قاعة مرايا بمحافظة العُلا… أكبر مبنى في العالم مغطى بالمرايا    الحرف اليدوية في المملكة.. اقتصاد يتشكل بيد المبدعين    المفتي لوزير العدل: القيادة تدعم تطوير القضاء    السعودية.. منظومة متكاملة لتمكين ريادة الأعمال    «جيدانة».. وجهة استثمارية وسياحية فاخرة    15مليار ريال فرصاً استثمارية بالخطوط الحديدية    أكدوا دعمها للقضية الفلسطينية.. سياسيون ل«البلاد»: زيارة ولي العهد لواشنطن تعزز العلاقات والاستقرار    اشتعال جبهات القتال بين روسيا وأوكرانيا    الغرب يدفع نحو تفتيش عاجل.. إيران تمتنع عن استئناف المحادثات النووية    تشيلسي يعرض 150 مليوناً لتحقيق حلم الثلاثي البرازيلي    مهاجمه مطلوب من عملاقي البرازيل.. الهلال ال 39 عالمياً في تصنيف«فيفا»    ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة لكاس العالم.. إيطاليا في مهمة مستحيلة أمام هالاند ورفاقه    آل الكاف وآل سجيني يحتفلون بزواج علي    الدحيلان عميداً لتقنية الأحساء    ضوابط موحدة لتسوير الأراضي بالرياض    هنأت ملك بلجيكا بذكرى يوم الملك لبلاده.. القيادة تعزي رئيس العراق في وفاة شقيقه    القيادة تعزي رئيس جمهورية العراق في وفاة شقيقه    أمراء ومواطنون يؤدون صلاة الاستسقاء في مختلف أنحاء المملكة    علماء روس يبتكرون جزيئات تبطئ الشيخوخة    طبيبة أمريكية تحذر من إيصالات التسوق والفواتير    مختصون في الصحة يحذرون من خطر مقاومة المضادات الحيوية    الحربي هنأ القيادة على الإنجاز.. والمشرف يعانق فضية التضامن الإسلامي    الرميان رئيسًا للاتحاد العربي للجولف حتى 2029    القيادة تعزي رئيس العراق في وفاة شقيقه    الذهب ينهي الأسبوع مرتفعا    تطوير الصناعة الوطنية    مصرع 3 أشخاص وإصابة 28 في البرتغال بسبب العاصفة كلوديا    المملكة تدين الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني    المملكة ترحب باتفاق الدوحة للسلام بين الكونغو و«حركة 23 مارس»    ولي العهد يرعى القمة العالمية للذكاء الاصطناعي    27.9% من الإنفاق على البحث والتطوير للصناعة والطاقة    %70 من الشركات اللوجستية تعرضت لهجمات إلكترونية    أمسية البلوفانك    شتاء درب زبيدة ينطلق بمحمية الإمام تركي    الشؤون الإسلامية في جازان تنفذ مبادرة ( وعيك أمانك ) في مقر إدارة مساجد محافظتي الدرب وفرسان    السودان بين احتدام القتال وتبادل الاتهامات    المرأة روح المجتمع ونبضه    تهنئة ملك بلجيكا بذكرى يوم الملك لبلاده    "الشريك الأدبي".. الثقافة من برجها العاجي إلى الناس    ملامح