النصر يؤمن مشاركته في السوبر السعودي    6 شروط للقبول في البرنامج التدريبي لتأهيل قائدات قطار الحرمين    عباس يدعو لدولة فلسطينية تجمع غزة والضفة والقدس    وزير الاقتصاد والتخطيط: المملكة أوجدت العديد من الفرص التنموية    نائب وزير الخارجية يستقبل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي    تدشين فعاليات أسبوع البيئة بالقصيم    السعودية ترسم خارطة جديدة للسياحة الصحية العالمية    محافظ خميس مشيط يدشن مبادرة "حياة" في ثانوية الصديق بالمحافظة    رئيس مجلس الوزراء العراقي يصل الرياض    إلزام موظفي الحكومة بالزي الوطني    "واحة الإعلام".. ابتكار لتغطية المناسبات الكبرى    أمطار تؤدي لجريان السيول بعدد من المناطق    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    أرباح شركات التأمين تقفز %1211 في 2023    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    لرفع الوعي المجتمعي.. تدشين «أسبوع البيئة» اليوم    أمين عام «أوبك»: نهاية النفط لا تلوح في الأفق    إحالة الشكاوى الكيدية لأصحاب المركبات المتضررة للقضاء    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    «هندوراس»: إعفاء المواطنين السعوديين من تأشيرة الدخول    وزير الإعلام ووزير العمل الأرمني يبحثان أوجه التعاون في المجالات الإعلامية    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    العرض الإخباري التلفزيوني    وادي الفن    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    مؤتمر دولي للطب المخبري في جدة    أخصائيان يكشفان ل«عكاظ».. عادات تؤدي لاضطراب النوم    4 مخاطر لاستعمال الأكياس البلاستيكية    وصمة عار حضارية    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    تجربة سعودية نوعية    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    انطلاق بطولة الروبوت العربية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    زلزال بقوة 6.1 درجات يضرب جزيرة جاوة الإندونيسية    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مجموع غازات النيتروجين والهيدروكربون على مدينة الرياض = 72 ،291 طناً يومياً
طبقة الأوزون تظل عرضة لهجوم الغازات المتصاعدة من الأرض
نشر في الجزيرة يوم 30 - 09 - 2002

إنسان مملوء قلبه بحب وطنه ومفعم وجدانه بالغيرة على طبيعته ومرافقه وسماته ومعالمه وآثاره وتراثه هو صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله انبرى يحافظ على البيئة ليكون رائداً من رواد هذا العمل الإنساني الجليل والبعيد الأثر وفي وقت نحن فيه أبناء هذه المملكة السعيدة الواسعة في أمس الحاجة إلى التفكير في بيئتنا وسلامتها والحفاظ عليها من جراء ما يعتورها من تحولات ومتغيرات نتيجة لطبيعة الحياة الحاضرة التي نعيشها وما فيها من مستجدات اقتصادية واجتماعية وصناعية وتقنية، ولذا انبثق مشروع «التوعية البيئية السعودي» للاهتمام بالبيئة وحمايتها من أخطار التلوث الذي تتبناه وزارة الدفاع والطيران من خلال برنامج التوازن الاقتصادي بالتعاون مع مصلحة الارصاد وحماية البيئة وعدد من الوزارات والإدارات والهيئات الأهلية والحكومية الأخرى. حول هذا الموضوع نحاور الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد الشعلان أستاذ الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة الملك سعود في الرياض..
مفهوم البيئة
* ما هي البيئة وكيف ارتبطت بهاجس الإنسان في حياته ومعاشه في عصره الحاضر:
تتجسد البيئة فيما يكتنف الإنسان وحياته في هذا الكون من مفاهيم ومظاهر متعددة أهمها الأرض والتربة والهواء والماء، وتمثل البيئة من حيث انمائها وتطويرها وحمايتها والحفاظ على مصادرها ومقوماتها الطبيعية والاقتصادية هاجساً عالمياً تشترك فيه جل دول العالم، ان لم يكن كل دول العالم في عصرنا الحاضر، ولقد برزت مشاكل البيئة والتفكير في ايجاد الحلول لها على مستوى عالمي منذ زمن بعيد، وإن تعددت تلك المشاكل لكنها في نهاية المطاف تلتئم في صورة واحدة وتلتقي في إطار واحد، وهي ما يرتبط بالأرض التي نوجد عليها والجو الذي نعيش فيه الهواء الذي نتنفسه والماء الذي نشربه والمصادر الاقتصادية التي نعتمد عليها بعد الله في حياتنا ومعاشنا.
