نائب أمير عسير: الخطاب الملكي يعكس ثقل المملكة السياسي وتجسيدها للإنسانية    أوقية الذهب تصعد الى 3645.04 دولار    نائب أمير منطقة عسير يتوّج المنتخب السعودي تحت 19 عامًا بكأس الخليج في نسخته الأولى    وزير الداخلية لنظيره القطري: القيادة وجهت بتسخير الإمكانات لدعمكم    أرامكو تصدر صكوكاً دولارية دولية    إسهاماً في تعزيز مسيرة القطاع في السعودية.. برنامج لتأهيل «خبراء المستقبل» في الأمن السيبراني    «الفطرية»: برنامج لمراقبة الشعاب المرجانية    وزير الدفاع لرئيس وزراء قطر: نقف معكم وندين الهجوم الإجرامي السافر    200 شخص اعتقلوا في أول يوم لحكومة لوكورنو.. احتجاجات واسعة في فرنسا    السعودية ترحب وتدعم انتهاج الحلول الدبلوماسية.. اتفاق بين إيران والوكالة الذرية على استئناف التعاون    المملكة تعزي قطر في وفاة أحد منسوبي قوة الأمن الداخلي جراء الاعتداء الإسرائيلي الآثم    إثارة دوري روشن تعود بانطلاق الجولة الثانية.. الاتحاد والهلال يواجهان الفتح والقادسية    هوساوي: أعتز برحلتي الجديدة مع الأهلي    الدليل «ترانسفير ماركت»    أكد أن النجاحات تحققت بفضل التعاون والتكامل.. نائب أمير مكة يطلع على خطط طوارئ الحج    نائب أمير منطقة مكة المكرمة يستقبل رئيس فريق تقييم أداء الجهات الحكومية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ    منافسة نسائية في دراما رمضان 2026    معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025.. موروث ثقافي يعزز الأثر الاجتماعي والحراك الاقتصادي    نائب أمير المنطقة الشرقية: الخطاب الملكي الكريم خارطة طريق لمستقبلٍ مشرق    اليوم الوطني.. نبراس للتنمية والأمان    حساب المواطن ثلاثة مليارات ريال لمستفيدي شهر سبتمبر    فيلانويفا يدافع عن قميص الفيحاء    باتشيكو حارساً للفتح    واشنطن تستعد لتحرّك حازم ضد موسكو    سكان غزة.. يرفضون أوامر الإخلاء ومحاولات التهجير    هيئة الشرقية تنظّم "سبل الوقاية من الابتزاز"    الكشافة السعودية تشارك في الجامبوري العالمي    مبادرات جمعية الصم تخدم ثلاثة آلاف مستفيد    العراق: الإفراج عن باحثة مختطفة منذ 2023    الفضلي يستعرض مشروعات المياه    "التعليم" توقع اتفاقية "الروبوت والرياضات اللاسلكية"    «آسان» و«الدارة» يدعمان استدامة التراث السعودي    «سلطان الخيرية» تعزز تعليم العربية في آسيا الوسطى    «الحج والعمرة» تُطلق تحدي «إعاشة ثون»    التأييد الحقيقي    "الشيخوخة الصحية" يلفت أنظار زوار فعالية العلاج الطبيعي بسيهات    إنقاذ حياة مواطنَيْن من تمزّق الحاجز البطيني    2.47 تريليون ريال عقود التمويل الإسلامي    59% يفضلون تحويل الأموال عبر التطبيقات الرقمية    الهجوم الإسرائيلي في قطر يفضح تقاعس واشنطن ويغضب الخليج    هل توقف العقوبات انتهاكات الاحتلال في غزة    المكملات بين الاستخدام الواعي والانزلاق الخفي    مُحافظ الطائف: الخطاب الملكي تجسيد رؤية القيادة لمستقبل المملكة    الأمير فهد بن جلوي توَّج الملاك الفائزين في تاسع أيام المهرجان    تعليم الطائف يعلن بدء استقبال طلبات إعادة شهادة الثانوية لعام 1447    السبع العجاف والسبع