في المملكة العربية السعودية رواد بلغوا من الأصالة المنتهى ومن الكرم الذروة لهم اسهامات فعالة وعطاء غير محدود وتضحيات من اجل الدين والمليك والوطن هؤلاء البارزون والمميزون سيظلون على البال في الحال والمستقبل ولا يمكن ان يغفلهم التاريخ من هؤلاء المميزين صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود حفيد الابن الثاني للإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود وشقيق الملك عبدالعزيز الوحيد مع اخواته الأميرات نورة وهيا ومنيرة وسمو الأمير سعد والد سمو الأمير فهد رحمه الله استدعاه اخوه الملك عبدالعزيز بعد فتح الرياض عام 1319ه 1902م ليسهم معه في توطيد الأمن والاستقرار فلبى سمو الأمير سعد طلب اخيه ورفيق دربه وقدم من الكويت ومعه اكثر من سبعين مقاتلا من الرجال الأشداء الأقوياء ممن بقي في الكويت من المقاتلين الموالين لآل سعود من أبناء القبائل ثم ما لبث بعد وصوله ان خرج برجاله وانضم الى اخيه الملك عبدالعزيز والى العديد من أبناء عمومته وتم فتح الخرج وما حولها مما أثار الخصم.. فبعث الملك عبدالعزيز أخاه سعد الى بلدان الحريق وما حولها يستنجد بهم ويثير فيهم الحمية والنخوة. فاستجاب للأمير سعد الكثير وتوجه بهم الى الكثير الذي كان يقوده اخوه البطل الأمير محمد بن عبدالرحمن وابن عمه الشجاع الأمير عبدالله بن جلوي فانضمت تلك المجموعات في جيش واحد مكون من الف مقاتل تحت قيادة الملك عبدالعزيز الذي سار بهم الى واحة الدلم وقد تحقق لهم النصر على الخصوم وظل آنذاك مع اخيه الملك عبدالعزيز الذي كان حريصا على اصطحابه ومشاركته في ادوار الصراع لتتحقق بذلك الوحدة وتأسيس الدولة الفتية ادامها الله ولقد احسن الاستاذ الفاضل فهد المارك عندما الف كتاباً عن صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود من خلال معرفته لسموه لمدة ثلاثين عاما حوى المعلومات التي اشرت اليها بعاليه، وهذا الكتاب طبع باشراف دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر وهو موثق بمكتبة الملك فهد الوطنية ورقم الايداع 0954/22 وهو كتاب مكون من قسمين وتحدث المؤلف من خلاله باسهاب عن الدور البطولي الذي قام به سمو الأمير فهد ابان توحيد البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود من خلال مشاركته في العديد من القرارات.. كما اورد نبذة عن سمو الأمير فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود حيث قال انه من مواليد الرياض عام 1332 الموافق 1914م.. وعهد الى سموه امارة منطقة عسير ثم امارة حائل في عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وتوفي رحمه الله عام 1392ه الموافق 1972م.. وله من الأبناء الذين مازالوا على قيد الحياة أصحاب السمو الأمراء بندر وبدر وعبدالعزيز ابناء فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود وكذلك من البنات كل من صاحبة السمو الأميرة الجوهرة وسارة بنتي فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود. يقول فيه الشاعر: من مات مثلك يا عزيز القبيله حي ولو ان الثرى فوقه انهال حقك علي يا وفي الخليله مجلد يقراه جيل مع اجيال صقرٍ يخلد لك سجايا جميله يشهد به الأول ويعجب به التال كما تحدث المؤلف عما توفر لديه من عوامل عن سجايا سمو الأمير فهد الفاضلة التي يتمتع بها الفقيد العظيم والشيم العربية المطبوعة بدمه ولحمه والرأفة في المكان الذي يقتضي منه اللين والتسامح والشدة في المكان الذي يستدعي عدم التساهل وكذلك الوجه الطلق الذي لا تفارقه الابتسامة، كما اورد العديد من المناقب والمحاسن التي يتحلى بها الفقيد ومن ضمن ذلك أدب النفس والسلوك اللذين فطره الله عليهما وأدب القريحة التي منّ الله بها عليه كأديب ينشد الشعر ويرويه وما حصل عليه من الثناء والمجد المشاعين عنه على لسان كل من عرفه او سمع به.. الى درجة ان القارئ لم ولن يجد من المواطنين الذين عرفوه او سمعوا عنه شخصين ذوي اخلاق وعدل يختلفان في تقديره واحترامه والثناء عليه بما هو أهل له من الأخلاق الكريمة، كل هذه القيم توفر مواد لا