زيادة طفيفة لتبرئة إسرائيل    بطولة العالم للراليات بالمملكة ل10 سنوات    المنطقة الشرقية: القبض على 5 أشخاص لترويجهم 1.7 كيلوغرام «حشيش»    وزير الأوقاف اليمني ل«عكاظ»: نثمن دور المملكة في التسهيلات المقدمة للحجاج اليمنيين    الجمهوريون يؤيدون ترمب حتى بعد حكم الإدانة    برلمانية مصرية: استئناف «جلسات الحوار» يعزز الاصطفاف الوطني لمواجهة تحديات الأمن القومي    متنزه جدر يحتضن محبي الطبيعة    البيئة تفسح 856 ألف رأس ماشية    اختتام مبادرة «حياة» للإسعافات الأولية بتعليم عسير    أمير القصيم يرعى جائزة إبراهيم العبودي.. ويُطلق «الامتناع عن التدخين»    وزير الداخلية يلتقي أهالي عسير وقيادات مكافحة المخدرات ويدشن مشروعات جديدة    د. السند يطلق مشروع الطاقة الشمسية بالأيواء    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالسويدي يُنهي معاناة «تسعينية» مع ورم سرطاني «نشط» بالقولون    اكتشاف تابوت أقوى فرعون بمصر القديمة    أمير الرياض يهنئ بطل الثلاثية    إنقاذ حياة حاج تعرض لنزيف حاد نتيجة تمزق للشريان بالمدينة المنورة    السعودية تدين محاولة إسرائيل تصنيف الأونروا منظمة إرهابية    صلاح يدعم صفوف منتخب مصر في وجود المدرب حسن للمرة الأولى    1.6 مليون مقعد على قطار الحرمين استعدادا لحج 1445    الشؤون الإسلامية في جازان تُنهي الدورة العلمية في شرح كتاب الحج    فلكية جدة: اليوم بداية موسم الأعاصير 2024    بَدْء المرحلة الثانية لتوثيق عقود التشغيل والصيانة إلكترونياً    شراكة بين المملكة و"علي بابا" لتسويق التمور    فتح التسجيل بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2024    ترحيل 13 ألف مخالف و37 ألفاً تحت "الإجراءات"    "نزاهة": توقيف 112 متهماً بقضايا فساد في 6 وزارات    منظومة النقل تطلق الدليل الإرشادي للتنقل في موسم الحج    بدء تسجيل الطلبة الراغبين في الالتحاق بمدارس التعليم المستمر    المطيري يتلقى التهاني بتخرج «لين»    تفعيل اليوم العالمي لتنمية صحة المرأة بمكتب الضمان الاجتماعي    التقليل من اللحوم الحمراء يُحسِّن صحة القلب    تقنية جديدة من نوعها لعلاج الأعصاب المقطوعة    «الداخلية»: القصاص من مواطن أنهى حياة آخر بضربه بآلة حادة        "إعمار اليمن" يضع حجر الأساس لمشروع تطوير وإعادة تأهيل منفذ الوديعة البري    اتحاد التايكوندو يختتم نهائي كأس السوبر السعودي    ‫الابتسامة تستقبل حجاج العراق في منفذ جديدة عرعر    قمة سويسرا.. إنقاذ خطة زيلينسكي أم تسليح أوكرانيا؟    تدشين أول رحلة طيران مباشرة من الدمام إلى النجف في العراق    بونو: الهلال أكثر من فريق.. وقدمنا موسماً استثنائياً    فيصل بن فرحان يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي    بن نافل: العمل في الهلال يأخذ من حياتك    جامعة الطائف ترتقي 300 مرتبة بتصنيف RUR    جهود مُكثفة لخدمة الحجاج في المنافذ    زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب جنوب غرب الصين    رياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار على مكة والمدينة    45 شاباً وشابة يتدربون على الحرف التراثية في "بيت الحرفيين"    الإعلان عن إطلاق معرض جدة للتصميم الداخلي والأثاث    سفير المملكة لدى اليابان: العلاقات السعودية اليابانية خلال السبعين السنة القادمة ستكون أكثر أهمية    