السمان: قانون التحول في مسيرة الحياة    فضيلة المستشار الشرعي بجازان: " ثمرة تماسك المجتمع تنمية الوطن وازدهاره"    نائب أمير منطقة تبوك يستعرض منجزات وأعمال لجنة تراحم بالمنطقة    ختام بطولات الموسم الثالث من الدوري السعودي للرياضات القتالية الإلكترونية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل رئيس وأعضاء جمعية الوقاية من الجريمة "أمان"    البرامج الجامعية القصيرة تمهد لجيل من الكفاءات الصحية الشابة    أمير المدينة يلتقي العلماء والمشاركين في حلقة نقاش "المزارع الوقفية"    أحلام تبدأ بروفاتها المكثفة استعدادًا لحفلها في موسم جدة    نيابة عن خادم الحرمين.. ولي العهد يُلقي الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال الشورى في الدور التشريغي 9 اليوم    "التخصصي" يفتتح جناح الأعصاب الذكي    إنتاج أول فيلم رسوم بالذكاء الاصطناعي    مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد: سلطات الاحتلال تمارس انتهاكات جسيمة ويجب محاسبتها    أهمية إدراج فحص المخدرات والأمراض النفسية قبل الزواج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع الرقم 13
نشر في الجزيرة يوم 04 - 02 - 2000

رسالة رقيقة وصلتني من الأخ الكريم: ماجد سليمان المطوع من بريدة بالقصيم يذكّرني بمقال سابق لي عن الرقم 13، الذي يتشاءم منه الغرب، وسَرَت العدوى في بعض ديار المسلمين عن طريق الإعلام أو التقليد، حتى صار هذا الرقم مقترناً بالتشاؤم، ورمزاً له في المجتمعات الغربية، مما دفع ببعضهم إلى مسحه من أرقام التعامل، بل ويشدّدون في التنفير منه فإذا أخذ أحدهم رقماً هاتفياً، تحاشى ان يبدأ أو ينتهي بثلاثة عشر، وكذا رقم السيارة والمنزل، والدور في العمارة السكنية، أو أيّ شيء في شئون التعامل العديدة، بل صدّروه بضاعة للمسلمين لكي يحاكوهم ويتابعوهم في ملّتهم.
وإجابة لطلب الأخ الكريم، أخصّص حديث اليوم لهذا الموضوع وأعده إن شاء الله في شهر أبريل وهو الرابع من السنة الميلادية ان اكتب عن كذبة ابريل، لتقترن الكتابة مع الزمن، حيث سرت العدوى لأمور كثيرة، فعدت لديار الإسلام ولها جذور في معتقدات أهل الديانات الأخرى، وهي تتوقد جذوتها بيد أبناء الاسلام، فتؤخذ تقليداً من باب المحاكاة والتقليد مع أنها من جذور الجاهلية عند العرب، أو من التنجيم لمن يؤمنون بالجبت والطاغوت,, والكاتب يجب أن يتفاعل مع القراء.
إن التشاؤم عند النصارى واليهود من الرقم 13، يقترن بالتشاؤم من يوم الجمعة فهما عندهم طالع نحس بينما الواقع عنهما عند المسلمين أنهما تفاؤل حسن، وما ذلك الا أن حروبهم التي ينهزمون فيها مع المسلمين، حسبما أورد هنا من نماذج، تحصل مع تصادف الرقم 13، أو في يوم الجمعة، الذي هو عيد الأسبوع، وموطن العبادة وتجمّع المسلمين للصلاة والذكر وطاعة الله وشكره، والمسلم مأمور بحسن التوكل على الله، وعدم ربط أموره بغير الله سبحانه.
وفكرة الرقم 13، تأتي عندهم من جمع أرقام السنة التي حصلت فيها المعركة، الآحاد + العشرات + المئات + الألوف إن كان في السنة ألوف، فإن خرج الناتج 13 حصل التشاؤم، هذا في الحوادث والمعارك، أما في غيرها فمن الرقم نفسه إذا كان 13.
