إبراز دور «العقيلات» في تشكيل البنية الثقافية

أبرز معرض القصيم للكتاب دور رجال العقيلات في نهضة الثقافة بالقصيم، ودورهم في جلب الكتاب للقصيم ونسخ نفائس الكتب وإنشاء المكتبات العامة والخاصة، وذلك عبر أمسية أقيمت مساء يوم الأربعاء على مسرح مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة بعنوان « العقيلات « تحدّث فيها كل من الدكتور محمد السلامة والأستاذ عبد اللطيف الوهيبي والدكتور محمد اليحيى عن دور العقيلات في البنية الثقافية للقصيم وبالأخص بريدة والتي تأتي ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض القصيم للكتاب.
وقد تطرّق الباحث والمهتم بتاريخ العقيلات عبد اللطيف الوهيبي الى تاريخ رجال العقيلات وطرح نبذة عامة عن تلك التجارة التي استمرت لمدة 400 عام قبل صدور قرار بمنع مزاولتها على عهد الملك عبد العزيز، معرّفاً رجال العقيلات بأنهم أحد أهم أسباب نقل الثقافة وجلب ثقافة أخرى من بلاد العرب كافة وبلاد الهند أثناء عملية التجارة، كما سلط الضوء على علماء العقيلات ومثقفيهم، حيث تتفاوت درجات العلم بين رجال العقيلات من متعلم مثقف ومتعلم تعليماً أولياً وأمي.
وقد تحدث الدكتور محمد السلامة بإسهاب عن دور العقيلات في الجانب الثقافي ودورهم تجاه الكتاب، حيث ساهم العديد من رجال العقيلات في نسخ المخطوطات والكتب العلمية الذي أتاح لهم تنقلهم من بلاد الشام والعراق ومصر إما للتجارة أو طلب العلم أو كلاهما فرصة زيارة العديد من المكتبات العلمية هناك والاطلاع على ما تحويه من مخطوطات وكتب علمية، حيث رأى بعضهم ضرورة نسخ بعض المخطوطات والكتب خصوصاً النادرة منها ونقلها لمنطقة نجد والتي كانت فقيرة بوجود بعض الكتب العلمية وذلك بوقفها غالباً عن جلبها للمكتبات العامة أو الخاصة، مستعرضاً رواد رجال العقيلات وبعض المخطوطات للحضور والتي تثبت المساهمة الفاعلة لرجال العقيلات في جلب الكتاب والحركة الثقافية بالقصيم.
واختتم الدكتور عبد الله اليحيى الأمسية باستعراض التاريخ الثقافي لمدينة بريدة وأن موقع المدينة بين حائل والرياض قديماً ساهم في التكوين الثقافي للمدينة، كما ساهم التشكيل الاجتماعي لمدينة بريدة والتي لم تقم على أساس قبلي في استقبال الثقافات وطريق الحج والعقيلات كان لهم دور كبير في تشكيل البنية الثقافية لبريدة.