حضارة الصين تتنفس في «بنان»    "دوريات جازان" تُحبط تهريب 33 كيلو جراماً من القات المخدر    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل وزير الشؤون الدينية في بنغلاديش    وزير الحج: إنجاز إجراءات التعاقدات لأكثر من مليون حاج من مختلف الدول    "الحج والعمرة" وجامعة الملك عبدالعزيز توقعان مذكرة تفاهم لخدمة ضيوف الرحمن    حائل الفاتنة وقت المطر    ترحيل 14916 مخالفا للأنظمة    رينارد يريح الصقور    دور ابن تيمية في النهضة الحضارية الحديثة    مكانة الكلمة وخطورتها    السعودية ترحب باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس    إنسانيةٌ تتوَّج... وقيادة تحسن الاختيار: العالم يكرّم الأمير تركي بن طلال    لكل من يستطيع أن يقرأ اللوحة    انتصار مهم لنادي بيش في الجولة الرابعة أمام الخالدي    هطول أمطار في 8 مناطق ومكة الأعلى كميةً ب58,6 ملم في رابغ    أمير منطقة الجوف يستقبل رئيس المجلس التأسيسي للقطاع الصحي الشمالي    تجمع الرياض الصحي يبرز دور "المدرب الصحي" في الرعاية الوقائية    قسم الإعلام بجامعة الملك سعود يطلق برنامج "ماجستير الآداب في الإعلام"    بمشاركة 15 جهة انطلاق فعالية "بنكرياس .. حنا نوعي الناس" للتوعية بداء السكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أَسْهَرْتَ عَيْنا تَرَى الإصْلاحَ وَاجِبَهَا

ألقيت هذه القصيدة مساء يوم أمس الأربعاء بمناسبة افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) في دورته التاسعة والعشرين التي تنظمها وزارة الحرس الوطني، برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وفيما يلي نص القصيدة:
أشَاقكَ السَّمْعُ أمْ قَدْ شَفَّكَ البَصَرُ
أمْ أنَّ مَا بِكَ مَالا يَحْمِلُ البَشَرُ
أمْ هِيْ لَوَاعِجُ أَحْلامٍ تُكَابِدُهَا
هِيَ المُحَالُ وَمَا فِي نَيْلِهَا وَطَرُ
أمْ أنَّ لَيْلَكَ فِي تِرْحَالِهِ وَهَنٌ
مَعَ النَّدِيمَيْنِ هَمُّ الصَّدْرِ وَالسَّهَرُ
كَمْ ذَا تُرَاقِبُ نَجْمَاً لاغيَابَ لَهُ
وَمَا جَدِيدٌ مِنَ الأفْلاكِ يُنْتَظَرُ
نَاشَدتُّكَ اللهَ أنْ تَرْضَى بِقِسْمَتِهِ
وأنْ تَرَاني عَلَى البَرْدَيْنِ أَعْتَصِرُ
فَلَيْسَ أَحْزَنَ منّي حِينَ أَذْكُرُهُمْ
وَلَيْسَ أَوْجَعَ مِنّي حِينَمَا هَجَرُوا
وَكُلّ زَيْزَاءَ أَسْتَوْحِي غَيَاهِبَهَا
عَنْهُمْ وَأَسْتَحْلِفُ الأنْوَاءَ مَالخَبَرُ
بِالأَمْسِ كَانُوا هُنَا تَتْرَى قَوَافِلَهُمْ
وَاليَوْمَ شَالُوا وَلاأَدْرِي لِمَا عَبَرُوا
أَمُّوا طُلُولَاً ومَا ضِيمتْ لَهُمْ إِبِلٌ