واكثر من أذكر عندهم ذلك المؤرخ (جان دوكاس) الذي ينتمي لأسرة بيزنطية عريقة في السيادة والإمبراطورية حيث ملأ تاريخه سموما ضد المسلمين وروّج هذا التشاؤم لأن العثمانيين حاصروا أمير جزيرة لسبوس الجنوبي عام 867ه، وكان فيها هذا المؤرخ، فدكّ المسلمون أسوارها بالمدافع، وسقطت في أيديهم، وانهزم النصارى، وقد روي أن المذكور قد كتب تاريخه ذلك العام، فأظهر فيه عداوته ضد المسلمين الحقيقية، وكان المؤرخون قبله وبعده على شاكلته حول هذا الرقم، وحول يوم الجمعة حيث سرت عندهم عقيدة ترتبط بالدين والوجدان وهذه السنة تعتبر عند هذا المؤرخ البيزنطي نهاية الدولة البيزنطية على أيدي المسلمين في عام 1462م، الذي هو عام 867ه، وبجمع أرقام ذلك التاريخ الميلاديّ، يخرج الناتج 13، ثلاثة عشر هكذا (2 + 6 + 4 + 1 = 13).
ولكي يدرك المسلم هذا السرّ الذي رسّخه مؤرّخوهم القدامى وبثّوا أثره في قلوب قادتهم لتخويفهم من آثار هذا الرقم، وما يحمل من نذائر شؤم، فقد أيّده المنجّمون عندهم، وأن عليهم ألاّ يقدموا على معركة مع المسلمين يبرز في مجموع سنواتها الرقم 13، ويشتدّ الأمر إذا اقترن هذا الرقم مع يوم الجمعة أو في رمضان، لما في ذلك من نذارة الهزيمة، إذ لذلك نماذج في حياتهم، يقرّبونها للأذهان، من حيث التشاؤم بالطالع والزاجر، كما كانت تعتقد العرب في جاهليتها، حيث نهى عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرت منه تعاليم شريعة الإسلام: إبعاداً وتشديداً.
يقول صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل قالوا: يارسول الله وما الفأل؟ قال: كلمة طيبة متفق عليه, أما هم فيعلّقون بالطيرة والتشاؤم أمورهم، ولها رابطة بالسحر والسحرة، إذا علم أن اكثر من يتعامل به قديماً وحديثاً اليهود, وسأورد هنا على سبيل المثال لا الحصر، نماذج توثّق عقيدتهم في التشاؤم، ومنطلق مؤرخيهم في تجسيم هذه الأمور، حتى أصبحت في المجتمع شيئاً راسخاً وقضيّة مسلّمة في البيئة.
وتحذيراً من استعجال حدوث ما أمر الله ورسوله بالحذر منه في قوله تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم (120 البقرة)، وقول الرسول الكريم: لتتبعنّ سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ , أي لا أحد غيرهم.
فإن المسلم مأمور بالتسلّح ضدهم، والتبصّر في العواقب والنتائج قبل الإقدام، والتصدّي لجدّهم واجتهادهم، في التماس المداخل التي تزعزع عقيدة المسلم، وتضعف الوازع الديني عنده في قلبه وفي عمله.
فمن تلك النماذج:
1 كان دخول المسلمين لمدن الشام مع القائد أبي عبيدة بن الجراح، ثم بعد مجيء عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاستلام القدس في أيام الجمع من عام 13ه، حيث أصبحت بلاد الشام اسلاميّة وانسحب المركز النصراني منها وهذا التاريخ يوافق بالميلادي 634م (4 + 3 + 6 = 13)، وأظهر المسلمون شعائر دينهم بصلاة الجمعة وخطبة الشكر فيها.
2 في عام 524 ه، ذكر ابن الأثير في تاريخه: أن عماد الدين زنكي أمر عسكره أن يتجهّزوا للغزو وقصد حلب، فقوي عزمه، على قصد حصن الأثارب، ومحاصرته لشدة ضرره على المسلمين، وكان من به من الفرنج، يقاسمون حلب على جميع أعمالها، ويضيّقون عليهم معيشتهم، فأظفره الله بمن فيه وتسلّم الحصن عنوة، وضعفت قوة الصليبيين بعد ذلك، حيث انهزموا في كثير من ديار المسلمين بالشام ذلك العام (الكامل 10: 662).
وهذا التاريخ يوافق بالأفرنجي الميلاديّ الذي هو تاريخهم 1129م، ولو جمعنا أرقام هذا العام لخرجت 13 هكذا (9 + 2 + 1 + 1 = 13).
