإسرائيلي العمل من أجل إيجاد مناخ جديد بين صفوفه يفرض على أفراده الالتزام بالقوانين الدولية والإنسانية. ويجب التحرك على الفور من أجل معاقبة كل من تورط في هذه الممارسات الوحشية ضد الفلسطينيين مهما كانت رتبته داخل الجيش الإسرائيلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.