شرف الله المملكة العربية السعودية.. بأن جعلها مهبط الوحي وقبلة المسلمين.. وارض الحرمين الشريفين.. حباها الله بخيرات كثيرة.. كما انعم على اهلها من تلك الخيرات وانطلاقا من المثل والمبادىء الاسلامية التي تدعو دائما الى التكافل والترابط بين افراد هذا المجتمع تحث على احترام انسانية الانسان مهما كان.. عرقه او ديانته. المملكة مشهود لها بتاريخها العريق لم تقف عند حدود معينة او فواصل زمنية بل تخطت مراحل حضارية شاسعة في مختلف المجالات.. وتفرعت المؤسسات.. الحكومية الخيرية.. والخاصة بزيادة ملحوظة.. وكان من متطلبات هذا التطور الحضاري وكبر حجمه واتساع آفاقه ازداد الاهتمام بانشاء الجمعيات الخيرية باعتبارها.. اداة فعالة في بناء كيان هذا المجتمع فان الجمعيات بسياستها واهدافها.. وطرقها وأساليب ادارتها تعتبر من غير شك الوسيلة المجدية.. اكثر من غيرها في تحقيق هذا الهدف الاسمى حتى اصبحت في الوقت الحاضر تشمل جميع جوانب الحياة وتتناول جميع العلاقات.. الاجتماعية والانسانية.. ولم تعد قاصرة على مجال نشاطها الخاص بالتعويضات التي تقدمها.. للمتضررين والعاطلين عن العمل.. والعاجزين.. وايواء الايتام وهي كغيرها من المؤسسات الحضارية التي تتأثر بما يجري في هذا المجتمع من تطورات وتغيرات وفي الوقت نفسه تؤثر في تطويرها الى ارقى المستويات الانجازية.. فالى جانب الجمعيات.. هناك مراكز الرعاية والتأهيل التي تقدم خدمات خاصة.. وتختلف هذه المراكز عن المستشفيات والعيادات.. من حيث اهدافها.. وتكوينها.. والوسائل المتوافرة والمتنوعة والتي تتفق في عملها الوقائي.. والعلاجي.. ووجود اسرة من المتخصصين النفسيين.. والاجتماعيين.. والتأهيل البدني.. وطب الأطفال.. واللعب العلاجي.. ففي ذات الوقت هي مكان لدراسة تسير وفق خطط ومناهج خاصة ومحددة.. ومكان لمزاولة نشاطات التكيف النفسي.. والاجتماعي.. يتلقى الطفل تعليما متناسبا مع قدراته.. وامكانياته البدنية.. وفق ما اوضحته وسائل التشخيص ونظرا لاهمية الدور الذي تقوم به كان من الضروري الاهتمام بفئة خاصة من فئات المجتمع.. حرموا بارادة الله سبحانه وتعالى من بعض النعم والمزايا.. التي ينعم بها اقرانهم الاسوياء فهم بحاجة الى وقفة انسانية.. من جميع افراد المجتمع من مختلف الطبقات ليشقوا طريقهم حسب القدرات.. والامكانيات البدنية والعقلية ليبرزوا.. وسط هذا المجتمع ليصبح لهم كيان اجتماعي علمي.. عملي.. الاعتراف بكيان في كثير من مناحي الحياة العامة بلاشك تحسنت نظرة المجتمع في الآونة الاخيرة لفلذات اكبادنا المعاقين فمن المؤكد ان ازدياد الوعي يكون له تأثير بالغ على الاهتمام بأحوالهم وسوف يوفر مثل هذا الاهتمام مزيداً من الدعم المادي والمعنوي.. والمؤازرة والتشجيع للمضي قدما في اداء رسالتها الانسانية.. ومن المعروف.. ان تكون حكومة خادم الحرمين الشريفين.. وولي عهده الامين.. وصاحب السمو الملكي الامير سلطان، يولون اهتماماً بالغاً وحرصا شديدا بتقديم العون وذلك لما عرف عن المملكة.. ورجالها.. من دعم من خلال المساعدات المالية والعينية التي يقدمونها.. بسخاء من اجل هذا الهدف النبيل لاشك ان جميع العاملين في مجال رعاية المعاقين على مختلف مستوياتهم العملية .. ومكانتهم الاجتماعية ينظرون بكل اعتزاز وفخر.. لتلك الاعمال الخيرية.. وفي مقدمة تلك الاعمال.. انشاء مدينة الامير سلطان الخيرية.. فهي ترتكز في انطلاقتها على رجال بذلوا جهودا مضنية وأعمالاً جليلة من خيرة ابناء الوطن.. لتحتل هذه الجهود دوراً رائداً وفعالاً من جانب آخر يؤكد صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان كل الدعم والمساندة لتحقق اهدافها.. التي خطت لها منذ بداياتها.. وكل ذلك لا يتم الا بالتنسيق والتعاون بين جميع الجمعيات.. والمراكز ضرورة حتمية حتي تتضافر الجهود ويتحقق الهدف المرجو.. فكما كان هناك تنسيق وتعاون بين الجمعيات عظم دورها وعلى ضوء.. ما تتمتع به الجمعية السعودية لرعاية المعاقين بعلاقات وثيقة.. وقوية عالميا وهي حلقة تواصل وتنسيق من اجل خدمة فلذات اكبادنا. فعلى ضوء المنجزات الانسانية الاهتمام بالكوادر الوطنية وتدريبهم على مختلف مستوياتهم على تطبيق الخطوات.. العلمية.. والعملية التي ازدادت اهميتها في السنوات الاخيرة واتساع دورها في المنظمات الدولية المختلفة التي تتطلب ان يكونوا ملمين الماما تاما بما يحيط بجميع اطرافه.. وقد جعلت الرعاية شديدي العناية.. والحرص بهذا الضرب من العلمي.. والعملي وحتى تأتي بالثمار المرجوة كان لابد من: 1- تطوير وتنمية قدرات.. خريجات التربية الخاصة وجميع العاملين. 2- توفير الدوافع والحوافز وتنمية الرغبة في العمل الحيوي الشاق. 3- الاهتمام بتدريس المناهج في العلوم الانسانية والاجتماعية وبعض المناهج الخاصة بذلك. 4- تنمية القدرات على التحليل والمقارنة والتطبيق الفعال. 5- اعطائهم المجال على الفهم.. والاستيعاب لنفسية الفئات الخاصة المعتمدة واستخلاص النتائج. 6- تنمية قيمة اتجاهاته نحو الافضل. لذلك نأمل من اي فتاة سعودية.. ان تستأنف نشاطها الحيوي في اداء واجبها الانساني المنوط بها تجاه امتها من خلال توظيف طاقاتها وطموحاتها.. توظيف امثل من اجل تحقيق النمو الحضاري.. وان كان لنا.. من شيء نذكر به او نعيد الذكر به.. في هذا المجال فإن مساهمة المجتمع.. والاسرة والمؤسسات التعليمية.. ووسائل الاعلام المختلفة يجب ان تتولى الرعاية.. بالفئات الخاصة والاهتمام بها. والجدير بالذكر ان قضية الرعاية .. قضية اجتماعية تمس المجتمع كله وتقع مسؤوليته على الجميع وليس مؤسسة واحدة..