ريختر وميركالي
* كيف نتعرف على المخاطر الطبيعية التي قد تصيب البيئة بالدمار واندثار المعالم وتلاشي المقومات؟
المخاطر الطبيعية التي قد تترى على البيئة هي تلك الظروف أو العوامل التي تعمل على تدمير الاقتصاد أو تسبب الوفاة للإنسان والعناصر الحياتية الأخرى التي تعيش فيها، ومن تلك الظروف تلك التي تكون خارجة عن ارادة أو تحكم الإنسان ذاته مثل الظواهر الجوية المتقلبة والفيضانات والزلازل والبراكين والجفاف والأعاصير والحرائق، أما تلك التي يكون الإنسان عادة مسؤولاً عنها وفي نطاق تحكمه فتنحصر مثلاً في تلوث المياه وتلوث الجو، كذلك التخلص غير السليم والصحي من النفايات والمخلفات السامة، كذلك المخاطر المرتبطة بفشل في الأجزاء المصنعة من أجل الحياة في البيئة مثل انهيار المباني وتداعي الجسور، كذلك التخلص غير السليم و غير المنظم لمواد خطرة مثل المواد المشعة من محطات التوليد النووية او انبعاث الغازات الكيماوية من الحاويات المنقولة سواء من السيارات أو القطارات أو البواخر أو الطائرات نتيجة التصادم أو الانقلاب أو الانفجار أو الحريق.
إن التمييز بين الكوارث الطبيعية والإنسانية التي تحدث في البيئة لذو فائدة في التمكين من توجيه الاهتمام وحصره في كيفية التصدي لتلك الكوارث والتحكم فيها وتجنب مخاطرها أو على الأقل التخفيف من آثارها البشرية والمادية والمعنوية، ولكن كيف تقاس تلك الكوارث بمعايير قياسية؟ هناك طريقتان فالأولى عن طريق التأثير الأرضي وتقيس أبعاد الكارثة بحجم الطاقة، والمعيار الثاني يرنو إلى التأثيرات ويحاول قياسها، والفرق بين هذين المعيارين يتمخض في مقياسين تم التوصل إليهما لقياس شدة الكوارث الطبيعية وتأثيراتها، فالأول يعنى بقياس المظهر الطبيعي للأرض ويحاول معرفتها بالحجم أو الطاقة، أما الآخر فيحاول التعرف على الأثر الذي تحدثه وتخلفه تلك الكوارث ومن ثم يعمد إلى قياسها، إن الفرق بين هاتين الطريقتين يمكن التعرف عليه على ضوء المقياسين اللذين تم التوصل إليهما لقياس الزلازل، فمقياس ريختر يقيس الزلازل بدلالة الطاقة المنبعثة، وهذه الطاقة تقاس بجهاز السيزموجراف وهو جهاز في غاية الحساسية جرى معايرته حيث تدل كمية الازاحة بواسطة الإبرة بداخل الجهاز على كمية الطاقة المنبعثة والمحمولة بواسطة الموجات السيزموجرافية، حيث إن القيم التي تعرف بها شدة الزلزال كبيرة جداً بدءاً من اضطراب صغير يمكن التقاطه واكتشافه عن طريق الجهاز وقد لا يدركه الحس الآدمي إلى اضطرابات عنيفة تهز المباني وتتصدع لها الأرض، لذا فإن مقياس ريختر مقياس لوغاريتمي «أي ليس خطيا» ولهذا قد يسبب أحياناً بعض الخلط وعدم الفهم في تفسير أرقامه ومعرفة دلالاتها، فمثلا قد يظن البعض ان زلزالا شدته 6 قد يساوي زلزالين شدة كل منهما 3 وهذا غير صحيح ألبتة، أما المقياس الثاني فهو مقياس ميركالي، وهذا المقياس لا يقيس الزلزال ذاته بل يقيس تأثيره في الإنسان وعلى مدى تأثيره التدميري في حياته ومنشآته، وقد يتميز مقياس ريختر على مقياس ميركالي بأن الأول له تطبيق أوسع نطاقاً أو اكثر استخداما من الثاني ذلك لثباته في أي زمان أو مكان من العالم، ولعل سيئته الوحيدة انه لا يعكس معلومات عن مدى التدمير الذي وقع لأنه قد يقع بمقياس كبير «7 مثلا» في منطقة غير آهلة بالسكان فيكون تدميره أقل من مقياس صغير «4 مثلا» ولكن وقع في منطقة ذات كثافة سكانية وعمرانية كبيرة.
التحضر والبيئة
* هل ثمة آثار رد فعلية لعمليات التحضر المتواترة على البيئة وتشويه لسماتها؟
للبدء في الإجابة عن هذا السؤال نرى ان من الأهمية بمكان ان نتعرف على مدى تأثير عمليات التحضر وكذلك التصنيع في البيئة، فبالنسبة لازدياد عدد السكان وكثافتهم فإن ذلك يساعد على انبعاث نسبة كبيرة من ثاني اكسيد الكربون وتقلص نسبة الاوكسجين في الجو كما ان المساحات الخضراء ستبدأ في التناقص بازدياد مساحات التحضر كما انه سيزداد الطلب على الماء بصفته مادة حيوية للحياة والاستقرار كما ان الكثافة السكانية لها تأثير في الحياة النفسية والصحية والاجتماعية للسكان، وبازدياد السكان فإن درجات الحرارة ستأخذ في الارتفاع كما ان الإقبال على استنزاف مصادر المياه بسبب التحضر سيزيد من تلوث البيئة، وبالنسبة إلى وسائل المواصلات فإنها ستسهم في تلوث البيئة عن طريق انبعاث الغازات من الوقود المحترق وانبعاث الأدخنة الكيماوية وبخاصة ما تحتويه من عنصر الرصاص من بعض الماكينات، هناك أيضاً ارتفاع نسبة الضوضاء والمخاطر الصحية نتيجة لذلك وما سيزيد أيضاً من نسبة تلوث الجو.
والمخاطر التي يخلفها التحضر على البيئة وبخاصة المياه، بعيدة الأثر بسبب كمية المياه العذبة والصالحة للاستعمال الكبيرة والكثيرة التي يجب توفيرها وتأمينها للسكان وما سيخلفه ذلك من كميات كبيرة أيضاً من مياه الصرف الصحي التي يجب ازاحتها والتخلص منها، وتعد مياه الصرف الصحي وكمياتها الكبيرة مسؤولة إلى حد كبير عن التلوث الذي يلحق بمياه الشرب النظيفة التي تتطلب نفقات كبيرة في تحليتها وجلبها وتوزيعها، كما ان المخلفات والنفايات التي تطرح وتتراكم في الأراضي الخلوية تشكل عاملاً أساسياً في تلوث المياه.إن تأثير الصناعة على البيئة يمثل ضرراً أخف مقارنة بالتحضر نظراً إلى أن التأثير ينحصر في مجموعة صغيرة من الاهتمامات، فبالنسبة إلى البتروكيماويات فإن الجو سيتأثر بأعمال المصافي وانبعاث الغازات السامة من المصانع، كما ان المياه ستتأثر من جراء العوادم المنطلقة من المداخن التي ربما تستقر أخيراً في مصادر المياه وتختلط بها، كما ان التخلص من النفايات الصناعية أو التسرب الذي يحدث عرضاً أو أثناء النقل أو التخزين له أثر، كما ان الحياة الطبيعية والكائنات البحرية ستتأثر قطعاً من جراء العمليات الصناعية، وفي هذا ربما القضاء على الحياة والكائنات الطبيعية، كذلك ستتأثر الصحة العامة بسبب انبعاث الغازات والملوثات السامة.
ويعد التحضر والتصنيع ظاهرتين معروفتين على نطاق عالمي واسع، فهناك الكثير والكثير من البشر يزحفون إلى المدن ويتجمعون للحياة فيها ويقطنون بها مما يزيدها كبرا واتساعا، وهذه التجمعات البشرية ذات الكثافة العالية تتطلب مياها صالحة للشرب والاستعمال كما تتطلب أيضاً هواء نقياً صالحاً للتنفس والحياة المريحة، تتطلب كذلك التخلص الصحي من النفايات التي تنجم من سير الحياة، كذلك الجاجة إلى أنظمة حديثة من شبكات المواصلات إلى جانب مرافق الترويح والترفيه.
إن صناعة الزيت ذاتها قد تسبب آثاراً سيئة على البيئة منذ البدء في البحث والتنقيب والتكرير ثم الشحن والاستخدام، فعند البحث عن مكامن الزيت سواء على الأرض أم في أعماق البحار يجب التحكم في الآبار التي يجري التنقيب عنها ومعرفتها جيداً خشية افتقادها فتكون مصدراً لتسرب الزيت الذي سيضر قطعاً بالحياة البرية أو البحرية، إن تسرب كميات من الزيت ربما تسبب ابادة الطيور ونفوقها وتلوث السواحل ينجم عنه ضرر بيولوجي مدمر على الحياة البحرية والمركبات العضوية قرب الشواطئ مثل القواقع والأسماك، إن تأثر تسرب الزيت في عمق البحر له أيضاً ضرره الفادح على الحياة البحرية والثروة السمكية، كما ان هناك مخاطر وأضرارا تنجم من تسرب الزيت أثناء إنتاج الزيت وتجميعه قبل البدء بعملية شحنه إلى المصافي ومعامل التكرير، فعند تلك المصافي والمعامل هناك احتمال لانبعاث غازات الهيدروكربون واكسيدات الكبريت ما ينجم عنه أكسدة المياه ويسبب تبعاً لذلك مشاكل في التنفس للإنسان، كذلك غاز كبريت الهيدروجين السام جدا ذو الرائحة الكريهة، كذلك غاز ثاني أكسيد الكربون، ومن المعروف ان الزيت يشحن بواسطة البواخر ذات الصهاريج الضخمة أو بواسطة الأنابيب بكميات كبيرة، و إنَّ هاتين الوسيلتين ليستا معصومتين من تلويث البيئة، ولقد سمعنا عن الكثير من حوادث غرق البواخر واصطدامها وعطبها الذي نجم عنه تلوث واسع وصل أثره إلى الشواطئ والسواحل، وقد يعد ضخ الزيت في الأنابيب أخف ضرراً على البيئة وذلك لتوافر وسائل التحكم والهيمنة عليه بشكل أكبر.
إن تأثر البيئة بالغاز الطبيعي يعد إلى حد كبير أقل ضرراً من آثار الزيت، فمثلاً انطلاق الغاز الطبيعي «الميثان» في البيئة قد يكون له تأثير بسيط في البيئة بشرط ألا يكون هناك حريق أو انفجار مصاحب له، فغاز الميثان معروف بأنه سرعان ما يتبخر ويتلاشى بسرعة في طبقات الجو مخلفاً ضرراً لا يذكر على البيئة.
الغازات السامة
* ما هو تأثير تكون بعض الغازات السامة وتراكمها مثل ثاني أكسيد الكربون؟
احد التغيرات المهمة جداً في الوقت الحاضر هو تزايد غاز ثاني أكسيد الكربون في طبقات الجو، وبلا شك فإن وجود هذا الغاز في الجو مصدره احتراق الوقود الاحفوري، وكذلك القضاء على المساحات الخضراء واساءة استخدام عناصر التربة، وهناك أيضاً غازات أخرى لها الخصائص نفسها تضاف تباعا إلى الجو المحيط، ويسفر هذا التكون بلا شك إلى تغير في أحوال الطقس والمناخ وبشكل أكثر نحو درجة حرارة أعلى، وهذا بلا شك يؤثر في حياة الإنسان المعيشية والاقتصادية، ويتم قياس نسب غاز ثاني أكسيد الكربون إلى حجم الغازات الأخرى في الجو وتعد هذه النسبة مختلفة قرب الأرض وذلك بسبب فعل النباتات الخضراء واستهلاك الوقود، وتدل البيانات والمتابعات التي تمت في هذا المجال ان نسبة هذا الغاز تتزايد بنسبة 4% في كل عقد من الزمان. وحيث ان كمية الغاز ثابتة في الكون فإن تلك الزيادات جاءت من مصادر أخرى مثل حرق الوقود المتمثل في الفحم والزيت والغاز والمخلفات الحيوانية وكذلك القضاء على الغابات والأشجار والمسطحات الخضراء.
* نسمع بظاهرة الاحتباس الحراري.. فما هي هذه الظاهرة وما علاقتها بالبيئة؟
إن ظاهرة ما يعرف بالاحتباس الحراري أو البيوت المحمية تؤثر بلا شك في درجة حرارة الجو وعلى سطح الأرض، إذ يقوم غاز ثاني أكسيد الكربون ببعث وامتصاص الأشعة عند موجات ذات أطوال محددة كما هو الحال بالنسبة إلى الأرض والجو، فإذا زاد تركيزه فإن الجو يبذل مقاومة متزايدة أمام الاشعاع المنطلق نحو الفضاء، وحيث إن الاشعاع الشمسي القادم من الشمس لا يتأثر بالتغير في تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون فإن درجات حرارة السطح سترتفع نتيجة للمقاومة المتزايدة للتدفق العائد من الفضاء، كذلك فإن تزايد نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون ستساعد في ارتفاع درجة الحرارة، ولقد قدر العلماء ان نسبة تزايد هذه النسبة في عام 2100 ستصل إلى 100% لذا فإن عدم اتخاذ إجراءات للحد من تزايد هذا الغاز سيجعل زيادة درجة واحدة في عام 2025 مقارنة بعام 1990 وثلاث درجات عند نهاية القرن الحادي والعشرين.
طبقة الأوزون
* ما هي طبقة الأوزون التي نسمع عن تأثيراتها المباشرة في البيئة وعن الخوف من تآكلها وتقلصها؟
وجود غاز الأوزون في طبقات الجو العليا ضروري لحياتنا ورفاهيتنا على سطح الأرض فهو يقوم بامتصاص كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية القاتلة القادمة من الشمس ما يجعل الحياة ممكنة على سطح الأرض، وتكون كمية الأوزون أكبر عندما تكون البقع الشمسية أعظم ، إن سبب استنزاف طبقة الأوزون يرجع إلى الأشعة الكونية وتفاعلات الضوء الكيميائية لمركبات الكلوروفلور والملوثات الكيميائية ومركبات الفريون وأكاسيد النيتروجين.
والأشعة الشمسية التي تصل إلى الأرض تنتهي عند ملامستها لسطح الكرة الأرضية بموجات متناهية في الصغر «290 X 10-9 متر، وتقوم كميات صغيرة من الأوزون (O3) الموجودة في طبقات تعلو سطح الأرض بمقدار 15 40 كم فوق سطح الأرض ، بامتصاص بعض تلك الاشعاعات ليتولد من ذلك حرارة في طبقات الجو العليا، إننا في أشد الحاجة لطبقة الأوزون لتحمينا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة بافرازات الخلايا في جلد الإنسان كما تسبب تغيرات في الجسم أو أمراضاً سرطانية، وهذه الطبقة تتكون بفعل قدرة الطاقة الكامنة في تلك الاشعاعات الشمسية بفلق ذرتي الاكسجين حيث يتحدان مرة أخرى بذرتي الاكسجين المتصاعد من الأرض والناتج من عملية التمثيل الضوئي في النباتات ولكن طبقة الأوزون تظل دائماً عرضة لهجوم متصل ومستمر من غازات كثيرة ومتعددة ومتصاعدة من الأرض. إن استمرار تآكل طبقة الأوزون يمثل مشكلة عالمية لا يستهان بها، ويمكن ان تتضافر الجهود على مستوى دولي للتصدي لها بالتعاون على تقليص الملوثات ويعتبر الغلاف الجوي أفضل منفذ للتخلص من التلوث المتصاعد من الأرض ولكن هذا لا يضمن تحلل واضمحلال بعض مكونات التلوث التي ستنتشر في الغلاف الجوي ومن ثم يتولد عنها عدم اتزان كيميائي لا يكون بمقدورنا أن نتنبأ به ولكن علينا الآن ان نتصدى له.