3 ذكر الدكتور سالم الرشيديّ في كتابه محمد الفاتح الذي قدّم لطبعته الثانية، الشيخ علي الطنطاوي: ان السلطان محمد الفاتح بايزيد الخامس قد استولى على القسطنطينية، عاصمة الرومان عدة قرون متطاولة حيث سقطت أمام جيشه عام 857ه بعد حصار شديد طويل وقويّ، تهاوت معه قلاع الصّليبيين وقوتهم واحداً بعد الآخر، وكان فتحاً مبيناً للمسلمين استبشروا به، وتحوّلت معه أكبر كنائس النصارى، في هذه المدينة المسمّاة: أياصوفيا الى مسجد صلى فيه القائد: محمد الفاتح بمن معه من المسلمين الجمعة الأولى، في تاريخ هذه المدينة بعد ان أزال منه تصاويرهم، وتماثيلهم، وأمر بتنظيفه من وثنيّاتهم حيث اصبحت من هذا التاريخ قاعدة اسلامية، تهزّ حصون الصّليبيين وتقضّ مضاجعهم، وتنشر الإسلام في القارة الاوروبية بدءاً من بلاد البلقان، وقد سميت من ذلك اليوم: إسلام بول اسطامبول اي مدينة السلام أو الإسلام.
وكان من المحصورين فيها وممن شهد سقوطها المؤرخ جورج فرانترتس ، صديق الإمبراطور قسطنطين، وأمينه وصاحب مشورته الذي يعتدّ برأيه، وهو كما يقال عنه، رجل حقود، انعكس تاريخه على كل منافس له، فكيف بمن استولى على بلده وطرده منها، وحوّل معابدها من عقيدة فاسدة الى دين الله الحق، دين الاسلام (ص 11).
وهذه السنة توافق بالميلادي الذي هو تاريخهم عام 1453م، وبجمع هذه الأرقام يخرج الناتج ثلاثة عشر، وهو رقم التشاؤم عندهم الذي سرى أثره في تاريخهم وفي عقائدهم، أزماناً طويلة ولا تزال جذوره تحمل ذلك المعتقد ويتوارثونه ويغذّونه، بل ويصدّرونه لغيرهم وخاصة لنا معاشر المسلمين والجمع هكذا = (3 + 5 + 4 + 1 = 13).
4 وفي عام 13ه حيث فتحت مدن الشام: دمشق، بيسان، طبرية، بيت المقدس وغيرها، حيث تحوّلت لمدن اسلامية، حسبما ثبت تاريخياً، بعد ان طرد المسلمون الروم من ديار الشام إلى الأبد، وأخذت الجزية ممن اراد البقاء في تلك الديار، وفرض عليهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بعدما جاء لاستلام بيت المقدس، شروطاً تميّزهم عن المسلمين، سميت الشروط العمرية، وقد ألّف فيها ابن القيم كتاباً بهذا الاسم، مطبوع,.
وتحوّلت الشام من قاعدة للرومان الى مقر للدولة الإسلامية أيّام بني أمية، حيث منها تنطلق الدعوة وتتجهز الجيوش، مثلما أصبحت القسطنطينية اسطامبول مقراً للدولة الاسلامية أيام بني عثمان ومنها انطلقت الدعوة في شرق وشمال أوروبا، وتتجهّز الجيوش الإنكشارية والسفن الحربيّة لإدخال الإسلام في أوروبا عن طريق بلاد البلقان.
وكلمة أحد زعمائهم الذي تندحر قواته في بلاد الشام امام جيوش المسلمين في ذلك العام 13ه تنبىء عمّا في نفوسهم ولا تقل أثراً عما قاله المؤرخان اللذان مرّ ذكرهما: جان دوكاس وجورج فرانترتس ، وهي قوله عندما وصل أنطاكية منهزماً مع فلول جيشه: سلام عليك يا سوريا سلاماً، لا رجعة بعده أبداً.
تلك الحوادث في سنة 13ه توافق بتاريخهم الميلادي 634ه، وبجمع أرقام هذا التاريخ تظهر النتيجة هكذا (4 + 3 + 6 = 13)، مع ان هذا التاريخ أيضاً صادف 13 في التاريخ الإسلامي الهجريّ، ولكن يعنينا هنا ما يثبت في تاريخهم الذي تنبعث منه عقيدتهم، ويذكّونه في تواريخهم وينقلونه كحقائق تؤصل معتقدهم التشاؤميّ.
