قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أمس الأحد انه يتحتم توفير وظائف لضمان بقاء 8 ،1 مليون أفغاني عادوا للبلاد خلال العام المنصرم وحتى تستمر جهود اعادة 2 ،1 مليون أفغاني آخرين خلال العام المقبل. ومنذ انهيار حركة طالبان العام الماضي عاد 8 ،1 مليون لاجيء من الخارج كما عاد نحو نصف مليون تشردوا داخل البلاد إلى منازلهم في أكبر برنامج عودة للاجئين والمشردين تنظمه الأممالمتحدة. وتفوق الاعداد التوقعات الاولية التي كانت تشير إلى 2 ،1 مليون لاجيء مما أرغم وكالات الاغاثة الانسانية على التدافع لتوفير الحاجات الضرورية للعائدين. وبعد فرحة العودة يواجه العائدون الآن ضرورة اعادة حياتهم من جديد في دولة دمرها نحو ربع قرن من الصراع وأعوام من الجفاف، ومع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر تزداد المشاكل سوءا. وتقول المفضوية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان زيادة عدد العائدين عن المتوقع ابطأ من حركة مشاريع اعادة الاعمار التي كان من شأنها ان توفر الوظائف والدخل. وقالت ماكي شينوهارا المتحدثة باسم المفوضية لرويترز ان هناك حاجة لتنفيذ مشاريع اعادة الاعمار على نطاق واسع مثل اصلاح الطرق واصلاح انظمة الري لتوفير العمل للعائدين واقناعهم بالبقاء. واستطردت: في الوقت الحالي التحدي الفوري هو مساعدة الناس خلال فصل الشتاء ثم بدء عملية لتوفير وظائف خلال فصل الربيع والا سيغادر هؤلاء الناس البلاد من جديد. وقالت انه مع حلول فصل الشتاء انخفضت اعداد العائدين بعد ان سجلت أعلى معدلاتها خلال مايو/ ايار عندما عاد أكثر من 100 ألف لاجيء خلال أسبوع مقارنة مع نحو 300 يوميا الآن وعلى الاخص من ايران. وأضافت ان العمل جار لمساعدة 550 ألف عائد قد يواجهون مصاعب خلال شهور الشتاء الحالية بتزويدهم بخيام وبطاطين ومواقد ووقود. ويشكو العائدون الذين يقيمون في خيام أو مبان دمرها القتال في كابول من عدم حصولهم على مساعدة كافية حتى الآن ويقولون انهم يصارعون للتعامل مع برودة الجو. وقالت المفوضية في بيان ان الاوضاع في أفغانستان تحسنت كثيرا خلال العام المنصرم إلا ان الامن ما زال يمثل مشكلة كما ان مئات الآلاف ما زالوا مشردين داخل البلاد. واستطردت: التغلب على آثار الحرب والجفاف واحلال السلام في أفغانستان لا يتطلب فقط استمرار جهود الشعب الافغاني وانما أيضا اهتمام المجتمع الدولي. وتسعى المفوضية لبناء 60 ألف منزل للعائدين مقابل 40 ألف منزل اقامتهم العام الحالي. وبالرغم من العدد الكبير للعائدين خلال العام المنصرم إلا ان نحو أربعة ملايين أفغاني ما زالوا خارج البلاد وبينهم مليونان في إيران و5 ،1 مليون في باكستان المجاورة.