مليون ونصف المليون مشترك في الإنترنت بالمملكة بنهاية 2002م

في ندوة نظمتها مكتبة الملك عبدالعزيز .. د. الموسى:

أوصى أكاديمي سعودي متخصص بالحاسب الآلي الجهات المختصة بضرورة مساواة قطاعات التعليم الأخرى بالجامعات وربطها بواسطة مدينة الملك عبدالعزيز مباشرة وتخفيض رسوم الاشتراك في الانترنت للقطاعات التعليمية.
وحض على تكثيف البرامج التوعوية في مجال المعلوماتية على مستوى المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات وتأسيس المواقع والمنتديات العلمية لهم وتوظيف الانترنت في مواجهة زيادة عدد خريجي المرحلة الثانوية )التعليم عن بعد(.
إيجابيات الانترنت
وعدد رئيس قسم الحاسب الآلي ونظم المعلومات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الموسى في ندوة نظمتها مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض بعنوان «الانترنت في المملكة العربية السعودية» عدد مبررات وإيجابيات استخدام الانترنت في التعليم قائلاً: الانترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم ويساعد على التعلم التعاوني الجماعي ونظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الانترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ماتم التوصل إليه كما يساعد الانترنت على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة.
وأشار إلى أن الانترنت يساعد على توفير اكثر من طريقة في التدريس موضحاً أن الانترنت بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواء كانت سهلة أو صعبة كما أنه يحتوي على بعض البرامج التعليمية باختلاف المستويات.
وأكد د. الموسى أن استخدام الانترنت كأداة أساسية في التعليم يحقق الكثير من الايجابيات منها المرونة في الوقت والمكان وامكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين في مختلف العالم وعدم النظر إلى ضرورة تطابق أجهزة الحاسب وأنظمة التشغيل المستخدمة من قبل المشاهدين مع الأجهزة المستخدمة في الإرسال مع سرعة تطوير البرامج مقارنة بأنظمة الفيديو والأقراص المدمجة )CD Rom( وأضاف قائلاً: سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الانترنت وقلة التكلفة المادية مقارنة باستخدام الأقمار الصناعية ومحطات التلفزيون والراديو إضافة إلى تغيير نظم وطرق التدريس التقليدية وذلك بإيجاد فصل بلا حائط مليء بالحيوية والنشاط واعطاء التعليم صبغة العالمية والخروج من الإطار المحلي وسرعة التعليم فالوقت المخصص للبحث عن موضوع معين باستخدام الانترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرق التقليديةإضافة إلى الحصول على آراء العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات في أي قضية علمية وسرعة الحصول على المعلومات وتطوير وظيفة المعلم في الفصل الدراسي ليصبح بمثابة الموجه والمرشد وليس الملقن ومساعدة الطلاب على تكوين علاقات علامية وأخيراً تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسب وعدم التقيد بالساعات الدراسية حيث يمكن وضع المادة العلمية عبر الانترنت ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان وفي أي وقت.
استخدامات
الانترنت في التعليم
وبين الموسى أن المتتبع للتغير المستمر في تقنيات تحديث قوة وسرعة الحاسب الآلي يستطيع ان يدرك أن ما كان بالأمس القريب الأفضل تقنية والأكثر شيوعاً أصبح أداؤه محدوداً أوربما أصبح غير ذي جدوى وقياساً على هذا التسارع الكبير والمخيف أحياناً يمكن التأكيد على أن التأثير الحقيقي لثورة المعلومات والاتصالات يوجد أمامنا وليس خلفنا.
وتعتبر الانترنت إحدى التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفة عامة إذ إنه من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالي فعن طريق الفيديو التفاعلي لن يحتاج الاستاذ الجامعي مستقبلاً ان يقف أمام الطلاب لإلقاء محاضراته ولايحتاج الطالب ان يذهب إلى الجامعة بل ستحل طريقة التعليم عن بعد بواسطة مدرس إلكتروني وبالتالي توفر على الطالب عناء الحضور إلى الجامعة.
