تشهد الأحزاب السياسية الإسرائيلية حالة من الفوضى وهو ما يظهر الآن خلال اجتماعات اللجان المركزية الخاصة بحزبي العمل والليكود أكبر حزبين فى إسرائيل، وغيرهما من الأحزاب الإسرائيلية الأخرى. ولقد شهد المؤتمر العام لحزب الليكود والذي عقد الأحد الماضي العديد من الخلافات ولم يتم التوصل إلى أي قرار بشأن اقتراحات التعديل على الدستور وعلى طريقة انتخاب المرشحين لقائمة الكنيست. وقد انفض المؤتمر بعد حدوث الكثير من المشادات الكلامية والفوضى، إذ تم الإعلان عن انتهاء المؤتمر بشكل مفاجئ وقبل إجراء أي تصويت على الاقتراحات. ويتهم معسكر بنيامين نتانياهو معسكر شارون بافتعال مسرحية للمطالبة بعدم التصويت من قبل عضو الكنيست عن المستوطنات يحيئيل كوهين الذي أصيب بحالة من الاجهاد داخل القاعة وأخذ يصرخ في طريقه إلى المنصة، فتجاوب اوري شيني، ممثل شارون في رئاسة المؤتمر مع هذه المسرحية المفتعلة فصعد إلى المنصة وسارع بالدعوة إلى عدم التصويت وعدم تعديل قرارات المؤتمر السابق أي إبقاء طريقة الانتخابات كما هي، وعلى الفور ارتفعت أصوات من معسكر شارون تؤيد هذا الطلب. فسارعت رئاسة المؤتمر إلى الإعلان عن انتهاء المؤتمر في أسلوب همجي وبربري للغاية ويتهم أعضاء الليكود من أنصار نتانياهو أن معسكر شارون افتعل هذه المسرحية لخطف المؤتمر ويتهمون شارون بالتآمر على مستقبل الحزب من اجل تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية له وحاول العضو العربي في الحزب أيوب كرا الوصول إلى منصة المؤتمر بعد أن حاول استجداء الأعضاء والسماح له بالاحتفاظ بكرسيه لكنه تم انزاله عن المنصة وإغلاق الميكرفون بوجهه ومنعه من الكلام. وكان رئيس الحكومة أريئيل شارون قد القى كلمة قصيرة جدا تحدث فيها عن الأمن ورفض إقامة المعسكرات داخل الليكود والأسلوب السيئ الذي ينتهجة عدد من الأعضاء بالحزب ويبدو أن كرا قد يفقد الموقع الذي يحتله حاليا في الليكود. والذي يبدو انه سيفقده إذا ما اقر الحزب إلغاء طريقة الانتخابات القديمة التي تخصص مقاعد معينة لممثلي القطاعات المختلفة فكرا الذي يفتقد إلى قاعدة تمكنه من الفوز بمقعد في الكنيست دخل قائمة الليكود كمرشح للمنافسة على المقعد المخصص للوسط العربي اما الآن فسيضطر الى الصراع مثل غيره من نواب الليكود في سبيل الانضمام إلى القائمة.وقد طالب كرا في مؤتمر الليكود بالإبقاء على المكان المخصص لأمثاله حتى أنه قال بصوت يقارب حد البكاء لإذاعة صوت إسرائيل عقب انتهاء المؤتمر إنة حزين للغاية وسيكرر طلبه بالسماح له بالمنافسة على هذا الموقع في الحزب كما كان الآمر سابقا. وإلا سيفقد الحزب الشعبية التي يتمتع بها في الوسط العربي وكان حزب الليكود قد عقد المؤتمر الذي كان من المفروض ان يتم فيها حسم طريقة التصويت وشكل ترشيح النواب الحاليين في قائمة الليكود للكنيست المقبلة. وكان مؤتمر الليكود الأخير قد أقر أن يقوم أعضاء المؤتمر بانتخاب قائمة تضم 18 مرشحا. ومعروف أن المكانين الأول والثاني محفوظين لشارون ونتانياهو والمكان العاشر محصن لمرشحة امرأة. أي أن التنافس سيكون حول 15 مكانا فقط مما يقلل الفرص أمام العديد من المرشحين. أما بقية الأماكن فسيتم انتخابها في المناطق والقطاعات المختلفة.وطالب معسكر بنيامين نتانياهو بتوسيع قائمة المرشحين في المؤتمر الى 20 مرشحا. والسماح لأعضاء الكنيست الحاليين بالتنافس ضمن قوائم المناطق والقطاعات في حالة فشلهم داخل المؤتمر. ومن المعروف أنه تسجل حتى الآن اكثر من 158 مرشحا يتنافسون على الأماكن من 3 وحتى 40 وبالطبع سيستغل معسكر شارون هذه الانتخابات لتصفية الحسابات مع الوزراء الذين لم يؤيدوا شارون في الانتخابات التمهيدية مثل الوزيرة ليمور ليفنات وعددا من أعضاء الحزب الآخرين مثل موشيه ارينس ويهودا بن سمحون، وهو ما يؤكد على أن حالة التمزق قد استشرت داخل الحزب بصورة قد تؤدي إلى انهياره فى أي لحظة. حزب العمل ولا تختلف حالة التمزق والخلاف التي يعيشها حزب الليكود عن العمل . حيث تهدد الخلافات حزب العمل أيضا منذ مجيء عميرام متسناع لزعامة الحزب حيث يعترض عدد كبير من أعضاء الحزب ذي الأصول الشرقية «السفرديم» على تولي متسناع الألماني الأصل منصب الزعامة . وهو ما يعني عودة القيادة فى الحزب لذوي الأصول الغربية مرة أخرى، بالإضافة إلى افتقار متسناع للخبرة السياسية، وهو ما جعل عددا كبيرا من الأعضاء يرفضون ترشيح متسناع وتوليه هذا المنصب، حتى أن الحزب انقسم إلى عدد من المعسكرات مثل معسكر بنامين بن العيزر ومعسكر حاييم رامون، ولا يختلف الوضع أيضا فى الخلافات داخل أحزاب المفدال وميرتس وشعب واحد وهى أكبر الأحزاب الإسرائيلية الأمر الذى يؤكد أن الخلافات التي تشهدها هذه الأحزاب هى خلافات تعكس حالة الهرج السياسي المنتشرة على الساحة الإسرائيلية.