يقول جيفرسون: الذين يقرأون هم فقط الأحرار، لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة.. وكتاب: (كيف تقرأ كتاباً) للدكتور زيد بن محمد الرماني يرشد إلى الكيفية التي تساعد على مصادقة الكتاب فينصح بالتدرج في القراءة.. ويقول: ليس كل ما في الكتب صواباً.. ويؤكد أن القراءة للاستفادة والتقويم وحفلَ الكتاب بأقوال عن القراءة.. ومنها: يقول الجاحظ: الكتاب نعم الذخر والعقدة ونعم الجليس والعدة ونعم المشتغل والحرفة، ونعم الأنس لساعة الوحدة ونعم المعرفة ببلاد الغربة. ويقول عباس محمود العقاد: القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة لأنها تزيد هذه الحياة عمقاً وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب. ويقول المؤلف: ينفر الناس من الكتاب لأسباب منها: - سرعة الملل وقلة الصبر وفقدان الجلَد في المكث والعكوف الذي تتطلبه القراءة. - الخطأ في الابتداء، فالبدء بالكتب المتقدمة الأمهات قبل الكتب الميسرة خطأ. - عدم الاستشارة في الانتقاء والابتداء أو استشارة من ليس بأهل. وتحدث المؤلف عن عشق الكتاب فقال: كان ابن الرفعة لا يفارقه الكتاب حتى أثناء المرض، وكان مُكباً على المطالعة حتى عرض له وجع المفاصل بحيث كان الثوب إذا لمس جسمه آلمه، ومع ذلك معه كتاب ينظر إليه. وكان الزهري إذا جلس في بيته وضع كتبه حوله، فيشتغل بها عن كل شيء من أمور الدنيا، فقالت له امرأته يوماً: والله لهذه الكتب أشد عليَّ من ثلاث ضرائر. وكان أحمد بن عبد الله المهدي في الدراسة والمطالعة لا يكاد يسقط الكتاب من يده حتى عند طعامه. وكان إسماعيل بن اسحاق كما يقول عنه أبوهغان: ما دخلت عليه إلا رأيته ينظر في كتاب أو يقلب كتاباً أو ينفضها. ويقول الحسن اللؤلؤي: غبر قدمي أربعين عاماً ما قلّت، ولا بت ولا اتكأت إلا والكتاب موضوع على صدري. ويقول علي بن الجهم: إذا استحسنت الكتاب ورجوت منه الفائدة تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده، وإن كان كثير الورق فقد تم عيشي وكمل سروري. وكان الجاحظ من أكثر الناس شغفاً بمطالعة الكتب فإنه لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائناً ما كان، حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبيت فيها للنظر.