كيف أقي ابني من التحرش الجنسي؟

ذكرت في مقالتي السابقة تعريف التحرش الجنسي وما هي أشكاله ومن هم القائمون عليه وما هي الدلائل التي تشير إلى تعرض ابني للتحرش الجنسي، وأطرح في مقالتي هذه طرق الوقاية من هذه الجريمة لعلها تكون مقالة توعوية لنأخذ منها التدابير اللازمة قبل أن يقع المحظور..
الأهم من هذا هو طريقة محاربتنا لهذه الجريمة ومعرفة الطرق الفعالة للتصدي لها.. وذلك من خلال زيادة الوعي والتثقيف بمعرفة أسباب التحرش وطرقه وهذا ما تطرقت له في مقالتي السابقة، وبذلك أستطيع طرح طرق الوقاية بشكل أكثر دقة، حيث تختلف طرق الوقاية من التحرش الجنسي باختلاف المرحلة العمرية للطفل:
من سن الولادة إلى سن 5 سنوات
أوضحت الدراسات العلمية أن العضو عند الطفل في هذه المرحلة يحقق له متعة جنسية فلا تستغرب ذلك، حيث ذكر الدكتور خالد منتصر في لقاء معه أن الطفل الذكر وهو جنين في رحم أمه يحدث لعضوه انتصاب حتى قبل ولادته بشهور وهذا ما كشفته الموجات فوق صوتية وتستمر هذه الأحاسيس خلال الأشهر الأولى بعد الولادة، حيث قد تصل الأم إلى مرحلة الانزعاج عند معرفة ذلك لكن يزول هذا الخوف والانزعاج ما أن تعرف أن هذا الانتصاب هو رد فعل لمتعة وليس لشهوة.. كما المتعة في الرضاعة من ثدي الأم.
لذلك يجب علينا كآباء وأمهات الانتباه لسلوكياتنا عند مداعبة أطفالنا، وعدم السماح بتحسس هذه المنطقة والحذر عند التعامل معها.
الحذر من إسناد مهام النظافة الشخصية للطفل على الخادمة، مع الانتباه لعدم ترك الطفل مع الخادمة أو السائق حتى وإن دعت الحاجة.
عدم ترك الطفل عند الحاجة إلا في أيد أمينة مثل (العمة - الخالة - الجدة ...).
الحذر من ترك الطفل وحيداً مع الجيران فالحذر واجب (فهناك من يجور وهو جار).
الانتباه للقنوات الفضائية التي يشاهدها الطفل خصوصاً أن هذه المرحلة هي مرحلة (فضول) لدى الطفل لمعرفة جنسه والجنس الآخر.
على المربية والمعلمة الانتباه للملامسات التي قد تكون في قسم الروضة في الأركان التعليمية فغالبا ما يحدث فيها الاحتكاك.
الحذر من الملابس الضيقة التي تحك بالأعضاء التناسلية مما تولد لديه الاستثارة، فكثيراً ما نجد الطفل يدخل يده تحت ملابسه ولا يدرك أن هذا التصرف يعتبر غير لائق أو شاذاً اجتماعياً.
يجب دائماً تنويه الطفل عن هويته المستقلة سواء في الملبس - الحديث - اللعب .....
وضحي لابنك الخطوط الحمراء التي لا يجب على أحد أن يتعدى عليها أو يراها أو يلمسها.
في نهاية سن الخامسة
نلاحظ في هذا السن رفض الطفل التغيير أمام الآخرين بسبب الحياء لذلك لابد أن تزود الطفل في هذا السن بالمعلومات الجنسية الصحيحة التي تتناسب مع عمره العقلي والزمني حتى لا يحصل على معلومات سيئة من الغير دون أن يدرك خطورتها.
في سن 6- 12 عاما
حاولي عدم إرسال طفلك خارج المنزل وقت الظهيرة أو وقت المساء.