وَقَدْ أَغَرّ القَطِينَ المَاءُ وَالشَّجَرُ
تَسَاقَطَتْ إِثْرَهَمْ عَيْنِي علَى شَغَفٍ
وَأَهْلَكَتْنِي فِجَاجُ الأَرْضِ والسّفَرُ
تَجُوبُ رُوحِيَ فِي فَيْفَاءَ مُقْفِرَةٍ
وَقَدْ تَشَابَهَ فِيهَا الآلُ وَالصُّوَرُ
فَخُضْتَ بَحْرَ قَوَافِي الشِّعْرِ مُنْتَجِعَاً
وَذَاتُ رَحْلِي بِهَا الإضْلاعُ وَالحَسَرُ
حَتّى أنَخْتُ بِبَابٍ لارِتَاجَ لَهُ
إذْ كُلُّ بَابٍ بِهِ الحُرَّاسُ وَالسُّتُرُ
بَابٌ لِمَمْلَكَةِ التَّوْحِيدِ شَيَّدَهَا
صَقْرُ الجَزِيرَةِ فَازْدَانَتْ بِهِ السِّيَرُ
عَبْدُ العَزِيزِ أخُو نُورَا تَشَوَّفَهَا
عَرْشَاً تَحَالَفَ فِيهِ الدِّينُ وَالظَّفَرُ
وَرَصَّعَ العَدْلُ تَاجَيْهَا فَحَصَّنَهَا
وَالعَدْلُ يَفْعَلُ مَالا تَفْعَلُ الجُدُرُ
فِي فِتْيَةٍ أجْمَعُوا فِي اللهِ أمْرَهُمُ
فَشَمَّرُوا سَاعِدَ الإقْدَامِ وابْتَدَرُوا
السَّائِرُونَ إلَى الهَيْجَا وَليْسَ لَهُمْ
سُوَى الحُسَامِ دَلِيلٌ إنْ عَلا القَتَرُ
وَفِي الرِّيَاضِ قُبَيْلَ الفَجْرِ قَدْ تَرَكُوا
فِي بَابِ مَصْمَكِهَا شَلْفَا لَهَا أَثَرُ
وَفَوْقَهُ الرَّايَةُ الخَضْرَاءُ شَامِخَةً
وَقَامَ أُسْدُ الشَّرَى فِيهَا وَمَا انْتَظَرُوا
تَرْوِي الطَّلائِعَ لِلتَّارِيخِ مَلْحَمَةً
فَوْقَ المَآذنِ وَاصْطَفَّتْ بِهَا العِبَرُ
فَمَكَّنُوا العُرْوَةَ الوُثْقَى عَلَى أُسُسٍ
دُسْتُورُهَا السُّنَّةُ الغَرَّاءُ وَالسُّوَرُ
الآمِرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَسِيرَتُهُمْ
قَدْ نَوَّرَتْ دُلْجَةً مِنْ حَوْلِهَا الصِّيَرُ
سَارَ المُلُوكُ عَلَيْهَا بَعْدَ وَالِدِهِمْ
وَاسْتَنْهَضُوا المَجْدَ مَزْهُوَّاً وقد بكروا
صِيدٌ تَنَاهَتْ إِلَيْهِمْ كُلُّ مَكْرُمَةٍ
وَلِلْعَوَادِي التِي أَوْدَتْ بِهِمْ صَبَرُوا
فَلا بِأَجْوَدَ مِنْهُمْ يَوْمَ مَسْغَبَةٍ
وَلا بِأَحْلمَ مِنْهُمْ يَوْمَ أَنْ قَدَرُوا
الأكْرَمُونَ أَبَاً إِنْ عُدَّ وَائِلُهُمْ
وَالأعْرَقُونَ قَبِيلاً حَيْثُمَا افْتَخَرُوا
الحَاكِمُونَ بِشَرْعِ اللهِ أُمَّتَهُمْ
بِهَا تَوَاصَوْا وَفِي تَوْحِيدِهَا جَهَرُوا
وَاليَوْمَ شَامَتْ لِعَبْدِ اللهِ تَرْمُقُهُ
كُلُّ العُيُونِ وفيها يَسْعَدُ النَّظَرُ
هُوَ الإِمَامُ وَفِي عُلْيَا مَنَازِلِهِ
سَمْحَاً تَرَقْرَقَ مِنْ أَوْسَاطِهِ الفَخَرُ
تَشْتَاقُهُ الجُرْدُ جَوَّاباً مَجَرَّتَها
وَفِي السَّمَاوَاتِ يَنْمَى ثُمَّ يَزْدَهِرُ
حَمَائِلُ السَّيْفِ تَزْهُو فَوْقَ مَنْكِبِهِ
وَإِذْ تَثَنَّى اسْتَفَاقَ الصَّارِمُ الذَّكَرُ
مِسْعَارُ حَرْبٍ وظِلٌّ يُسْتَظَلُّ بِهِ