البريد الالكتروني
ثم تحدث د. الموسى عن أهم الخدمات التي تقدمها الانترنت مثل البريد الالكتروني وهو عبارة عن تبادل الرسائل والوثائق باستخدام الحاسب ولولم يوجد البريد الالكتروني لما وجد الانترنت ويعد البريد الالكتروني أفضل بديل عصري للرسائل البريدية الورقية ولأجهزة الفاكس ويعتبر تعليم طلاب التعليم على استخدام ا لبريد الالكتروني الخطوة الأولى في استخدام الانترنت في التعليم.
وهناك أيضاً التوائم البريدية وتعرف اختصاراً باسم القائمة وهي تتكون من عناوين بريدية تحتوي في العادة على عنوان بريدي واحد يقوم بتحويل جميع الرسائل المرسلة إليه إلى كل عنوان في القائمة.
وأكد الموسى أنه رغم أن هناك بعض اللوائح تعمل كمجموعات مناقشة فإن بعضها الآخر يستعمل في المقام الأول كوسيلة لتوزيع المعلومات فتوظيف هذه الخدمة في التعليم يساعد على دعم العملية التربوية.
منتديات الانترنت
وأشار إلى أن هناك نظام مجموعات الأخبار حيث تعد شبكة الاخباريات أحد أكثر استخدامات الانترنت شعبية وقبل الحديث عن هذه المجموعات ينبغي الإشارة إلى أن هذا النوع من الخدمة يأخذ مسميات عدة منها نظام مجموعات الأخبار أما شبكة CompvServe فيطلق عليها اسم منتديات وتسميها شبكة مايكروسوفت نظم لوحات الاعلان ويمكن القول بأنها كل الأماكن التي يجتمع فيها الناس لتبادل الآراء والأفكار أو تعليق الإعلانات العامة أو البحث على المساعدة.
وهناك أيضاً برامج المحادثة على الانترنت وهو نظام يمكن مستخدمه من الحديث مع المستخدمين الآخرين في وقت حقيقي وبتعريف آخر هو برنامج يشكل محطة خيالية في الانترنت تجمع المستخدمين من أنحاء العالم للتحدث كتابة وصوتاً كما أنه بالإمكان أن ترى الصورة عن طريق استخدام كاميرا الفيديو.
الشبكة العنكبوتية
وهناك أيضاً الشبكة العنكبوتية وهي مركز معلومات منتشر عالمياً لوثائق متصلة بعضها ببعض بواسطة مايسمى Hypertext Links وكل وثيقة من هذه الوثائق تسمى صفحة وتحتوي هذه الصفحة على خاصية الربط بعدد من الصفحات الأخرى التي تكون عادة على شكل جمل مضاءة أو صور أو رموز أو أشكال وعند اختيارك لإحدى نقاط الربط عن طريق النقر عليها بالفارة فإنها تقوم فوراً بنقل الصفحة المطلوبة وعرضها لك على الشاشة.
وتعتبر الشبكة العنكبوتية من أبدع التقنيات التي عرفت حتى الآن في تاريخ الانترنت حيث يمكن عبر هذه التقنية حصول المستخدم على معلومات نصية سمعية أو مرئية عبر صفحات إلكترونية بتصفحها المستخدم عبر حاسبه الآلي عن طريق أحد المتصفحات مثل اكسبلورر أونت سكيب أو غيرهما.
ثم انتقل د. الموسى إلى واقع استخدام الانترنت في التعليم بالمملكة مشيراً إلى أن مجالات استخدام الانترنت في العملية التعليمية تنحصر في الجوانب الادارية والمنهج المدرسي ووسيلة بحثية ووسيلة اتصال.
وقال إن هناك بداية لاستخدام الانترنت في مجال الإدارة ويتمثل هذا في استخدام الانترنت كوسيلة الارسال الخطابات عبر البريد الالكتروني وغيرها من الاستخدامات أما استخدامها في المنهج المدرسي فمازالت الرؤية غير واضحة لدى بعض المسؤولين في بعض القطاعات الحكومية ولم يصدر أي مشروع في هذا الخصوص وهناك جهود بعض القطاعات الخاصة لوضع مناهج التعليم عبر الشبكة وتوظيفها في طرق التدريس وإحالة الطلاب عليها، أما استخدام الانترنت كوسيلة بحثية للبحث عن المراجع وغيرها فيمكن القول بأن هذا المجال من أكثر المجالات في الوقت الحاضر وخاصة على مستوى الجامعات وأكثر خصوصية لمن يتحدثون اللغة الانجليزية أما استخدام الانترنت كوسيلة باتصال فهناك بداية جهود لاستخدام الانترنت كوسيلة اتصال بين المنزل والمدرسة وبين المعلم وطلابه وبين الجهة التعليمية والجهات الأخرى إلا أن هذا النوع من الاتصال يكاد يكون في الجامعات بصورة أكثر ولعل عامل توفر الانترنت هو السبب في ذلك فعلى سبيل المثال قام قسم الحاسب الآلي في جامعة الإمام بالزام الطلاب بارسال الواجبات المدرسية عبر البريد الالكتروني.
عوائق الانترنت
ثم تحدث د. الموسى عن العوائق التي تقف أمام استخدام الانترنت في التعليم منها: التكلفة المادية حيث إن تأسيس هذه الشبكة يحتاج لتمديدات معينة وكذلك توفير أجهزة معينة فضلاً عن المشكلات الفنية التي تواجه مستحدمي الشبكة.
وهي كثرة الانقطاع وكذلك بطء التحميل اثناء التصفح داخل الانترنت لسبب فني أو غيره وقال ان توجه المعلمين نحو استخدام التقنية أقل من المتوقع ويسير ببطء شديد.
مشيراً إلى أن معظم المعلومات المتوفرة عبر الانترنت مكتوبة بلغات غير عربية مما ساهم في تقليص عدد المهتمين في استخدام الانترنت.
وأضاف د. الموسى أن هناك فئة من الباحثين والمهتمين لايثقون بالمعلومات التي يحصلون عليها من الانترنت مما ساهم في إحجام بعض القائمين على التربية والتعليم في استخدام تلك الشبكة.
مجالات الاستفادة
من الانترنت
واختتم رئيس قسم الحاسب الآلي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محاضرته القيمة بالقول إن استخدام الانترنت في مجال التربية والتعليم في المملكة قطع شوطاً كبيراً مقارنة بالوقت الزمني ذلك أن عمر الانترنت لايزيد على عامين ويبلغ عدد المستخدمين اكثر من 300 ألف مستخدم وفي نهاية عام 2002م من المتوقع ان يصل العدد إلى مليون ونصف المليون تقريباً مضيفاً أن من أهم المجالات التي سوف يستخدم فيها الانترنت في المملكة هي مايلي:
* التواصل عبر البريد الالكتروني بين القطاعات التعليمية وبين الطلاب ومدارسهم وبين الأسرة والمدرسة وغير ذلك.
* توفير الدروس النموذجية للمعلمين والمعلمات والاستفادة من خبرات المعلمين والمعلمات بعضهم مع بعض.
* توفير قاعدة معلومات عربية مع مرور الزمن ومثلها المواد باللغة العربية الأمر الذي سوف يؤدي إلى التغلب على جانب اللغة لدى فئة من المستخدمين.
* كثرة المستخدمين في قطاع التربية والتعليم ومحو أمية الحاسب والانترنت وخاصة في ظل تكثيف البرامج التوعوية.
* استخدام الانترنت في التدريب من بعد وتوظيفها في حل مشكلات زيادة أعداد الطلاب خاصة في التعليم الجامعي.