ما زالت العملية التربوية تعيش في ظل كم هائل من المعلومات والنظريات وأصبحت عملية التفكير رهينة لها كذلك الجو الدراسي والحصص المتتالية التي تجعل ذهن الطالب شبه مشلول بحيث لا يستطيع التفكير بشكل جيد نتيجة للضغوط الدراسية وكثير من الأسئلة التي تطرح على الأساتذة من طلابهم لا تجد الاجابة الكافية بل ربما تصل الى عدم التفاعل معها من قبل بعض المدرسين مما تسبب احباطا للطالب تدفعه بالبحث عن أسئلة تحقق رغبات المعلم وهذا بلاشك سوف يقتل روح الابداع والتفكير عند الطالب. واذكر في يوم من الأيام استدعيت من قبل أستاذ مدرس الرياضيات في احدى المدارس الثانوية التي يدرس فيها ابني وقد تناقشت مع ابني ما الأمر؟ فقال كل ما في ذلك أنني قمت «بحل مسألة رياضية بطريقة غير التي تعودنا عليها من الأستاذ» مما جعله يأخذ موقفا مني. ولم أصدق ابني بذلك، وذهبت الى ذلك الأستاذ لتقصي الأمر وأداء واجبي كولي أمر بضرورة التعاون بين البيت والمدرسة وفعلا وجدت المعلم منفعلا وقال لي بالحرف الواحد: ان ابنك يدرس عند مدرس خصوصي ويحاول ان يأتي للمدرسة وكأنه «عم عنتر». فقلت طالما ان حله في المسألة صحيحا لا أعتقد ان هناك اشكالية. وحاول بطريقته الخاصة ان يقنعني ولم اقتنع بذلك وانصرفت وحاولت ان أقنع ابني بطريقة تحفظ للمدرس كرامته ولا تقتل روح الابداع عنده «عند ابني». إذاً تنمية التفكير عند الطلاب تحتاج الى برامج ودورات مكثفة ووزارة المعارف في المملكة العربية السعودية تبنت في أواخر العام الماضي بالتعاون مع مدارس الملك فيصل ورشة تعليمية يتم من خلالها تدريب المعلمين على كيفية تنمية التفكير عند الطلاب. وهذا مؤشر يبشر بمستقبل زاهر لأبناء هذا الوطن تسجل لوزيرها المحبوب معالي الأستاذ الدكتور محمد الرشيد الذي لديه من الطموحات الشيء الكثير ولكن هذا لا يمنع من تقديم بعض المقترحات المعززة للجهود التي تقوم بها وزارة المعارف والتي تتلخص فيما يلي: 1- اعداد دورات تدريبية تنمي أساليب التفكير عند المعلمين. 2- اعداد دروس نموذجية تسعى لتنمية التفكير وتدريب المعلمين على كيفية تنفيذها أثناء ممارسة العملية التعليمية لدى المتعلمين. 3- اعادة النظر في تحديد أدوار المعلمين المناطة بهم في العملية التعليمية. 4- ادراج أساليب التفكير في لائحة تقويم المعلم. 5- الدقة في اختيار المعلمين الذين سيدرسون في المرحلة الابتدائية بصفة خاصة. 6- التوسع في اعطاء الفرص للمعلمين لمواصلة تعليمهم العالي. 7- تهيئة كافة السبل الادارية والفنية والتجهيزات بالمؤسسات التعليمية في سبيل توفير بيئة مناسبة ومشجعة على ممارسة تطبيقات وأساليب تنمية التفكير. 8- بين وقت وآخر يتم اجراء دراسة لمعرفة مدى ممارسة المعلمين لأساليب التفكير مع تلاميذهم. المراجع: 1- مدى ممارسة المعلمات لأساليب التفكير العلمي مع تلميذات المرحلة الابتدائية بمنطقة الرياض التعليمية رسالة ماجستير هدى السعيد. 2- أساليب التفكير المفضلة لدى معلمي ومعلمات التعليم العام بمكة المكرمة رسالة ماجستير ناصر اللهيبي. 3- تعليم الطلاب التفكير الناقد تأليف شيت مايرز.