5 وحوادث عام 579ه حيث غزاصلاح الدين الأيوبيّ بلاد الكرك وطرد الصليبيين منها، وفيها ايضا تمّ حصار قلعة البيرة الهامّة بالشام، واستسلام صاحبها، وهي من معاقل الصليبيّين الهامّة لقربها من القدس، فإن تلك السنة توافق في تاريخهم الأفرنجيّ الميلادي عام 1183م، وبجمع أرقام هذا التاريخ تظهر النتيجة التي يخشونها وترتسم خيالاً مزعجاً في أفئدة قادتهم يتشاءمون منه، هكذا (3 + 8 + 1 + 1 = 13), وصلاح الدين - رحمه الله - شخصيّة مهيبة عندهم لدوره في طردهم من الشام، وقد حقدوا عليه حتى ان اللينبي ضرب قبره بحذائه قائلا: ها نحن قد عدنا يا صلاح الدين .
6 أما الرجل الثاني في توطيد أركان دولة الإسلام في الأندلس، فهو القائد المظفّر الذي لم تنهزم له راية أمام الأفرنج حتى انه ألجأهم الى جبال البرانس في الشمال القريبة من فرنسا، وحقد عليه مؤرخوهم، كما ذكر ذلك المؤرخ: محمد عبدالله عنان في كتابه ذي الأجزاء دولة الإسلام في الأندلس : فهو عبدالرحمن الناصر بن الحكم الذي كان له معهم صولة وجولة، ويعتبر المثبّت لدعائم دولة الاسلام في الأندلس عدة قرون، حتى حانت للأفرنج فرصة اختلاف دول الطوائف فكانوا عوناً للأفرنج في طرد المسلمين من الأندلس، وانتهاء دولة الاسلام بتنازل محمد بن عبدالله الاحمر عن الملك ولجوئه للمغرب الأقصى بأسرته طريداً.
إن عبدالرحمن الناصر بن الحكم الأموي قد بدأ حروبه مع الأفرنج عام 300 ه، الموافق للتاريخ الميلادي: عام 913ه، وبجمع أرقامه على القاعدة نفسها، يصبح الناتج ثلاثة عشر هكذا (3 + 1 + 9= 13).
مع أن رقمي الآحاد والعشرات أيضاً هو الرقم 13.
- ولما كان الكفر ملّة واحدة حيث عرفنا من كتاب الله الكريم كثرة جدال اهل الكتاب وحججهم واسئلتهم المتعنّتة وتحالفهم مع كفار قريش ومع المنافقين في المدينة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت غزوته أحد الكبرى مع المشركين بعدّتهم وعتادهم، وخيلهم وخيلائهم، مع قلة المسلمين، وعدم استعدادهم لدخول الحرب، وإنما كانوا خارجين من اجل اعتراض عير قريش، ولكن الله أرادها حرباً نصر فيها دينه وأعلا كلمته، وخذل الشرك وأنصاره حيث قتل فيها جبابرة قريش وعتاتهم شرّ قتله، كما أبان الله ذلك في سورة الأنفال وغيرها، وقد كانت تلك المعركة في 17 رمضان، وهم يتشاءمون من الغزو مع المسلمين في رمضان ويوم الجمعة ومن الرقم 13، وفي العصر الحاضر كان انتصار مصر على اليهود بغزو العبور في رمضان عام 1393ه أيضاً.
كما كان في عام 4 ه غزوة أحد حيث امتحن الله قلوب المسلمين، وصرف عنهم كيد المشركين وأجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير من اليهود عن المدينة لخيانتهم، فذهب بعضهم لخيبر، وبعضهم للشام، وهذه السنة توافق بتاريخهم الأفرنجي 625م, وبجمعها يخرج الرقم 13 هكذا (5 + 2 + 6 = 13).
وما أوردناه هنا فإنما هو نماذج للوقائع الكبرى، التي رفع الله بها راية الإسلام، وخذل الشرك وأعوانه وإلا فإنه قد يكون في تاريخهم حتى ما كان قبل الاسلام نماذج من ذلك وقد نوّه المؤرخ بول ديورانت في تاريخه: قصة الحضارة وهو واحد منهم عن نماذج من ذلك.
