فهد بن سلمان وسر أبيه

الفجأة موت يفجع، والموت فجأة يفجع، وإذا اجتمع الأمران في فقد محبوب عزيز كريم مثل الأمير فهد بن سلمان، فذاك أقصى الفقد والحزن والفجيعة. ما الذي جعل خبر موت فهد بن سلمان ينزل علينا كالصاعقة المدوية؟ وجعلنا نلوذ داخل حجيرات قلوبنا من الحزن والأسى؟ ألسنا نقول ان الابن سر أبيه؟ ما هو إذن سر الأمير سلمان بن عبدالعزيز؟ منذ طفولتي الأولى، ومنذ اللحظة الأولى التي رأيت فيها صورة الأمير سلمان بن عبدالعزيز ضمن مجموعة أوراق تضمنتها مكتبة والدي عبدالله نور، منذ تلك اللحظة شعرت بارتياح وحب شديد للأمير سلمان، وشعرت أن سجايا قلبه الصافية الكريمة انطبعت على تفاصيل وجهه حتى صارت هي اللحم والدم وصارت هي الأنف والعين والفم. والأطفال قلوبهم كبيرة لا تعرف التزلف أو النفاق، والأطفال قلوبهم كبيرة لا تعرف الطمع أو الخوف، والأطفال قلوبهم كبيرة لا تعرف الحقد أو الحسد. منذ تلك اللحظة وأنا أعرف سرا كبيرا عن الأمير سلمان وهو حب الأطفال الشديد للأمير سلمان بن عبدالعزيز دون قيد أو شرط، وحبه الشديد للأطفال دون قيد أوشرط، وهكذا كبرنا في طفولتنا ونحن نحب الأمير سلمان، وهكذا كبرنا في مراهقتنا ونحن نحب الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وهكذا كبرنا في شبابنا ونحن نحب الأمير سلمان بن عبدالعزيز. الابن سر أبيه، فإذا أحببنا سلمان بن عبدالعزيز ونحن أطفال وشباب وما بعد الشباب لأن له قلبا محبا حبيبا محبوبا، فإننا نحب فهد بن سلمان لأن له قلبا محبا حبيبا محبوبا يشبه قلب أبيه، قلبا تراه وتعرفه وتألفه القلوب الصادقة الصافية الخيرة. الابن سر أبيه، وإذا كان سلمان بن عبدالعزيز مجبولا على فعل الخير كما رباه أبوه، فإن فهد بن سلمان مجبول على فعل الخير كما رباه أبوه. الابن سر أبيه، وإذا كان فقد فهد بن سلمان أصابنا بالحزن فإن العزاء بما جبل عليه إخوته وأبناؤه من فعل الخير وحب الخير للناس، أطفالا وشبابا وكهولا. الابن سر أبيه، فلا تبك يا والد الجميع، فتبكي قلوب الأطفال معك وقلوب الشباب معك وقلوب الكهول معك، ولكن ردد معنا في يقين المؤمنين بقضاء الله وقدره: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.