محاضرات «المالك» هل نراها في كتاب قريباً؟

أحسنت «الجزيرة» حين نشرت النص الكامل لمحاضرة الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير التي ألقاها في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وبذلك أتاحت الجريدة لكل من لم يحضر فرصة الاطلاع عليها باعتبارها وثيقة إعلامية مهمة تؤرخ لواقع الصحافة السعودية بعين واقعية ورؤية موضوعية بعيداً عن النظرة الأكاديمية، فالمحاضر أشهر من أن يعرف وتاريخه في الصحافة طويل وقد خبر الصحافة كمحرر وتدرج في مراحلها المختلفة وصولاً لموقعه الحالي ومسؤولياته في أبرز صحيفة سعودية تركت علامات بارزة في مسيرة الصحافة السعودية.. وتكتسب المحاضرة أهمية إضافية في هذا الوقت مع تسارع الخطى لإنشاء هيئة الصحفيين السعوديين كتنظيم مهني يلم شمل العاملين في هذه المهنة الشاقة إلى جانب تزامنها مع قرب انعقاد أول مؤتمر يخص الإعلام السعودي تنظمه جمعية الاتصال والإعلام. لقد أحسن المحاضر في استعراضه لتاريخ الصحافة وما تعرضت له من ظروف مختلفة أثرت على عملها وانطلاقتها وأبان سبل تطورها..
أوضح الأستاذ المالك في محاضرته دور الصحافة في خدمة المجتمع وخلق الوعي وإيصال المعلومة وتكوين الرأي وتثقيف القراء واستعرض إيجابيات نظام المؤسسات الصحفية وشدد على أهمية قراءته بما يمنحه المزيد من القدرة على تفعيل العمل الصحفي. وإلى جانب تطرقه للصحافة السعودية تناول لمحات من واقع الصحافة العربية والمهام المنوطة بها، وطالب بمنهجية صحفية سعودية وعربية أفضل وبخطاب إعلامي فاعل يؤدي لخلق موقف عربي قوي وموحد.. وإلى ذلك أشار لقضايا صحفية مهمة كدور الصحفية السعودية وعملها وتواجدها في الميدان الإعلامي، وطالب بتوسيع فرص العمل أمامها بما يفيد المجتمع..
لقد سبق للأستاذ المالك أن ألقى محاضرة في دمشق وأمام متخصصين في الإعلام ضمهم معهد الإعداد الإعلامي التابع لوزارة الإعلام السورية، حيث تحدث عن قضايا أساسية تتعلق بالصحافة السعودية والعربية ولقيت تلك المحاضرة اهتماماً «كبيراً» من الحضور وشهدت تفاعلاً «ونقاشاً» مهماً «تماماً» كما في المحاضرة الأخيرة التي ألقاها في الرياض.
وكان الأستاذ المالك قد نشر عدة مقالات تتناول الشأن الصحفي من خلال «الجزيرة» أو في المجلات الجديدة التي قدمتها «الجزيرة» مؤخراً ضمن وثباتها الصحفية الناجحة، وهي بمجموعها المحاضرات والمقالات تشكِّل منظومة متناسقة تتحدث عن قضايا صحفية أرى من المفيد أن تجمع في كتاب تتولى مؤسسة «الجزيرة» طباعته وتوزيعه كهدية مع أحد أعدادها القادمة ليكون مرجعاً «موثقاً» لتاريخ الصحافة المحلية وآفاق تطورها والقضايا التي تهتم بها.
والكتاب بحد ذاته سيكون إضافة مهمة للمكتبة العربية التي تعاني من فقر واضح في الكتب التي تتعلق بالصحافة.. ثمة مقولة معروفة للفرنسي البير كامو وهي أن «الصحفي هو مؤرخ اللحظة» وأعتقد أن صحفياً «بحجم خالد المالك هو الأقدر على تاريخ هذه المرحلة المهمة من حياة الصحافة السعودية والعربية.. فهل تسعدنا «الجزيرة» قريباً بهذا الكتاب كما أسعدتنا في وثباتها السابقة والسباقة!!..