تلوث الهواء
* إذا كان الهواء يمثل عنصراً مهماً في حياة الإنسان فما هي إمكانية تلوثه وعدم صلاحيته؟
إن معايير تلوث الهواء لم تكن معروفة إلا منذ فترات زمنية بسيطة، وفي عصرنا الحديث أصبحت هذه المعايير تحظى باهتمام ورعاية معظم دول العالم وأضحت تلقى الكثير من العناية والاهتمام من قبل الكثير من المنظمات الدولية والمؤتمرات والندوات التي تعقد لهذا الغرض، وإذا كانت مسببات التلوث للهواء الجوي غير محددة لكننا نعد ان السيارات وحدها تسهم بنصيب لا يستهان به في تلوث البيئة والهواء بما تنفثه عوادمها كل يوم من أبخرة دخانية وملوثات كيميائية وغازات كربونية ولعل المثال التالي يبين لنا مصداقية ما ذكر في تأثير السيارات في الهواء الجوي.
مثال: يوجد بمدينة الرياض حوالي 000 ،200 ،1 سيارة مسجلة، ومن المعروف ان معدل انبعاث اكاسيد النيتروجين هو 82 ،2 جرام لكل سيارة لكل كم، ومعدل انبعاث الهيدروكربون هو 6 ،1 جرام لكل سيارة لكل كم، فإذا افترضنا ان السيارة تقطع حوالي 55كم في اليوم الواحد فإنه يمكن حساب كمية «حجم» الهيدروكربون التي سيمنى بها جو مدينة الرياض في اليوم الواحد كما يلي:
كمية أكاسيد النيتروجين المنبعث في اليوم = 82 ،2 X55 X 000 ،200 ،1 = 186120000 جرام في اليوم = 12 ،186 طناً في اليوم
كمية الهيدروكربون المنبعث في اليوم = 6 ،1 X 55 X 000 ،200 ،1 = 105600000 جرام في اليوم = 6 ،105 أطنان في اليوم
مجموع غازات النيتروجين والهيدركربون = 291072 طناً في اليوم.
فإذا كانت كمية الغازات تلك لا يتم علاجها والتخلص منها فإن الهواء يصبح غير صحي وبالتالي غير صالح للتنفس!.
* هل تشكل بعض الأجهزة والمعدات بعد نهاية عمرها التشغيلي والاستغناء عنها بعد ذلك أية آثار سيئة على البيئة، وكيف يمكن التخلص منها بعد ذلك؟
تمثل بعض الأجهزة والمعدات الكهربائية والالكترونية بعد الاستخدام وانقضاء عمرها التشغيلي والرغبة في التخلص منها أهم مصادر الأخطار المؤثرة في البيئة وبخاصة ما يتصل بصحة الإنسان وحياته نظراً إلى احتواء الكثير منها على مواد خطرة ومشعة وذات علاقة بأمراض خبيثة وخطيرة، إن جميع تلك الأجهزة لابد من إعادة تصنيعها مرة أخرى أو التخلص منها بأسلوب متبع ومنظم كما يحصل في الكثير من دول العالم منها على سبيل المثال لا الحصر السويد والدنمارك والمانيا وهولندا واستراليا واليابان، ويشكل التخلص من تلك الأجهزة والمعدات الكهربائية وبخاصة ما يحتوي منها على مواد خطرة مثل الثلاجات في عوازلها والمكيفات في غازاتها والتلفزيونات في موادها المشعة أهم هاجس للدول المصنعة لتلك الأجهزة أو المستهلكة لها، كما ان الحكومات والهيئات التشريعية في تلك الدول سعت إلى تشجيع عملية تدوير تصنيعها وليس إلى إتلافها والتخلص منها فحسب.