إِنْ هَاجَتِ الرِّيحُ وَالبَأْسَاءُ والنُّذُرُ
إِنْ كَاثَرُوهُ فَيَكْفِي أَنْ يَفِيضَ نَدَىً
إِذَا أَقَلَّ عَلَيْنَا القَوْمُ أوْ قَتَرُوا
أَقَامَ بِالعَدْلِ مُلْكَاً لاخِلالَ بِهِ
وَظَلَّ حِصْنَاً مَنِيعَاً حِينَ يُخْتَبَرُ
عَلَى اليَمِينِ وَلِيٌّ العَهْدِ يَعْضُدُهُ
فَلْتَهنَأِ الشَّمْسُ فِي سَلْمَانَ والقَمَرُ
مُسْتَنْفِرَاً لِلْمَلِيكِ القَرْمِ هِمَّتَهُ
وَأَتْعَبَ الخَيْلَ وَارْتَجَتْ لَهُ الزُّمَرُ
أَخُو المُلُوكِ وَقَدْ وَفَّى ذُوِي رَحِمٍ
مَنْ مِثْلِ سَلْمَانَ يَرْعَاها وَيَقْتَدِرُ
يَعْلُو المَكَارِمَ وَالأَيَّامُ شَاهِدَةٌ
مِثْلَ اللالئِ فِي أَوْسَاطِهَا الدُّرَرُ
أبَا النَّدَى وَالمُرُوجُ الخُضْرُ وَارِفَةٌ
تَزْهُو بِكَ اليَوْمَ فِي رَيْعَانِهَا الغُدُرُ
مسحنفرٌ وَاثِقٌ فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ
تَمْشِي الهُوَيْنَى فَلا تِيهٌ وَلَا كِبَرُ
وَيْسَتقِي المَجْدُ مِنْ كَفَّيْكَ هَيْبَتَهُ
وَفِي مُحَيَّاكَ يَنْدَى الظِّلُّ وَالثَّمَرُ
فَأَنْتَ بَيْتُ القَصِيدِ إِنْ هُمُ امْتَحَدُوا
وَطَيِّبُ الذِّكْرِ إِنْ سَمَّارُهُمْ سَمَرُوا
رِضَاكَ يَاخَادِمَ البَيْتَيْنِ بُغْيَتُنا
وَمِنْكَ يَحْلُو لَنا الإيرَادُ وَالصَّدَرُ
يَا سَيِّدِي وَقُلُوبُ العُرْبِ أَجْمَعُهَا
صَفْرَاءُ قَحْطَانَ أَوْ حَمْرَاؤُهَا مُضَرُ
وَمِنْ رَبِيعَةَ أَمْجَادٌ مُؤَثَّلَةٌ
كَالخَيْلِ زَيَّنَهَا التَّحْجِيلُ وَالغُرَرُ
تَخَطَّفَتْهُمْ بَنَاتُ الدَّهْرِ ظَالِمَةً
وَأرْهَقَتْهُمْ يَدُ الأيَّامِ وَالغِيَرُ
هُمُ العُرُوبَةُ لا حِصْنٌ تَلُوذُ بِهِ
بَعْدَ الإلهِ الذِي صَلَّى لَهُ البَشَرُ
إلاكَ يامَنْ حَمَلْتَ الهَمَّ مُحْتَسِبَاً
وَصَابِرَاً لِلْذي يَأْتِي بِهِ القَدَرُ
فَمِثْلُ سَيْفِكَ لاتَنْبُو مَضَارِبُهُ
وَمِثْلُ وِرْدِك يُسْتَسْقَى بِهِ المَطَرُ
وَكَمْ حَرِصْتَ عَلَى الإسْلَامِ مِنْ تُهَمٍ
إذْ حَالَفَ الشَّرَّ فِي يَحْمُومِهَا سَقَرُ
وَلِلْحَضَارَاتِ حَقٌّ قَدْ صَدَعْتَ بهِ
لَمَّا تَعَاوَرَهَا الشَّيْطَانُ والكَدَرُ
دَعَوْتَ أَهْلَ النُّهَى مِنْ كُلِّ طَائِفَةٍ
إلَى الحِوَارِ وَأَنْ تَرْقَى بِهَا الفِطَرُ
وَالظَّاعِنُونَ عَلَى العَمْيَاءِ رَايَتُهُمْ
سَوْدَاءُ حلَّ عَلَى أتْبَاعِهَا الضَّرَرُ
وَاللهُ يَبْرَأُ مِنْ إِرْهَابِهِمْ أَبَدَاً
وَخَابَ مَا أبْرَمُوا فِينَا وَمَا مَكَرُوا
فَفِي يَمِينِكَ نُصْحٌ تُعْذَرُونَ بِهِ
وَفِي يَسَارِكَ سَيْفٌ مُصْلَتٌ هَصِرُ
مَسَحْتَ رَأسَ اليَتَامَى وَالذِينَ هُمُ