وإن من يتابع اهم الوقائع بين المسلمين والنصارى منذ فجر الاسلام، فإنه سيرى ان من رحمة الله بعباده المسلمين، ان تتم غلبتهم عليهم، في سنوات يأتي مجموعها ثلاثة عشر مما يجسمه مؤرخوهم فيجعلونه يوما اسود في حياتهم يرتبط بدلالة هذا الرقم,, او في يوم الجمعة الذي يبغضونه ويجعلونه يوم عمل لجذور عندهم عقدية ليعزو الهزيمة له وليس لقوة المسلمين.
وعلى شباب المسلمين ان يعوا ذلك جيدا، ويفهموا وقائع تاريخهم الحافل بالمآثر الحسنة، ولا يكونوا مقلّدين لغيرهم من دون وعي ولا بصيرة، لأن تشاؤهم ونحسهم نصر للاسلام ورفع لمكانته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بمخالفتهم وعدم الركون إليهم ولا متابعتهم ولا خشيتهم اتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (13 التوبة).
الأعمال بالخواتيم
صورتان متضادّتان حصلتا في غزوة خيبر بين حسن الخاتمة وسونها، فسيىء الخاتمة كانت له أعمال ظاهرها الحسن، وحسن الخاتمة أجر كثيراً وعمل قليلاً, أوردهما ابن كثير في تاريخه فقال عن سيىء الخاتمة: قال البخاري حدّثنا عبدالله بن مسلمة حدثنا ابن ابي حازم عن أبيه عن سهل قال: التقى النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون في بعض مغازيه فاقتتلوا فمال كل قوم الى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذّة ولا فاذّة إلا اتّبعها فضربها بسيفه، فقيل يا رسول الله ما أجزأ منا أحد ما اجزأ فلان، قال: إنه في النار؟, فقال رجل من القوم: لأتبعنّه فإذا اسرع وأبطأ كنت معه، حتى جرح، فاستعجل الموت فوضع نصاب سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه,, فجاء الرجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله, قال: وما ذاك؟ فأخبره فقال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإنه من أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه من أهل الجنة .
وفي رواية أخرى ختم هذا الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم: قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلاّ مؤمن وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر .
أما الحكاية الأخرى بحسن الخاتم ففي قصة العبد الأسود الذي رزقه الله الإيمان والشهادة، في ساعة واحدة، وقد رواها ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قالا: وجاء عبد حبشيّ أسود، من أهل خيبر، كان في غنم لسيّده فلما رأى أهل خيبر، قد أخذوا السلاح، سألهم قال: ما تريدون؟ قالوا: نقاتل هذا الرجل الذي يزعم أنه نبيّ، فوقع في نفسه ذكر النبيّ فأقبل بغنمه حتى عمد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الى ما تدعو؟ قال: أدعوك الى الإسلام، إلى أن تشهد ان لا إله الا الله وأني رسول الله وأن لا تعبدوا إلا الله, قال العبد: فماذا يكون لي إن شهدت بذلك وآمنت بالله؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة إن متّ على ذلك فأسلم العبد فقال: يا نبيّ الله إن هذه الغنم عندي أمانة، فقال عليه الصلاة والسلام: أخرجها من عسكرنا وارمها بالحصا، فإن الله سيؤدي عنك أمانتك، ففعل، فرجعت الغنم الى سيّدها، فعرف اليهوديّ أن غلامه قد أسلم.
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظ الناس، فذكر الحديث في إعطائه الراية عليّاً، ودنوّه من حصن اليهود وقتله مرحباً، وقتل مع علي ذلك العبد الأسود، فاحتمله المسلمون الى عسكرهم، فأدخل في الفسطاط، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اطّلع في الفسطاط، ثم اطّلع على أصحابه فقال: لقد أكرم الله هذا العبد وساقه الى خير، قد كان الإسلام في قلبه حقاً وقد رأيت عند رأسه اثنتين من الحور العين,, وفي رواية قتل شهيداً وما سجد لله سجدة (البداية والنهاية 4: 224 225).
نسأل الله حسن الخاتمة ونعوذ به من سوئها وسوء العاقبة وغلبة الشقاوة,المعنى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.