لعبة الانتخابات الروسية

أضواء جاسر عبدالعزيز الجاسر

بدأ العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الروسية، وبدأ معها ايضا تراجع النسب التي كانت تعطى لفوز القائم بأعمال الرئاسة الروسية فلاديمير بوتين، والذي كانت كل المؤشرات قبل اسابيع لا تتحدث عن فوزه المؤكد فقط، بل تحاول ان تحدد النسب العليا لذلك الفوز، حيث كانت تعطيه اكثر من 60% إلا أن هذه النسبة تناقصت في الاسبوع الماضي الى 53% فقط، وامس نقلت شبكة )اورت( الروسية للتلفزيون عن احدى مؤسسات استطلاع الرأي ان عدد الذين سيدلون بأصواتهم لصالح الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين انخفض بنسبة 5% مما سيؤدي الى عدم فوزه بالجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية,
وأظهر الاستطلاع ان المرشح الاوفر حظاً للرئاسة سيحصل على 48% من الاصوات في حين كانت هذه النسبة 53% قبل اسبوع,
وسينال زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف 19% من الاصوات والاصلاحي المعارض غيرغوري يافلنسكي )يابلوكو( 4%, وأظهر الاستطلاع ان الزعيم القومي المتطرف فلاديمير جيرنوفسكي سيحصل على نسبة 4% من الأصوات ايضا,
وجرى الاستطلاع الذي شمل الفي شخص في 26 منطقة يومي 11 و12 الشهر الحالي,
ويرى المتابعون ان أسباب التراجع في شعبية بوتين، هي نفس أسباب ارتفاع شعبيته وجعله .الحصان الأول في سباق الانتخابات بعد ان كان مغمورا قبل اقل من عام، وهي حرب الشيشان، فالروس وجدوا في مغامرة بوتين في الشيشان وخوضه حربا شرسة ضد طالبي الاستقلال من الشيشانيين الذين صورتهم وسائل الاعلام الروسية الرسمية بأنهم )ارهابيون,,,( وجدوا الروس وقد دغدغت احاسيسهم المشاعر القومية، ان بوتين الحازم هو أفضل لروسيا من السياسي كجينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي او إلكسي بوديبير يوزكين زعيم حركة )الارث الروحي( او فلاديمير جيرفينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي، او غيرهم من الذين رشحوا انفسهم وهم لا يملكون حظوظا في الفوز,
ويحدد المحللون للأوضاع الروسية أن المنافس الحقيقي لبوتين هو زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي وكان ممكنا ان يكون الضلع الثالث لمنافسه ايجني بريمكوف رئيس الحكومة الروسية الاسبق الذي عزله يلتسين، إلا ان بريمكوف فضل الانسحاب بعد أن شعر بصعود اسهم بوتين في السباق الانتخابي بعد أن شن القائم بأعمال الرئيس حربه في الشيشان، ولكن الآن وبعد ان تكشفت معلومات كثيرة عن فداحة الخسائر التي تعرض لها الروس في الشيشان ونشر أرقام الضحايا من الروس والشيشان، أخذت شعبية بوتين تتناقص مما جعل المتابعين يتشككون في قدرة بوتين على حسم نتيجة الانتخابات في الجولة الأولى، حيث سينافس غريمه زيوجانوف في الجولة الثانية، والذي قد يكون هذه المرة منافسا قويا خاصْْْْْة اذا ما استمرت شعبية بوتين في التآكل,
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني