النفاق خصلة مذمومة شرعا وعرفا وعقلا، لأن النفاق يعني الخداع، والتلوُّن، واعلان ما يخالف ايمان الشخص وقناعته، والمنافق خاسر في كل حالاته، يخسر نفسه التي يناقضها، ويضرب باطنها بظاهرها ويخسر من ينافقه ويظهر له خلاف ما يبطن، لأن ذلك الآخر يدرك باحساسه الحقيقة التي تقف وراء الكلمات التي يسمعها. ومشكلة المنافق انه ينافق الآخر وهو يظن ان حقيقته التي تخالف قوله تخفى على الآخر، ويتوقع ان كلامه الذي ينافق به ينطلي على الآخر ويصدقه، وهذه المشكلة هي التي تجعل المنافق مهزوما دائما، خاسرا قيمته وحياته وآخرته أيضا. قد يجيد المنافق وسائل التلفيق والتزوير، ويخدع الآخر بهذه الوسائل ولكن حبل الكذب قصير كما يقولون. لماذا يصر بعض المسلمين والعرب على أسلوب المواراة والتغطية والمداجاة والنفاق مع الغرب بعامة، وأمريكا بصفة خاصة؟ ان الأسلوب الصحيح الأمثل في هذه المرحلة الحرجة جدا من علاقتنا بالغرب هو الوضوح والصراحة التي يمكن ان تكون أساسا ثابتا تبنى عليه علاقات جادة واضحة، يعرف فيها كلُّ طرف حقيقة مكانته عند الآخر وموقعه من نفسه، لأن هذه الصراحة هي التي تريح الطرفين، وتتيح الفرصة الناجحة لبناء العلاقة على أسس واضحة تتضح بها الحدود والمعالم التي يجب على الجميع الوقوف عندها. ان حرص بعض المسلمين والعرب على أن يوضحوا للغرب انه لا خلاف بينه وبين المسلمين، ولا يصح ان نستمع الى من يتحدث عن ذلك الخلاف، ان هذا الحرص لا يخدم العلاقة بين الاتجاهين ولا يخدم المسلمين والغرب أبدا، وانما يكون سببا في ترسيخ المجاملة الكاذبة التي تخفي وراءها الخُطَط الغربية لنسف العرب والمسلمين عن طريق «الدولة الصهيونية في فلسطين»، او غيرها من الطرق السياسية والحربية التي لم تعد تخفى. ان الأجدر بنا نحن المسلمين ان نتحدث الى الآخر بوضوح لا تشوبه شائبة، وان نوضح للغرب وأمريكا الموقف الصحيح منهم، ونبين نقاط الاتفاق التي يمكن ان تتم، ونقاط الاختلاف الجذرية التي لا مناص منها. نحن - المسلمين - أصحاب الدين الاسلامي الكامل الشامل الخاتم لكل الأديان، وفيه من التعاليم والضوابط الشرعية الواضحة العادلة مع الآخرين على اختلاف أديانهم وأفكارهم ومواقعهم ما يكفي لحفظ علاقة الوئام المعقولة التي لا افراط فيها ولا تفريط. وجدير بنا ان نخاطب الآخرين من هذا المنطلق لأنه الطريق الأسلم في هذه المرحلة الخطيرة من العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في هذا العصر. الغرب بمفكريه وقادته، يدرك تماما نقاط الاختلاف والاتفاق بيننا وبينه، ويعد الكلام الاستهلاكي الذي يقوله بعض مفكري المسلمين وقادتهم من باب التمويه ولسان حال الغرب يقول: «اتظنون اننا أغبياء لا نفهمكم». يا أمة الاسلام.. النفاق محرم شرعا فكوني واضحة وضوح المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك. قولي لأعداء الاسلام والمسلمين.. هذه أنا وهذه شخصيتي، وقفي أمامهم شامخة ناصعة الجبين قائلة على هذه الأسس يمكن ان نتفاهم.. ان الغرب بقيادة أمريكا قد رسم الطريق ووجه مراكبه للوصول الى الهدف.. فماذا تصنع أمتنا الغافلة؟ اشارة يا أمة الاسلام لست عقيمة