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    أسعار النفط تتراجع قبيل اجتماع "أوبك+"    بونو يُبكّي رونالدو بْزَّاف    أمر ملكي بالتمديد للدكتور السجان مديراً عاماً لمعهد الإدارة العامة لمدة 4 سنوات    وزير الداخلية يدشن مشاريع أمنية بعسير    ثانوية ابن باز بعرعر تحتفي بتخريج أول دفعة مسارات الثانوية العامة    وزير الداخلية للقيادات الأمنية بجازان: جهودكم عززت الأمن في المنطقة    الأمير فهد بن سلطان: حضوري حفل التخرُّج من أعظم اللحظات في حياتي العملية    عبدالعزيز بن سعود يلتقي عدداً من المواطنين من أهالي عسير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مواقف المملكة العربية والإسلامية سبب الحملة عليها
العلاقات الأمريكية العربية.. الحقائق والأوهام « 1 - 3»
نشر في الجزيرة يوم 22 - 08 - 2002

* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور علي البلهاسي طارق محيي نجلاء صلاح الدين:
العلاقات الأمريكية العربية أصبحت على محك الأحداث وفي بؤرة الضوء وذلك بعد الحملات المعادية ضد المملكة العربية السعودية بسبب مواقفها الملتزمة بالثوابت العربية، وبعد القرارات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية ضد مصر والاتهامات الموجهة لها على خلفية قضية مركز ابن خلدون لتتصاعد درجة التوتر في العلاقات أكثر من أي وقت مضى، ورغم ان العلاقات الأمريكية العربية تمر بفترات من الشد والجذب غير ان هذه المرة اختلطت فيها الحقائق بالأوهام والمصالح بالمطامع وممارسة الضغوط والتأثير الواضح للوبي الصهيوني والدوائر المسيحية الغربية على الإدارة الأمريكية وتوجهاتها تجاه منطقة الشرق الأوسط مما أوقعها في تناقض كبير.
«الجزيرة» تفتح ملف العلاقات الأمريكية العربية وتكشف تناقضات السياسة الأمريكية ومخاطر اللوبي الصهيوني والمسيحي الغربي.
مرحلة حرجة
يرى السفير علي حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق ان العلاقات العربية الأمريكية تمر بمرحلة حرجة للغاية خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وغزو العراق، وتداعيات أحداث 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن وما تبعها من حملات مغرضة على العرب والمسلمين، وأضاف انه يمكن القول إن هذه الفترة الأخيرة «فترة حكم بوش» من أحرج مراحل العلاقات الأمريكية العربية، بداية ما يتعلق بالملف الفلسطيني استهل بوش فترة حكمه بإعلان أصاب العالم كله بالدهشة حينما أعلن انه سيترك قضية الشرق الأوسط للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي يقومان بحلها وان أمريكا ستبارك على ما يتوصل إليه الطرفان.
وأشار السفير حجازي إلى ان العالم كله يعلم ان الطرف الفلسطيني في موقف الطرف الضعيف وأكد زعماء العالم وحكماؤه ان الإدارة الأمريكية يجانبها الصواب في تركها الصراع في منطقة هامة كمنطقة الشرق الأوسط وهي الراعي الأساسي لعملية السلام وهي المسؤولة عن حل هذه القضية، وبدأ بوش الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط ولكنه وقع تحت ضغط اللوبي الصهيوني ومناصريه في الولايات المتحدة، وقد زاد الضغط مؤخراً مع قرب الانتخابات التكميلية الأمريكية أي التجديد النصفي للكونجرس، وبالطبع إدارة بوش تحتاج أصوات اليهود ودعم اللوبي لها في هذه الانتخابات الهامة، وبالتالي لمس العالم كله انصياعاً كاملاً من جانب إدارة بوش لهذه الضغوط الصهيونية.
وأضاف السفير حجازي ان هذه الضغوط التي وصلت إلى درجة إعلان رسمي من الإدارة الأمريكية برغبتها في تغيير القيادة الفلسطينية المنتخبة شرعياً بانتخابات ديمقراطية وتحت إشراف دولي وذلك بإجماع الشعب الفلسطيني صاحب القرار الأول والأخير في تغيير قيادته، مؤكداً ان الملف الفلسطيني وهو جزء أساسي من العلاقات العربية الأمريكية قد وقع بين الحق والعدل وبين الضغط الصهيوني على الإدارة الأمريكية، لدرجة ان العالم كله انقسم إلى معسكرين.. معسكر يطالب بحل عادل وشامل وتطبيق كامل لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهو اقامة الدولة الفلسطينية إلا ان أمريكا وبتحيزها التام لإسرائيل تقف دائماً في جانب إسرائيل وتساعدها على عدم تطبيق القرارات الدولية باستخدام الفيتو وتتحدى العالم والارادة الدولية.
ومن ناحية أخرى يتحدث السفير حجازي عن الملف الثاني وهو قضية غزو العراق بزعم انها تمتلك أسلحة دمار شامل وانها تقوم بمساندة الارهاب وتستضيف عناصر من القاعدة على أرضها وقد ثبت بالدليل القاطع بطلان هذه المزاعم جميعها حتى ان الدول الأوروبية جميعها استنكرت مثل هذه الاتهامات وتعارض غزو العراق، وحتى بعد ان اعلن العراق استعداده لاستقبال المفتشين الدوليين بدعوته لهانس بليكس لزيارة بغداد ومواصلة عمل لجان التفتيش التي استمرت أكثر من عشر سنوات سابقة ولم يثبت خلالها امتلاك العراق للأسلحة التي تدعيها أمريكا لكن فرق التفتيش كانت تعمل لحساب تل أبيب بدلاً من الأمم المتحدة وهو ما أثار حفيظة العراق وجعله يقاطع فرق التفتيش.
وأضاف السفير حجازي انه رغم ان العراق يجدد لأكثر من مرة دعوته لفرق التفتيش إلا ان واشنطن تؤكد دائماً ان العراق دولة شريرة ومحور شر وتشكك في نية بغداد واستعدادها للتعاون مع الأمم المتحدة، وهنا نؤكد على حق العراق في معرفة موعد رفع العقوبات الاقتصادية والسياسية والجوية وكذلك يعرف السقف الزمني للمدة التي ستقضيها فرق التفتيش على أرضه.
وأكد السفير حجازي ان هناك ارادة صهيونية تقف وراء كل هذا حتى يتم ضرب العراق وترك الملف الفلسطيني لإسرائيل تفعل فيه ما تشاء وهو ما أثار سخط بعض الكتَّاب العالميين وكذلك بعض أعضاء من الحزب الجمهوري والديمقراطي في أمريكا وأعلنوا عدم قناعتهم بالأسباب والمبررات التي تقدمها الإدارة الأمريكية لضرب العراق لأن هذه المبررات غير معززة ومدعومة بوثائق ودلائل حقيقية، رغم ذلك أعلنت كوندليزارايس انه لا خيار أمام أمريكا إلا ضرب العراق وهو ما يؤكد على مبدأ التآمر الصهيوني لصالح إسرائيل ومصالحها في المنطقة.
تحريض صهيوني
وقال السفير حجازي ان الملف الثالث وهو تداعيات أحداث 11 سبتمبر على العلاقات العربية الأمريكية وخاصة العلاقات السعودية الأمريكية لكن المعروف والواضح جلياً لكل العالم ان العلاقات السعودية الأمريكية علاقات ذات بعد تاريخي ووطيدة وتمتاز بالقوة والمصالح المتبادلة بين البلدين منذ زمن بعيد، وانه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وقفت المملكة العربية السعودية موقفاً مشرفاً من هذه الأحداث، وأدانت بشدة هذه التفجيرات وهذا الارهاب الذي يقتل الأبرياء ويدمر المصالح العامة للإنسانية، لأن هذه التفجيرات تتعارض مع روح الإسلام الذي يدعو إلى السماحة والعدل والحب والتعاون مع الآخرين.
وأضاف السفير حجازي ان المملكة العربية السعودية ممثلة في قيادتها الحكيمة استطاعت وبنجاح ان تنقل وجهة نظرها في ادانة الارهاب بهذا المنطق العاقل للرأي العام العربي والعالمي وأوضحت ان الارهاب لا يمت للدين الإسلامي ولا للدول الإسلامية بصلة وان الارهاب ظاهرة عالمية وموجودة في كل بلاد العالم ولا صلة له بدين أو وطن، وانه إذا كانت هناك بعض العناصر والأفراد المتطرفة والمتعصبة فهؤلاء بعيدون بكل حال من الأحوال عن العالم العربي والإسلامي ولا يمثلون كل الشعوب الإسلامية ولا يحسبون على الدين الإسلامي لوصمه بصفة الارهاب وإنما يجب التفريق الواضح بين الدين كرسالة سماوية وبين بعض الأفراد المتعصبين.
وأكد السفير حجازي ان الحملة المضادة والمعادية للدين الإسلامي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية صاحبة المكانة الأولى في العالمين العربي والإسلامي لأن بها الأماكن المقدسة ولما لها من إمكانيات ومكانة دولية تعطيها ثقلاً واضحاً في العالم العربي والإسلامي، هذه الحملة المغرضة بفعل التحريض الصهيوني على العالم العربي والمملكة، مضيفاً ان هذه الحملة لها أهداف مغرضة منها محاولة ادانة الدين الإسلامي عالمياً بصفة الارهاب، وكذلك الاساءة إلى العرب لأنهم كمسلمين مازالوا متخلفين يدعون إلى الجهل والثأر والدمار وهو ما له أثر بالدرجة الأولى على معاملة المسلمين والعرب معاملة سيئة في الخارج وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً ان الحملة الصهيونية لها أثر كبير على الرأي العام في الدول الأوروبية وأمريكا لما لهذا اللوبي الصهيوني من قوة وتغلغل في هذه البلاد وتأثيره على سياساتها الخارجية تجاه الدول العربية.
وأوضح السفير حجازي ان الدعوة الأخيرة المعروفة بدعوى التعويضات ليست كما قيل مرفوعة ضد المملكة العربية السعودية أو منظمات وأفراد سعوديين وإنما المقصود منها ادانة المجتمع العربي والإسلامي عالمياً ممثلاً في المملكة، وذلك لأن ضحايا تفجيرات 11 سبتمبر ليسوا فقط من الولايات المتحدة وإنما من دول وقارات مختلفة من أوروبا وآسيا وافريقيا وكذلك أمريكا اللاتينية، أي ان هذه الحملة مدبرة وهدفها الأول هو الاساءة إلى الإسلام والمسلمين والصاق تهمة الارهاب وكذلك مسؤولية هذه التفجيرات للعرب والمسلمين، وهذا ما تريده وتسعى إليه الصهيونية العالمية، لأن هذا سيحقق لها مصالحها العالمية وأهدافها الدنيئة، ورغم ان هذه الدعوى لا تستند على أدلة ومستندات حقيقية لكن مجرد اثارتها هو جزء أساسي من الحملة الصهيونية ضد المملكة لموافقتها الداعمة والمؤيدة للحق الفلسطيني ونصرة الإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم.
تحرك مدني
ويرى د. السيد عليوة أستاذ العلوم السياسية جامعة حلوان ان الهجوم الذي تتعرض له كل من المملكة العربية السعودية ومصر هو جزء من المخطط الأمريكي للهيمنة على دول العالم وفي مقدمتها منطقة الشرق الأوسط لاعتبارات استراتيجية واقتصادية ودولية، ولا شك ان كلاً من المملكة ومصر دولتان محوريتان في المنطقة لهما ثقل سياسي واقتصادي، وهذا جزء من مخطط يديره اليمين الأمريكي واللوبي الصهيوني يهدف إلى دخول المنطقة مرحلة من التفتت والتفكيك، وهذا يحقق الأهداف الأمريكية بشكل مقبول من وجهة نظرها ومرفوض من وجهة النظر العربية بالطبع.
وأضاف د. السيد عليوة ان هناك مزيداً من التشاورات بين الزعامتين السعودية والمصرية وحكومتي البلدين بشأن هذه الحملة الشرسة، بالإضافة إلى العمل الدبلوماسي من خلال جامعة الدول العربية، ويمكن ان يكون هناك مساحة واسعة لنشاط المجتمع المدني والمنظمات الأهلية والجمعيات غير الحكومية وهي تلعب الآن دوراً بارزاً على الساحة الدولية، وأشار د. عليوة إلى اننا يجب ان نعلم ان جانباً كبيراً من الحرب النفسية التي تشن على الدول العربية تأتي ليس من حكومات رسمية بل من منظمات أهلية تزعم انها تحمي حقوق الإنسان، لذلك لابد ان نأخذ في الاعتبار ضرورة تحرك المجتمع المدني لمناصرة القضايا العربية.
حملة مسعورة
ويوضح د. عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية ان الصفحات الأربع للمملكة الداخلية والعربية والإسلامية والتمسك بالشريعة الإسلامية في الداخل والخارج هي التي أثارت الأعداء كما أثارت حنق الدوائر الصهيونية وان الصفحات الناصعة هي السبب في تعرض المملكة لحملة مسعورة هدفها الواضح والصريح هو تخلي المملكة عن الثوابت والشريعة الإسلامية وتخليها عن مساندة القضية الفلسطينية وعن نصرة القضايا الإسلامية في جميع أنحاء العالم.
ويؤكد د. الأشعل ان أحداث 11 سبتمبر أشعلت الدوائر الصهيونية لكي تشير باصبع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، ويؤكد على ان الإعلام السعودي والدبلوماسية السعودية يبذلان جهوداً مخلصة في تبديد هذه الاساطير التي تنسجها الصهيونية حول المملكة ومثال على ذلك هي تصريحات المسؤولين السعوديين والمحاضرة القيمة المستنيرة التي ألقاها سفير المملكة في لندن الشاعر الكبير دكتور غازي القصيبي ونشرت في جميع وسائل الإعلام العربي، حيث رد بالايضاح والدليل على الالتباسات التي تستغلها الصهيونية في الاساءة إلى هذا الصرح الإسلامي الشامخ والذي سيظل كذلك في ظل قيادة حكيمة وهي قيادة خادم الحرمين الشريفين.
ويضيف د. الأشعل ان الجرعة في حاجة إلى المزيد كلما علت الأصوات الصهيونية دون كلل في حملتها المسعورة على المملكة، وانه لا يجوز ان تترك المملكة وحدها في الساحة، فالإعلام العربي والإسلامي مطالب بالتضامن معها، واننا لا نذيع سراً إذا قلنا ان المملكة تتعرض يومياً تقريباً لضغوط سياسية هائلة لتقليم أظافر الإسلام فيها ولمنعها من التضامن مع شهداء الحق الفلسطيني ومن الانحياز إلى الحق العربي ضد الباطل الإسرائيلي الذي تسانده الولايات المتحدة الأمريكية، فلا يكاد تخلو صحيفة أمريكية من مقال يهاجم المملكة مهاجمة صريحة بسبب تمسكها بالإسلام، بل ان هناك مطالبات واضحة بأن التحالف السعودي الأمريكي لا يجب ان يستمر طالما أصرت السعودية على مواقفها الثابتة بجانب أمتها العربية والإسلامية.ومن ناحية أخرى يقول د. الأشعل ان المملكة أعلنت انها جزء من الحملة الدولية لمكافحة الارهاب، لكن هذا الارهاب يجب ألا يتعلق بدين معين فالأديان كلها رسائل من السماء اما انحرافات أصحاب الأديان لا يجب ان تحتسب على الدين، وإذا كان الزعم الأمريكي بأن 15 شخصاً من أصل 19 شخصاً ممن نفذوا هجوم 11 سبتمبر 2001 على نيويورك سعوديون فإن هذا من ناحية زعم باطل ليس له دليل أو برهان ومن ناحية أخرى فإنه ان صح فلا يجوز ان يوصم الشعب السعودي بأكمله بتهمة الارهاب، أو يوصم الإسلام بأنه دين ارهابي، فالدين بصفة عامة رسالة الله إلى خلقه، ولا يجوز ان يستقيم إذا كان يحض على الارهاب، وهذا جهل بطبيعة الدين.
وأشار د. الأشعل إلى ان المملكة ومعها العالم العربي والإسلامي قد تمسكوا بأن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي مقاومة مشروعة وان ضحايا الاحتلال بحاجة إلى التضامن والمساندة وهذا لا يعد مطلقاً انتهاكاً للقرارات الدولية التي تحظر تمويل أو مساندة الأنشطة الارهابية، وإذا كانت واشنطن تصف المقاومة الفلسطينية بأنها ارهاب فمعنى ذلك انها لابد ان تعتبر المقاومة الأمريكية ضد الاستعمار النازي وجميع صور المقاومة تقع بذلك في قائمة الارهاب، واننا نقول انه سيظل دائماً الفرق واضحاً بين المقاومة «الحق المشروع» وبين الارهاب الذي يستهدف الأبرياء العزل، ومن هذه القاعدة لابد ان تنطلق الركيزة الأساسية للعلاقات الأمريكية العربية عامة والسعودية خاصة، حتى تستطيع هذه العلاقات ان تستمر وتنجح.
ارتباط وثيق
ويؤكد السفير إبراهيم يسري سفير مصر السابق في الجزائر ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين العلاقات الأمريكية العربية والصراع العربي الإسرائيلي، وما يحدث من شد وجذب في العلاقات العربية الأمريكية يحدث دائماً بسبب الصراع العربي الإسرائيلي ومدى التقدم في عملية السلام، فأمريكا في علاقاتها مع العرب ترعى بالدرجة الأولى مصالح إسرائيل قبل مصالحها وتنحاز إلى جانب إسرائيل ضد الدول العربية.
وأوضح السفير إبراهيم أن المهم ليس ما وصلت إليه العلاقات ولكن المهم ما هي الطرق والسبل التي يجب ان تتخذ لكي نجعل العلاقات في صالحنا، ففي البداية لابد من اتخاذ طرق جديدة وخطوات فاعلة وجادة في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي وأهم هذه الخطوات هو التوحد والاجتماع والجلوس في محادثات تقرب وجهات النظر وتطرح الخلافات جانباً ونعرف الخطر المحدق بنا ونجتمع على هدف واحد نعمل جميعاً على تحقيقه وهو قوة الأمة العربية وكرامتها، مع توسيع دائرة اللقاءات والحوار بين الزعماء وأعظم قرار اتخذه القادة العرب هو دورية انعقاد القمة العربية كل عام، مما لها من دور كبير في توحيد الآراء والتوجهات، كما يجب ان نطور القدرة الذاتية العربية التي تتمثل في إنشاء هيئة تصنيع عربية، وسوق عربية مشتركة وعملة عربية موحدة، وأيضاً اتفاقية الدفاع المشترك ومحاولة الحصول على جميع وسائل القوة والتقدم من علوم عسكرية وتكنولوجيا متطورة وهذا سيؤدي إلى تحرير الارادة العربية، ويرى السفير إبراهيم ان العلاقات الدولية عبارة عن «صراع دولي» وتدار هذه العلاقات على أساس ما نسميه علاقات القوى بين الدول وبعضها، وقد اتخذت العلاقات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر موقفاً غريباً وهو ان الدولة القوية تحصل على ما تريد والضعيفة تخسر دائماً، فمن يستطيع اقتناص شيء يأخذه، فلا توجد اخلاقيات أو قوانين فمبدأ العدل هو مبدأ القوة، فالولايات المتحدة الأمريكية القطب الأوحد في العالم وقد أدارته بوحشية رعاة البقر وجعلت من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وظائف صغيرة لموظفين عاديين تابعين لها وهو ما تستغله إسرائيل لصالحها دائماً.
وأكد السفير إبراهيم ان الأمة العربية تمتلك كل إمكانيات ومقومات القوة فهي تمتلك بعداً حضارياً فالأرض العربية مهد الحضارات والرسالات السماوية إضافة إلى غزارة الموارد الطبيعية خاصة البترول، والموقع الجغرافي المتميز الذي يتوسط العالم، وكذلك الثقل السكاني الكبير إلى جانب اسهام الأمة العربية في التقدم الحضاري وما علينا الآن هو استغلال كل الإمكانيات والوسائل المتاحة لدينا لخدمة قضايانا ومصالحنا العربية المشتركة، وان ذلك لن يحدث إلا بالإيمان والثقة بأن الأمة العربية ستنتصر إن آجلاً أم عاجلاً ذلك بفضل عمل أبنائنا الجادين والمؤمنين بتاريخها ودورها العالمي الرائد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.