ينضب معينها لأي شاعر او ناثر يحاول ان يكتب عن الفقيد رحمه الله.. والواقع ان هذا الكتاب يعبّر عن إحاطة تاريخية قام بها المؤلف بعيدة عن الاختلاق كما انها بمثابة أمانة حفزت المؤلف من باب الاعتراف بالجميل انطلاقاً مما قالت العرب «المعروف يملك الكريم ويخدع اللئيم» فالأول يكون مملوكا للمعروف الى الأبد، والثاني يجعله المعروف مخدوعاً فترة وجيزة الى ان يبذل له معروف من جديد، وإلا فهو ينسى الأول ويتنكر له، كما قالت العرب في هذا الشأن: «أقل معروف من شئت تكن اسيره، وضع المعروف في عنق من شئت تكن اميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره». ومن استعراض لهذا الكتاب وجدته يحتوي على قصيدتين رائعتين وذلك بين مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ايده الله ورعاه وبين سمو الأمير فهد بن سعدبن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حينما كان مولاي الملك انذاك في لندن في زيارة للعاصمة البريطانية من اجل العلاج من ألم كان يلم به آنذاك ابقاه الله شافيا معافى وأمد في عمره على طاعته والذي عبّر من خلالها قائد الأمة انه يتحمل ما اصابه ويصبر لها كصبر نبي الله ايوب عليه السلام.. وإنما الذي يهتم له ويقلق باله ويشغله في كل أوقاته هو حرصه على صحة اخيه جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله فهو يرى ان حياته ونفسه لا أهمية لهما أمام صحة الفيصل.. وهذا مطلع قصيدة الملك فهد رعاه الله حيث يقول: يا «بوسعد» صبَّتْ على اخوك غارات شهرين أقاسي من شديد الغرابيل وخَْزَ الالم يحمل على اخوك حملات واصبر صبر أيوب لا وجست أنا الويل منّا هل «العوجا» رجال الشجاعات كل المصايب تشربه شربة الهيل ولا ينفع الخايف والاقدار عجلات الخوف للرعديد لا للمشاكيل لكنني مشغول في كل الأوقات على الذي حنا بظله زمل شيل ماني على نفسي كثير الحسافات لى سلم فيصل روسنا نرفعه حيل حامي حمانا بالليالي المخيفات بأيام سود كنها طير أبابيل فخر العروبة بالنقا والمساواة هذا هو «الفيصل» ولا فيه تاويل وابشرك يا خوي يا زين الونيات يا «بو سعد» نطاح وجه المقابيل وقد أجابه الفقيد بقصيدة على الوزن والقافية حيث قال رحمه الله: يا مرحبا بكتاب زبن المخالات أهلاً هلا به عد وبل المخاييل حملت ممن زال الكدر بالمسرات فكاك من صكت عليه المحابيل فزع لك اللي عالم بالخفيات مبري جروح «أيوب» غيث المراميل يعل ما يزعج على فقدك أصوات ولعلها لك يا «بو فيصل» تماهيل الله يجيرك من صواديف الآفات عساك تسلم يا ربيع المشاكيل ما انته رخيص يا ربيع القرابات لوهي بالايدي كان دونك حلاحيل *** ترى لنا بك يا فتى الجود هقوات في وقتنا الحاضر واللي مقابيل و«فيصل» ذرانا بالسنين المخيفات هو درعنا الضافي إلى ضدنا الميل اللي نقل عنا حمول ثقيلات رأس الحصيل ان كملن المحاصيل وهاتان القصيدتان تعبران عن قمة الوفاء المتبادل بين مولاي خادم الحرمين الشريفين رعاه الله وبين صاحب السمو الأمير فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله» وما يكنانه من حب واخلاص ووفاء لشهيد الأمة جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «رحمه الله تعالى». والواقع ليس بوسعي الاحاطة بكل مناقب سمو الأمير فهد بن سعد «رحمه الله»فهي كثيرة وكثيرة وما ذكرته كان بايجاز للغاية وأدعو الاخوة الكتاب والمؤلفين إلى محاولة البحث عن هؤلاء الرواد العزيزين على النفس وممن لهم من الأفضال والمكارم والأمجاد والمميزين في سلوكهم ونهجهم وعطائهم، ونحمد الله ان هؤلاء الشجعان منحهم ذرية صالحة.. وما نشهده عبر مجالس أصحاب السمو الأمراء بندر وبدر وعبدالعزيز ابناء فهد بن سعد بن عبدالرحمن آل سعود وفقهم الله من فتح الأبواب أمام روادهم واغاثة الملهوف والعطف على الصغير واحترام الكبير وتسخير امكاناتهم لخدمة المترددين عليهم أو من كان في خدمة الآباء والأجداد.. أو من المحسوبين عليهم.. وما يظهرونه من مشاعر طيبة نحو الغير.. وتواضع جم وأخلاق فاضلة وتعامل حسن.. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والسلام.