تحذير الطفل والتأكيد عليه بعدم إقامة علاقات أيا كان نوعها مع الأغراب ومع عمال المطاعم.
اجلسي مع طفلك جلسات تثقيفية علمية عن جسده والخطوط الحمراء التي لا ينبغي لأحد الوصول إليها.
ازرعي في ابنك أن جسده ملكه بمفرده وليس لأحد الحق في لمسه أو التحكم فيه.
ذكري طفلك بأن لا يخلع ملابسه في أي مكان خارج المنزل سواء كان في ناد أو منزل أحد الأقارب..
حاولي أن تقيمي علاقة جيدة مع طفلك حتى لا يستغل غيابك فينشغل بما قد يضره سواء عن طريق الأصدقاء أو الإنترنت.
لا تحاولي إرسال ابنك لغرفة السائق أو الخادمة.
علمي ابنك آداب الاستئذان و أنه لا يحق لأحد الدخول عليه إلا بعد الاستئذان.
عندما يشاهد طفلك مشاهد تلفزيونية حاولي أن تكوني محللة أو منتقدة لبعض المشاهد المخلة بالأخلاقيات وناقشي أبناءك واربطي أقوالك بالقرآن والسنة.
وجه أبناءك إلى طريقة التعامل مع هذه المشاهد عن طريق تغيير المحطة أو إقفال التلفاز، وازرع فيهم الرقابة الذاتية ومخافة رب العالمين بالقدوة الحسنة وليس بالتحكم والسيطرة.
كثيرا ما يمارس الأطفال بعض النشاطات وهم مستلقون على صدورهم مما يسبب الاحتكاك للأعضاء التناسلية ويثير لديهم اللذة والمتعة وهو لا يعيها لذلك وجه طفلك للاستلقاء على جانبه الأيمن أو على ظهره.
سن المراهقة
وضحي لابنك معنى البلوغ وما هي التغيرات النفسية والعاطفية والجسدية الطبيعية التي تحدث في هذه المرحلة، وما هي المسؤوليات القائمة على عاتقهم بعد البلوغ.
على الأم أن تكون مقام الأخت والصديقة والقريبة لابنتها حتى تكسبها وتوضح لها أهمية الحجاب والاحتشام.
يجب أن يفرق الأبناء في هذه المرحلة بين التعري والعري، فالتعري في الملابس يقود إلى عدم استنكار العري الذي يقود للتحرش.
أما الأب فعليه أن يقوم مقام الأخ والصديق الصالح ويوضح للابن معنى البلوغ والاحتلام فلا شيء مخجل.
علموا أبناءكم أن يفرقوا بين اللمسة البريئة واللمسة المريبة فهناك فرق.
ذكري ابنك بحرمة المحارم والرحم الموصول بها.
وضحي لابنك الفرق بين الزواج الشرعي والخلوة المحرمة.
عدم السماح للأبناء بالسفر إلى الدول الإباحية بمفردهم أو برفقة من لا تأمنهم فالنفس دائمة البحث عن ما يشبع هواها.
علمي أبناءك بأن يتقبلوا الطرف الآخر لكن بضوابط دون الميل للحرام والخطأ.
اشرحي لأبنائك أهمية غض البصر و ضبطه، مع أهمية العلم أن أول خطوات الشيطان هي الاستهانة بالخطوة الأولى وهي النظرة.
وتحدث هذه الوقاية في جو يملؤه الحب والتفاهم والرعاية وتقبل المسؤولية، أدام الله علينا وعليكم الستر بقلوب مطمئنة.
قال عليه الصلاة والسلام: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
لكن ماذا لو قدر الله وحدث التحرش لطفلك؟ كيف تتصرف؟ ما هو الحل؟ لا يهم ما حدث المهم كيف تتعامل معه.
انتظروني في مقالتي القادمة بعنوان: كيف أتعامل مع طفلي الذي تعرض للتحرش الجنسي؟
- الأخصائية النفسية
Psychologist-basmah@hotmail.com