لَمَّا رَأَوْكَ قَدِ اسْتَغْنَوْا وَمَا افْتَقَرُوا
للهِ مَاذَرَفَتْ عَيْنَاكَ مِنْ عَتَبٍ
وَمِلءُ أَعُيُنِهِمْ عُتْبَى لِمَنْ فَجَرُوا
وَالطَّائِفِيّونَ أَحْيَوْهَا عَلَى حَنَقٍ
وَاسْتَحْضَرُوا الأَمْسَ يُذْكِيهَا فَتَسْتَعِرُ
حَثُّ المَطَايَا ذَوُو الأَضْغَانِ كُلُّهُمُ
فَلا عَلِيٌّ مَشَى فِيهَا وَلاعُمَرُ
وَآلُ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ عِتْرَتُنَا
فِينَا الصَّلاةُ عَلَيْهِمْ كُلَّمَا ذُكِرُوا
لَيْسَتْ لَهُمْ فِي نِيَاطِ القَلْبِ حَالِقَةٌ
وَلَا لِعَانٌ وَلا فُحْشٌ وَلَا عُهُرُ
وَنَزَّهَ اللهُ شَيْخَيْنَا وَعَائشَةً
وَلَيْتَهُمْ صَحّحُوا التّارِيخَ فَاعْتَذَرُوا
هُمُ الأَحِبَّةُ لانَرْضَى بِهِمْ بَدَلاً
مُبَرَّؤُونَ وَمَا فِي مِثْلِهِمْ بَشَرُ
كِتَابَنُا وَاحِدٌ لَكِنَّنَا فِرَقٌ
مُمَزّقُونَ وَمَا فِي القَوْمِ مُنْتَصِرُ
حَاوَلْتَ تَجْمَعَهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ
وَمَا حَفَلْتَ بِمَنْ غَابُوا وَمَنْ بَطَرُوا
بَسَطَّتَ كَفَّيْكَ صَفْحَاً دُوَنَمَا عَنَتٍ
لِلسِّلْمِ تَجْنَحُ عَنْ رَأْيٍ وَتَدَّخِرُ
وَلَوْ أصَاخُوا إِلَيْكَ حِينَ تَنْصَحُهُمْ
فِي النّائِبَاتِ لَمَا أَعْيَاهُمُ الحَصَرُ
وَمَا تَعِبْتَ وَدِينُ اللهِ يَشْحَذُهُمْ
وَاسْتَحْضَرُوا سَالِفَا يَبْدُو وَيَسْتَتِرُ
حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا النَّكْرَاءُ فِي فِتَنٍ
كَأَنَّهَا المَوْجُ لاتُبْقِي وَلاتَذَرُ
ذَرَّتْ قُرُونُ الدَّوَاهِي مِنْ مَشَارِقِهَا
وَفِي مَغَارِبِهَا نَارٌ لَهَا شَرَرُ
فِي كُلِّ وَادٍ بِأَرْضِ العُرْبِ سَيْلُ دَمٍ
وَمَنْ تَبَقَّى بِأَرْضِ اللهِ قَدْ نُثِرُوا
فَالشَّامُ فِي مِحْنَةٍ حَارَ الحَليِمُ بِهَا
تَكَادُ مِنْها حَوَاشِي العَقْلِ تَنْفَجِرُ
مِلْءُ الجُفُونِ دُمُوعٌ مِنْ مَشَاهِدِهَا
عَلَى بَنِيهَا يَكَادُ القَلْبُ يَنْفَطِرُ
تَغَوَّلَتْهُمْ سُيُوفٌ لاذِمَامَ لَهَا
وَأُحْرِقَ النَّاسُ والتَّارِيخُ والحَجَرُ
تَجَمَّعَ الحِقْدُ مِنْ عُرْبٍ وَمِنْ عَجَمٍ
وَأعْلَنُوا أنَّهُمْ فِي وَأْدِهَا نَفَرُوا
وَكَمْ بِصَنْعَا تَصِيحُ اليَوْمَ وَالِهَةٌ
وَفِي العِرَاقِ أُتُونُ الشَّرِ يَسْتَعِرُ
مَوْلايَ فِي كُلِّ أَرْضٍ قِصَّةٌ حُكِيَتْ
مِنَ الطَّوَاغِيتِ حَلَّتْ حَيْثُمَا حَضَرُوا
مَوْلايَ عَضَّتْ عَلَى قَوْمِي نَوَاجِذُهَا
مَاذَا بَقِي مِنْ وِفَاقٍ وَالوَرَى نُحِرُوا
قَدِ اسْتُبِيحَ وَعَيْنُ اللهِ تَرْقُبُهُمْ
الدِّينُ وَالعِرْضُ وَالأَطْفَالُ وَالأُسَرُ