محطات الكهرباء
* هل بالإمكان التعرف على مدى تأثير محطات الكهرباء في البيئة وبالتالي كيفية تخطيط واختيار المواقع المناسبة لها؟
إن الغازات والأدخنة والأبخرة المنبعثة من عوادم محطات الكهرباء تسبب بلا شك أضراراً للبيئة قد تؤدي إلى تدهورها وتلفها والقضاء على عناصرها ومعالمها وجمالياتها، فعند التخطيط لإنشاء محطات كهربائية هناك جملة من الأساسيات يجب ان تؤخذ في الحسبان، فالطاقة الكهربائية مهمة في حياة الإنسان في هذا العصر لتيسير حياته من انارة وتسخين وتبريد وتشغيل أجهزة وآلات.. إلخ، ونظراً إلى تعدد أنواع المولدات وأحجامها وكفاءاتها وطرق تشغيلها واختلاف وقودها فإن اختيار النوع المناسب الذي يفي بكل الاحتياجات والأغراض قد لا يبدو سهلاً مضمون النتائج لأن هناك عدة عوامل تتصل بحياة الإنسان وبيئته التي يعيش في وسطها إذ يجب ان تكون خلوا من الضجيج والتلوث والمخاطر الصحية، وفي الدول الصناعية حيث ان للبيئة اعتداداً كبيراً هناك ضوابط ومعايير عند بناء المحطات الكهربائية والتحكم في المولدات من حيث تأثيرها في البيئة والصحة وتلوث الهواء ومظاهر الطبيعة الجمالية. فالمحطات التي تعمل بالطاقة النووية مثلا لها تأثير مباشر وغير مباشر في البيئة وحياة الإنسان فيها، فالمحطات النووية تحتاج إلى مساحات شاسعة لإنشائها وكميات هائلة من المياه لتبريدها ناهيك عن الذعر والهلع الذي سيدب في نفوس المجاورين خوفاً من كارثة محتملة إذا حدث أي تسرب نووي نتيجة خطأ إنساني أو عطل آلي، ولعل البعض لا يزال يذكر العطب الذي لحق بمحطة الطاقة النووية في جزيرة الأميال الثلاثة بولاية بنسلفانيا في أمريكا عام 1976م عندما أصاب المبرد خلل ما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة المفاعل وما صاحب ذلك من تسرب بعض الاشعاعات النووية مما حدا بالآلاف من السكان إلى النزوح بعيداً عن المناطق المجاورة للمفاعل خوفاً من التعرض لتلك الاشعاعات، كذلك حادثة المفاعل النووي في تشيرنوبل في روسيا عندما تسربت اشعاعات نووية من حاوية التفاعل النووي للمفاعل. إن تقويم مدى آثار هذه المحطات على البيئة وانعكاساتها على صحة الإنسان والكائنات الحياتية الأخرى لأمر حيوي للوصول إلى قرار سليم نحو اختيار أنسب المولدات ووقودها ومواقع بنائها فإذا كانت المحطة تعمل بالفحم أو الغاز الطبيعي كوقود فإن أول ما يخطر في البال هو تلك الغازات المنبعثة كأكسيد الكبريت والكربون والنيتروجين والذرات الدقيقة التي تتطاير في الجو فيتشبع بها، كذلك الحرارة المشعة ومخلفات الوقود وهذه بجملتها تشكل مخاطر جمة على البيئة وبالتالي على صحة المجتمع وسلامته.
* هل بالإمكان ذكر بعض المقومات الأساسية في حسابات البيئة؟
منع تلوث الهواء له أكثر كبير في الصحة وبقاء الكائنات الحية والنباتات في البيئة.
منع تلوث الماء له أثر بعيد في الحفاظ في البيئة وبقاء الكائنات الحية والنباتات في البيئة.
منع الضوضاء والاهتزازات له أثر على البيئة والكائنات التي تعيش فيها.
التخلص من النفايات بطرق فنية له أثر كبير على البيئة والكائنات الحية التي تعيش فيها.
الحفاظ على النباتات والأشجار والمجموعات والمساحات والمسطحات الخضراء.
الحد من اهدار المواد عن طريق تشجيع المصنعين وتهيئة الحوافز والتسهيلات لهم لحثهم على إعادة تصنيعها للحد من تلوث البيئة وكذلك الاستفادة من تلك المواد مرة أخرى.
إقامة وإنشاء وبناء المحميات وإنشاؤها وبناؤها للحفاظ على البيئة وإنمائها.
الحفاظ على المظهر الجمالي للبيئة المحيطة بما فيها من مناظر طبيعية وأماكن جذابة وكذلك المظهر الثقافي كالآثار والأطلال والمواقع التاريخية والمعالم الثقافية والسمات الطبيعية.
توفير عناصر الأمان والسلامة ضد الأخطار المحتملة سواء أكانت ذات منشأ طبيعي أم كانت من صنع الإنسان ذاته أو بسببه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.