بِالأَمْسِ كَانَتْ فِلِسْطِينٌ قَضِيّتَنَا
واليَوْمَ زِيدَتْ عَلَى مِنْوَالِهَا أُخَرُ
نارٌ بِبَيْرُوتَ شَبَّتْ في جَوَانِبِهَا
فَمَا أتَى اللّيْلُ إلا وَهْيَ تَحْتَضِرُ
وَلِلْكِنَانَةِ عَهْدٌ قَدْ وَفَيْتَ بِهِ
إذْ حَلّ فِي مِصْرَ مِنْ ضَوْضَائِهمْ خَطَرُ
تَنَكّرَ القَوْمُ حَتّى لَيْسَ نَعْرِفُهُمْ
كَمْ بَيَّتُوا غِلَّهُمْ فِينَا وَكَمْ نَكَرُوا
سَتَرْتَ مِصْرَاً وَكَانَتْ مِنْكَ فِي ثِقَةٍ
فَلَيْسَ إِلاكَ إِنْ خَانُوا وَإِنْ غَدَرُوا
أَلْفَتْكَ غَيْثَاً وَقَدْ وَافَى الثَّرَى عَطَشٌ
وَاجْتَثَّ رِيحُكَ مَادَسُّوا وَمَابَذَرُوا
بَعْضُ الحِكَايَاتِ لاتُرْوى وَإِنْ صَدَقَتْ
وَبَعْضُهَا فِي ثِيَابِ الزُّورِ تَنْتَشِرُ
وَنَحْمَدُ اللهَ أنْ جَنَّبْتَنَا حِمَمَاً
شَعْوَاءَ لَيْسَ لَها قَلْبٌ ولا نَظَرُ
وبِتَّ تَرْصُدُ فِينَا كُلَّ ذِي خَلَلٍ
وَضِقْتَ ذَرْعَاً بِحَالٍ لَيْسَ تُغْتَفَرُ
أَسْهَرْتَ عَيْنا تَرَى الإصْلاحَ وَاجِبَهَا
فِي مَشْرِقَيْهَا شُعَاعُ الحَقِّ وَالحَذَرُ
تَغْشَى عَلَى رِسْلِهَا الأيَّامَ نَافِذَةً
تُحْصِي عَلَى القَوْمِ مَا كَالُوا وَمَا احْتَكَرُوا
وَكَمْ حَبَوْتَ بِإِنْصَافٍ حَرَائِرَنَا
وَمَا أَغَرَّكَ مَنْ بِالعُنْفِ يَأْتَزِرُ
أزْرَى بِهَا جَهْلُ فَتْوَىً أوْتَعَصُّبُهُمْ
وَطَارَ عَنْهُمْ صَوَابُ الرَّأْيِ وَالفِكَر
شَيَّدتَ لِلْعِلْمِ صَرْحَاً لامَثِيلَ لَهُ
وَالمُدْنُ تَشْهَدُ مَا قَدَّمْتَ وَالهِجَرُ
وَلِلصّنَاعَاتِ وَالتَّوْظِيفِ مِنْكَ يدٌ
بَيْضَاءُ أَجْمَعَ فِيها البَدْوُ وَالحَضَرُ
مَوْلايَ شَعْبُكَ كَالإبْرِيزِ مَعْدَنُهُ
مَا مَرَّ يَوْمٌ وَفِي أخْلَاقِهِمْ دَعَرُ
إِذْ أَلْهَبُوا الفَلَكَ الدَّوَّارَ كَوْكَبَةً
وَازْدَانَ فِيهِمْ نُجُومَاً ذَلكَ السَّحَرُ
قَدِ اسْتَنَارَ لِمَأْمُونَ العُهُودِ دُجَىً
ثُمَّ اسْتَطَالَ المَدَى فِيْهِمْ وَمَا قَصُرُوا
الصَّادِقُونَ وَلاءً دُونَمَا شُبَهٍ
وَالشّامِخُونَ إذَا مَالنّاسُ قَدْ صَغُرُوا
وَالبَاذِلُونَ إذَا الحَاجَاتُ تَنْدُبُهُمْ
وَالطَّيّبُونَ وَمَا فِي خَدِّهِمْ صَعَرُ
مُنَعَّمُونَ وَمَا كانُوا ذَوِي بَطَرٍ
وَخَيّرُونَ وَفِي النَّعْمَاءِ قَدْ شَكَرُوا
مَوْلايَ عُذْرُ القَوَافِي اليَوْمَ أنَّ لَهَا
حدَّاً وَأَنّي مِنَ الإِقْوَاءِ أَعْتَذِرُ
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلى المَبْعُوثِ سَيِّدِنَا
مَا صَامَ مُحْتَسِبٌ أوْ طَافَ مُعْتَمِرُ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.